د. أمير فهمي زخارى

الذى أسس بنك القاهرة وهو من أوئل البنوك فى مصر  بعد بنك مصر طلعت حرب ... تعالوا معى نتعرف عليه وعلى أسره دوس بأسيوط...
 
موريس بك دوس
 وهو أحد كبار الشخصيات الشهيرة فى اسيوط.. كان عضوا سابقا بالبرلمان فى العهد الملكى وفى مجلس الشورى.
نشأ موريس دوس شابا يافعا فى اسره ثريه فوالده هو توفيق بك دوس قلته وهو من كبار اعيان اسيوط ومالك شركة تقسيم ارضى.. الحى الشهير الان بشركة قلته...
 
 ووالدته السيدة اوجينى ايضا ابنة احد كبار الاعيان بالصعيد وهو سيدهم بك الياس , ورث موريس عن والده ووالدته الاف الأفدنة من اخصب الأراضي الزراعية التى اممت بعد ذلك , تزوج موريس سليلة الحسب هدى ابنة عبد الباقى بك حنا وهو من كبار الاعيان .
 
 وكانت لموريس نشاطاته السياسية مع علية السياسيين والاحزاب، واجتماعياته العالية وارتبط بصداقه شخصيه مع رؤساء الاحزاب ومع الملك فاروق شخصيا وكانا كلاهما فى عمر متقارب الامر الذى حصل بمناسبته على رتبة الباكوية وهو مازال طالب فى كلية الحقوق وتسبب هذا فى مشكله بينه وبين عميد الكلية لأنه اصبح بك وعميد الكلية افندي.
 
حصل موريس بك على ليسانس الحقوق من جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) وعمل بالمحاماة واشتهر وذاع صيته فى فترة وجيزة وكان شابا طموحا وخدوما فى ذات الوقت فقد صار عضوا بنقابة المحاماة بسن صغير.. 
 
ودفعه طموحه لخدمة مجتمعه بدائرة اسيوط للترشح لمجلس النواب ونجح وصار من اشهر نواب الصعيد فى ذلك الحين وكان محبوبا للفقراء قبل الاغنياء ومن المسلمين والمسيحيين.
 
ولم يقتصر نشاط موريس بك على النشاط السياسي فقط بل كان رجل اقتصاد وطني من طراز طلعت حرب باشا فكما انشاء الاخير بنك مصر فقد انشاء موريس بك بنك القاهرة الامر الذى لا يعلمه الكثيرين وانشاء شركة القاهرة للتأمين وهى ضمن أوائل شركات التأمين فى مصر وشركة القاهرة للاقطان.
 ولم يقتصر وقته على اعماله الاقتصادية الوطنية فقط بل كان له نشاط كنسي فقد كان رئيس مجلس ملى اسيوط ووكيل المجلس الملي العام وكان رئيس الجمعية القبطية الخيرية وانشاء كنيسة العذراء مريم بالزمالك بعد انتقاله للقاهرة وكان حتى وفاته رئيس لجنة الكنيسة وجدير بذكره دوره الكبير فى مساعدة الام لليان تراشر فى انشاء ملجأها الخيرى وانشاء داخله حمام سباحه واحد للأولاد واخر للبنات ومازال اسمه مكتوبا عليهم حتى اليوم وظل داعما خيريا لملجأ لليان فى صمت حتى وفاته.
 
كان قصره بأسيوط من أشهر قصور الصعيد بشارع الجمهورية تصعد السيارات حتى الدور الثاني به وكان تحفه معمارية نادره... واستضاف به الملكين فؤاد وفاروق.
 
 وقصر فى القاهرة بالزمالك اشتراه من عدلي باشا يكن ولكنه جدده جعله تحفه معمارية كما كان عليه قصره بأسيوط
الا انه بعد ١٩٥٢ تم الاستيلاء على قصره بأسيوط وتحويله الى معهد تمريض وكذلك قصره بالزمالك تحول الى السفارة الصينية واستعادت اسرته قصر اسيوط.
 
أنجب موريس بك ولدان وابنتين هم حسب العمر مدحت ونجوى وفاديه وتوفيق، الاول رجل اعمال وتوفيق كان مدير ادارة الائتمان بالبنك العربي الأفريقي وله الكثير من الاحفاد.
 
توفى موريس بك دوس عن عمر ناهز ال٩٤ عام. 
 
فى يوم٥/ ٢/ ٢٠١٢ خاتما حياته الغنية بالنشاط الوطني الاقتصادي الروحاني بهدوء وسلام.
 
موريس بك دوس مثال للوطنية والاخلاص الوطني ومحبة الوطن اذ رغم تعرضه للتأميم والتهميش لم يكره ولم ينزع وطنه ولم يغادره يوما وهو ينوى عدم العودة اليه بل نازع الاخرين فى حبه الاول والاخير لمصر ومصر فقط كانت امانه وحصنه رغم مقدرته على انشاء قصر فى فرنسا او فى انجلترا او اميركا الا انه عاش واضطهد ومات فى مصر وكأنه يقول انا اولى بها منكم.
 
هذا واحد من الرموز الوطنية التي أخذ التزوير حقه فيها ولم يذكره وتناسوا أفضاله على مصر ... تحياتي..