ياسر أيوب

طالما بقيت الموسيقى دائرة فلا أحد سيتوقف عن الرقص.. هكذا أجاب تشاك برينس، الرئيس السابق لبنك سيتى جروب، الذى أفلس وانهار نتيجة أزمة العقارات الأمريكية فى 2008.. ولاحق الصحفيون وقتها تشاك وعاتبوه وسألوه كيف لم ينتبه، بحكم خبرته الطويلة، وظل يسمح للبنك بإقراض الناس حتى انفجرت الأزمة وأطاحت بالجميع بمن فيهم هو شخصيا.

 

فقال تشاك إنه لم ينتبه لأنه كان يرقص.. ولم يكن باستطاعته التوقف عن الرقص لأن الموسيقى ظلت دائرة وصاخبة.. طالما بقيت الموسيقى دائرة فلا أحد سيتوقف عن الرقص.. وأصبحت إجابة شهيرة جدا استعان بها كتاب ومفكرون فى مختلف مجالات الحياة للتدليل على من يرقصون فلا ينتبهون للكارثة التى تنتظرهم.. وأنا أيضا أستعين بها للحديث عمن يرقصون الآن فى الرياضة المصرية، ولا أحد منهم ينتبه لكل ما قاموا به وستدفع ثمنه الرياضة المصرية.

 

فصخب هذه الموسيقى ظل أقوى من الحزن على أحمد رفعت وشذى نجم.. وكان وسيبقى أقوى من كل الأزمات الحالية فى اتحادات كرة القدم والدراجات وتنس الطاولة والسباحة وأى اتحادات أخرى.. وإذا كان من الصعب معرفة متى ستتوقف هذه الموسيقى، فالمؤكد أنها ستتوقف وبعدها سيتوقفون جميعهم عن الرقص وسيقولون كما قال تشاك برينس إنهم لم ينتبهوا ولم يتوقعوا أى كارثة فقط لأنهم كانوا يرقصون.

 

وهناك فى المقابل كثيرون بعيدون عن المقاعد وأصحابها ومصالحها يريدون إيقاف تلك الموسيقى الآن وإبعاد كل الراقصين عن المسرح الرياضى.. ولا يرى هؤلاء الحل فى تغيير أسماء ووجوه أو تغيير قوانين ولوائح.. إنما الأهم هو تغيير الفكر الرياضى وقواعده وحساباته وطموحاته وامتلاك مصر إدارة رياضية محترفة بعيدا عن هواة وحواة كل مؤهلاتهم أنهم مارسوا اللعبة فى الماضى.

 

وإعادة صياغة لجنة أولمبية حقيقية لا علاقة لها بالاتحادات حتى تستطيع مراقبة ومحاسبة مسؤوليها ومراجعة سياساتها وقراراتها.. ومراجعة شروط الترشح لمجالس إدارات الاتحادات وإلغاء ممارسة اللعبة كشرط أساسى للترشح.

 

وفتح الأبواب أمام من يملك الفكر والرؤية، خاصة فى كل الاتحادات، خاصة تلك التى لا يزيد عدد أعضاء جمعياتها العمومية عن خمسة وعشرة أو عشرين ناديا يسهل التأثير على معظمها فتبقى وجوه، ربما لعشرين سنة وإن اضطرت للتوارى قليلا، تستعين بوجوه أخرى مؤقتة.

 

 

وضرورة إعادة النظر فى تكوين الجمعيات العمومية لتمتلك القدرة على الاختيار والحساب.. والأهم من كل ذلك الانحياز لشباب لا ينقصهم العلم ومتابعة ما يجرى فى العالم حولهم ويغارون على مصر ولا يريدونها بلدا تجاوزها الزمن ولاتزال الرياضة فيها تدار بقواعد وأفكار قديمة انتهت صلاحيتها منذ سنين طويلة.. فمصر تحتاج الذين لا يشغلهم الرقص عن التفكير والتخطيط والنجاح.

نقلا عن المصرى اليوم