Oliver كتبها
- كثيرا ما عبر المسيح قريتنا. نحن فى وسط الطريق بين الجليل و اليهودية لذلك إلى اليوم يسمون (منسي و إفرايم)  الأسباط المتوسطة.قريتي آخر تخوم إفرايم .أذهب إلى ساحل صيدون حيث السفن القادمة من الشرق.هناك أذهب حيث يتجمع التجار. أشترى و أبيع لأحقق ما قيل أن إفرايم هو الثمر المتكاثر.
- كان كلما يعبرالمسيح  أتربح من مروره.فأنا من تجار الطريق صائد الصفقات. زبائنى ممن يتبعون هذا المعلم.يتسوقون و هم  يتبعون المسيح فكنت أحب مروره لأجل أرباح تجارتى.كثيرون مثلي نمت أرباحهم على الطريق.أتسلى فى متجرى بسماع النسوة  تحكى عن تعاليم يسوع و الرجال تتفاخر بقوته قدام الفريسيين و فخاخهم و أسئلتهم.

- منذ حداثتى أنا و المتجر توأمان.أرقب أبي يعمل و يرتل.علمنى أبى أن متجرى هو هيكلى.يكفنى أن أعمل الفصح و أضع عصابات الوصايا العشر على ساعدى و جبهتى.قال لى ذات يوم أن السبط ينمو إذا إغتنى فكنت أغتنى ليعيش سبط إفرايم.كانت شرائط الوصايا المعقودة على ساعدى الصغيرين تضايقنى لا سيما فى الصيف فداومت على  حفظ الوصايا لأتخلص من عصائبها التى تلسع جلدى الحساس,إشتهرت فى طفولتى بأننى الولد حافظ الوصايا و كنت أنا و أبي نتباهى بذاكرتى فى الحفظ.

- عشت مستعداً لأى شيء إلا أن تنقص أموالى.كنت أصلي لأن الصلاة مجانية.كنت أصوم لأوفر المزيد من مصاريف الطعام.بالتثاقل أذهب إلى هيكلنا فى جرزيم.قضيت الأيام أجادل هذا فى تفسير الوصايا و أناقش ذاك فى خلافات الرابيين.مضيت الأيام فى الكلام لا أبالي  فهو بلا ثمن, كان الكلام تسليتى فى المتجر.

- سمعت أنه قادم فتهيأت لمزيد من الأرباح.لكن لا أحد توجه نحو متجرى فتعجبت.خشيت لئلا يكون المعلم قد نبه عليهم ألا يشتروا منى؟ أغلقت متجرى مفزوعاً لأذهب وأرى. جموعاً كثيرة من بعيد و الفريسيون واقفين سداً بين المسيح و الناس.كانت نسوة أكثر من الرجال يتصايحن.لم أتبين شيئاً مما يدور و فيما أنا أقترب سمعته يتحدث عن شريعة الزوجة الواحدة و حق المرأة ففهمت لماذا كان الصياح. شعرت ببعض الراحة أن متجرى لم يكن سبب الصياح لكننى قلت فى نفسى أن أفتعل مناقشة مع المعلم لأتحسس هل هو راض عن متجرى فأنا أعرف الناس من نبراتهم.

- الحقيقة أنا لم أكن مستعداً بأى سؤال.خاطبته كتاجر يتملق الآخرين ليتربح منهم كعادتى. كانوا ينادونه يا معلم و أنا أضفت كلمة مجاملة فخاطبته أيها المعلم(الصالح). كان يتكلم عن الأبدية فقلت أجاريه فيما هو مهتم به و سألته,(أى صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية).كلمته كتاجر يكلم تاجر. ماذا سأتغرم لأربح الأبدية؟.فهمنى بسرعة لذلك لم يدع كلمة المجاملة تمر هكذا فوبخنى.(لماذا تدعونى صالح؟). هو كان يعرف لماذا.لأننى كنت أسترضيه فلا يذم فى تجارتى قدام الناس. لكننى خرست قدام إجابته.هذا المعلم هو بالحقيقة الصالح وحده الذى إذا تكلم خرجت الكلمات كالسهام تخترق كل من يقابلها. كانت حروفه تكشفنى و أنا كنت مستعداً حتى لهذا التوبيخ ما دام لا يمس شواقلى. كرامتى فى غناى فأنا أنمو على أكوام الشواقل.أنا التاجر الذى رأى الوصية صفقة خاسرة.

 - سألته و أنا لا أريد إجابة.لكنه أجاب ربما من أجل غيرى.كنت مستعداً لأي مقابل للأبدية  إلا أن يطلب منى مالاً أو يعطل تجارتى. لما قال لي إحفظ الوصايا حسبت أن له وصايا جديدة فسألته أي وصايا؟ فأجاب وصايا موسي. ارتحت حين لم يكلمنى عن العشور.يا لسعادتى أنا ماهر فى حفظ الوصايا و أتباهى بذلك منذ طفولتى كما قلت لكم.

- هذا المعلم الصالح يكمل الكلمات بالنظرات يا ويلى كلمنى عن الكمال و أنا لم أسأل ما الكمال..لقد تجرأ و طلب منى لا عشوراً أو صدقة بل أن أبيع ما عشت لأجله و أوزعه مجاناً؟.ما هذا المسيح الذى يريد خسارتى.كنت أتوسم فيه أن يبارك متجرى فأزيد لكنه جعل الوصية ضدى؟عرض على صفقة خاسرة و لا يعلم أننى تاجر فطن؟  يبشرنى بخسارة محققة مقابل ربح لا أراه.هل هذه هى الأبدية.أن أخسر قدامها شواقلى؟ إغتميت جداً.

- مضيت حزيناَ. أنا الوحيد فى الكتاب المقدس الذى قيلت عنه هذه العبارة (و مضى حزيناً) .كانوا يتغنون لى عن المسيح بأنه واهب فرح الروح. لكنى رأيته بل كلمته بل كلمنى و إغتميت ؟ أعطيته القفا لا الوجه و مضيت حزيناً حتى الموت.

- مضيت ناقماً فى نفسي أتمتم.الناس تأت إليه  حزانى فتفرح  و انا ذهبت إليه فرحاً و تركته حزينا.لقد شقيت جداً لأجمع أموالى.ليس فيها شاقل مسروق.أنا تاجر و لست مثل العشارين و الخطاة فلماذا أراه ينافسنى فى أملاكى؟ يشترط أن أبيع ما إقتنيته لأتبعه و أنا ما نويت أن أتبعه.كنت فقط أسترضيه ليدعو لي بالبركة و الكثرة. و كيف سأتبعه إن كنت أتجرد من مالى؟ المعانى لا تستقيم فى عقلي فلم أفهم. الوصايا كلها تصطدم بالشواقل و تتناثر.المحبة تفر بعيداً عن كنوز الأرض..و ستبق المعانى كلها مرتبكة إن بقيت على الأموال متكلة.همهمات نفسى تخنقنى.تبخر رجاءى..

لذلك مضيت حزيناً و فيما أنا ماض رأيت أحد تلاميذه حاملاً صندوق ,ماضياً حزيناً هو أيضاً نحو الشمال, و أناس كثيرون خلفه حاملين صناديقهم من تجار الطريق  كلهم حزانى و هم يمضون بعيداً بكنوزهم.