Oliver كتبها
-الرب يسوع أسس الكنيسة على شخصه لأنه الصخرة.فى زمن الرسل اسس الكنيسة فى الإيمان بالثالوث و بشارة الملكوت.فى القرن الثانى و الثالث أسس ثبات الكنيسة بالإستشهاد.فى القرن الرابع و الخامس أسس روحانية الكنيسة بالآباء القديسين و بالرهبنة.مع كل عصر كان أساس الكنيسة يترسخ.مع كل قديس مؤثر كان للكنيسة ثبات أعمق فى محبة المسيح له المجد.

- القديس الأنبا بيشوى علامة عميقة من علامات إفتقاد الله لشعبه.هو مدرسة روحية فى محبة المسيح.منذ إختاره الله و هو صغير جعلت أمه نفسها مسئولة عن هذا الغصن المثمر.فأكثر الرهبان القديسين تأهلوا للرهبنة بتربية والديهم فالرهبنة ليست قرارا خاطفاً فى لحظة بل شوقاً حياً فى كل لحظة.

-علامات محبة المسيح فى قلب الراهب الأنبا بيشوى كانت أفعالاً.صلاة دائمة.قلب رقيق محب.إتضاع للجميع.رفض للملذات و شبع بالتأمل فى الإلهيات.عدم الإدانة.إنشغال الفكر بالروح القدس.لذلك أسماه أنبا بموا أبوه الروحى أنه الأب المشرق.

-عاش أنبا بيشوى أباً لا يفرط فى أولاده مهما حاربهم عدو الخير.لا يراهم ضعفاء أو مخطئين بل يراهم مجربين إذا وقعوا فى مخالفة.كانت أبوته عميقة و قلبه متسع.كل نفس عنده مهما صار حالها ,ثمنها دم المسيح.لذلك غلبت أبوته على الذين غلبتهم الشياطين.بالأبوة أنقذهم و خدمهم و أرشدهم حتى أعادهم الرب إلى كرامتهم .كانت أبوة أنبا بيشوى على مثال أبوة الله لنا.

- فيما كان الأنبا بيشوى راعياً منتبهاً و أباً مختبراً كان أيضاً فى سرية تامة قلباً ملتهباً يرى الله كثيراً بالإيمان و يراه أيضاً بالعيان.لذلك أسمته الكنيسة حبيب المسيح. بمحبته الأمينة  تعامل مع الغرباء كأنهم المسيح و أستحق أن يغسل  قدمى المخلص و هو لم يكن يعرفه.و يحمل المسيح على كتفيه و هو لم يكن يعرفه.ليعطنا درساً أن نعتبر الناس كالمسيح و نكرمهم بإسمه و من يدرى لعله المسيح بالفعل.

-مشهد الأنبا بيشوى حامل المسيح لا يمكن أن يعبر .فهو درس لوصية ما فعلتم بأحد هؤلاء أخوتى الأصاغر فبى قد فعلتم.قالها الملك السمائى و نفذها حرفياً مع أنبا بيشوى لنبصر صدق قوله.لذلك قال لنا قبلها (الحق أقول لكم).كلامه حق و قد وجد فى الأنبا بيشوى محبة الحق الإلهى فتمجد فيه. الذين يريدون رؤية المسيح فى مجده يجب أن  يتعلموا رؤيته أولاً وسط الناس محتاجاً فقيراً مريضاً محبوساً.

- كما قال الرب يسوع لتلاميذه عبر العصور الذى يكرمكم يكرمنى.هكذا حقق قوله بإكرام الذى أكرمه.فالذى حمل مخلصنا صار جسده بغير فساد و اليدين اللتين بهما غسل قدميه بقيت تبارك من يسلك كما سلك أنبا بيشوى.إن بقاء جسد أنبا بيشوى بغير تحلل هو ظاهرة روحية لا تفسير علمي لها لكن تفسيرها الوحيد هو أن الرب يكرم الذين يكرمونه.لهذا فلنخدم بإنكار ذات كى ننال كرامة من فوق.

-القديس بيشوى أيقونة لحياة الصلاة كما هو أيقونة لحياة الخدمة و تمجيد السيد الرب.بصلاته كان يخدم و الرب يستجب و يخلص.بخدمته كان يمجد الرب كأنه يصلى.هذا المزيج المقدس من صلاة و خدمة  حاصر إبليس فى البرية.صارفى الكنيسة كالميرون يدشن القلوب لتتكرس مثله لمجد إبن الله.

-ما زالت مدرسة الأنبا بيشوى تخرج لنا قديسين و قديسات.ما زال منهجها مشروحاً بالإتضاع.ما زالت تترجم الإنجيل بالأفعال.تحيا المحبة صلاة و الصلاة محبة.ما زالت فصولها مذابح تشفع فى الذين تحت الضغطة.ما زال الحَبل ممدود حتى السماء و ما زالت دقات أجراسها تُسَمع بالقلوب.أنبا بيشوى مدرسة خرجت من العالم إلى البرية حتى تنضج ثم مدت يدها للعالم كى يستجب لنداء الروح فى كل وقت.طوباك أنبا بيشوى حبيب مخلصنا الصالح.