الجمعية  العامة لعمداء رابطة الكليّات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط A.T.I.M.E.  تبدأ اعمالها بمشاركة امين عام مجلس كنائس الشرق الاوسط د. ميشال عبس الذي القى كلمة بعنوان " معاً من الينابيع".

شارك الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط في اجتماع الجمعية العامة لرابطة الكليات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط، المنعقد في بيت سان مارك - الشروق القاهرة.

ترأس اجتماع الجمعية العامة قدس الأرشمندريت يعقوب خليل عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللّاهوتيّ في جامعة البلمند، لبنان، ورئيس الرابطة، بحضور الخوري د مخائيل قنبر، الامين التنفيذي للرابطة، و حضور الأمين العام الفخري للمجلس الدكتور جرجس صالح،والامناء العامين المشاركين للمجلس القس الدكتور رفعت فكري، والاب الدكتور نقولا بسترس، وعمداء الكليّات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط وممثليهم.

بداية، رحب رئيس الرابطة قدس الأرشمندريت العميد يعقوب خليل بالحاضرين متحدثاً عن أهمية الاجتماع وما سيتضمنه.

من ثم، ألقى الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط  كلمة بعنوان معاً من الينابيع  أبرز ما جاء فيها:"
ان الرابطة تتكون من الكلّيّات والمعاهد اللاهوتية التابعة للكنائس الاعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط، ما يعني انها حكما مسكونية في العمق، في الأهداف والنهج والطرائق.

في نفس السياق، تتحدّد أهداف الرابطة في تعزيز التنشئة المسكونيّة وتوطيد العلاقات الأخوية وتشجيع روح التعاون والتفاهم والحوار والتشاور وتبادل الخبرات على صعيد هيئات التدريس والطلاب، في الكلّيّات والمعاهد الأعضاء.

اما على صعيد المنظومة التربويّة في التعليم اللاهوتي، فان الرابطة هي المحفز الى تشجيع الدراسات والنشر، وتبادل المطبوعات والإصدارات، وتشجيع الثقافة المسيحيّة في المنطقة، وتعزيز التعرّف على المنطقة، كنائسها، أديانها ومجتمعاتها، دون ان تغفل ضرورة الانفتاح على الخارج عبر إقامة علاقات تعاون مع مؤسّسات أكاديميّة أخرى.

ومن اجل الحفاظ على سوية عالية وقانونية للشهادات الممنوحة حسب أنظمة الدول المتواجدة فيها الرابطة، فان إعداد رعاة المستقبل وخدّام الكنائس وأساتذة للتعليم اللاهوتي في الشرق الأوسط سوف يكون عبر منحهم شهادات تُعادل التعليم الجامعي العالي طبقـًا لما هو متّبع في نظام التعليم العالي في كل بلد.

ان هذه الرابطة ظاهرة بحد ذاتها، موازية لظاهرة انشاء المجلس، وهي تضم المعنيين بتعليم اللاهوت، وبناء خدام رعايا الغد. ان يتدارس عمداء ومدراء مدارس اللاهوت تدريس اللاهوت في توجه مشترك، وان يتبادلوا الرأي في توجه واضح نحو المسكونية، انما يؤشر ذلك عن إرادة واعية لدى هؤلاء القادة التربويين بالذهاب بالتعليم المشترك بين الكنائس الى ينابيعه، وبتجذير المسكونية من مصادرها الأساسية، التربية والخدمة المسيحيتين.

ليس المطلوب في العمل المسيحي المشترك ان تذوب المؤسسات في مؤسسة واحدة، لا الكنائس ولا معاهدها اللاهوتية، لا بل ان تجري المحافظة على التنوع، من ضمن، وحدة الروح، والرؤية، والاهداف.

أنتم تتعاملون مع تحديات كبيرة، هو بناء رعاة الغد، خدام الرعايا، في مجتمع ينزع بقوة نحو المادية والانانية الفردية الطاغية، والنفاق، والظلم، وكل ما هو عكس عقيدتنا المسيحية. سوف يتعاملون مع كل هذه الامراض الاجتماعية، تضاف اليها الكراهية وخطابها المنتشر في العالم، والتمييز العنصري، وسوء توزيع الثروة والدخل، واذية البيئة، من ضمن اذية الأخر. وكأن كل ذلك لا يكفي، سوف يصطدمون بالهويات المرضية الناشئة، والخيارات الشخصية المختلة، لدى بعض جيل الشباب. كم هي صعبة مهامهم، وكم هي أصعب مهامكم أنتم في تحصينهم مقابل كل ذلك، وفي تزويدهم بالمنهجيات والطرائق لمعالجة هذه الإشكاليات الاجتماعية، التي لا شيء يدل انها سوف تنحسر في المدى القريب، لا بل هناك توقع وتخوف من استشرائها.

المسكونية تشكل الإطار الضامن لتدريب خدام رعايا الغد، لأنها، عبر تغيير النمط الفكري لديهم، سوف تجعلهم يعتمدون منطق رزمة العيدان، الصلبة حين تكون حزمة واحدة، والتي تكسر عودا، عودا، عند فك رابطها."

وختم الدكتور ميشال عبس كلمته بالقول:" ان مشاريع تنمية عمل الرابطة وتوسيعه يتطلب تمويلا خاصا و هناك مؤسسات مسكونية معنية به. تخيلوا لو لم يكن هناك إطار يجمعنا اليوم، كم كنا خسرنا على الصعيد المعنوي والعملي. ان إيقاف العمل بالرابطة قد فوت على العمل المسيحي المشترك، جيلا كاملا من القيادات المسكونية ولا بد من تعويض هذا الامر بالتدريب المستدام لهذا الجيل.

وبما اننا نتكلم عن المجال التطبيقي، لا بد لنا ان نذكّر بالدور النموذجي على صعيد العلاقات المسكونية الذي تقوم به الرابطة.

ان الاتيميه هي النموذج التنظيمي الذي يجب ان تقتدي به كل أنشطة الكنائس الأعضاء. هي نشاط متقاطع في مجال عمل الكنائس (cross activity) أي انها تضم نفس نوع النشاط المتواجد في كل الكنائس، وهذا يعتبر في مجال الإدارة تشبيكا (networking) ويؤدي الى خلق مجتمع او مدى معرفي قائم بذاته، حيث تتبادل فيه المؤسسات الأعضاء المعرفة والخبرات. ويعتبر التشبيك الأسلوب الأفضل للتنسيق والتنمية بين المؤسسات في العصر الحديث."
بعد ذلك، استعرض الخوري د.ميشال قنبر الأمين التنفيذي للرابطة نشاطات الرابطة لعامي ٢٠٢٣ و ٢٠٢٤ والتي باتت نشاطات موسعة ومثمرة.
بعدئذ، استعرض كل من الحاضرين رؤيته الخاصة حول اطلاق نشاطات ومشاريع لعام ٢٠٢٥.

أما الكليّات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط المشاركة في اجتماع الجمعية العامة فهي:
كلية العلوم الدينية واللاهوتية- الحكمة- الدائرة اللاهوتية والمسكونية في مجلس كنائس الشرق الاوسط- كلية العلوم الدينية - جامعة القديس يوسف- الكلية الاكليريكية اللاهوتية الاسكندرية- كلية اللاهوت الحبرية - الكسليك- كلية اللاهوت للشرق الأدنى- معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت - البولسية- معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي- البلمند- المدرسة اللاهوتية العليا- كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا- انطلياس- كلية مار افرام السرياني اللاهوتية- معرة صيدنايا- كلية اللاهوت الإنجيلية بمصر-كلية بابل للفلسفة واللاهوت- الكلية الاكليريكية اللاهوتية بالقاهرة- معهد الدراسات القبطية- معهد الرعاية والتربية - كلية العلوم الإنسانية و اللاهوتية المعادي- كلية العلوم الدينية السكاكيني.

وفي الجزء الثاني من اجتماع الجمعية العامة، تم عرض التقرير المالي بالمشاركة مع الٱنسة لودي خوري المديرة المالية في المجلس والتي انضمت الى الاجتماع عبر تقنية الزوم.