القمص اثناسيوس فهمي جورج 
كل الذين يهتمون بالتقوى أهتماماً عظيماً .هؤلاء يكونون في الموضع الأول في السجل الإلهى وفي فكر اللـه.فلن يكون هناك لنا  مكاناً بين الرسل والقديسين والشهداء إن لم نتشبه بهم لانهم تشبهوا بالسيد الملك ..كل من لا يتشبه بهم لن ينضم إليهم .بل سوف يرث بحسب القياس الذي يتناسب معه وحسب إستحقاق كل واحد التى يعرفها فاحص القلوب والكلي الرب الديان العادل .
 
هذا السجل الإلهي لائق ومجيد ومجده يتناسب مع بهاء اعمال ووزنة  كل واحد في رتبته) لان نجماً يمتاز عن نجم  . عندما تفتح الأسفار يصل الأبرار إلى الخوارس السمائية .محفوظين في ذاكرة الله  .أما الذين استهانوا وانكروا جاحدين دعوتهم ستمحى أسماءهم من سفر الأحياء ومع الصديقين لن يكتبوا (مز ٦٩ : ٢٩ ) وبالرغم من أن الفادى بمحبته للبشر وجه لهم الدعوة إلى الأفراح.إلا أنهم تعذروا وتعللوا وأهملوا وأجلوا واستهانوا .لذا لن تكون لهم شركة في الوليمة الدائمة.
 
ليس كل الناس يستحقون أن يحسبوا من الأعداد  الإلهية  ...فالذين يتسجلون في السجل الإلهى هم الذين أبطلوا ما للطفل وقد غلبوا الشرير ( لو ٢ : ١٣ ) يسيرون في القوه التى تلقنوها من الكتب الإلهية  "انفاس الله " ، سالكين بلياقة وقبول وطاعة للوصية حسب الترتيب ) ، أى ترتيب أنفسهم كل واحد بحسب رتبته وبحسب ثمار دعوته وقبوله لعمل النعمة السينرجية  .روحانيين متحررين من إنشغالات الأرض . فاحصين كل شئ وما يصلح لرتبتهم ولرايتهم  (عدد ٢٢ : ٢ ) علنا نستيقظ وننهض  لنفهم رجاء دعوتنا ونزن أعمالنا ونضبط كلماتنا وتصرفاتنا ومقتضيات الرتبة التى ننتسب إليها .حتى لا نسمع قول الرب الذى يقول "أسمى يجدف عليه بين الأمم بسببكم"(مز ٣٦ : ٢٠ )
 
إن كثيرين من الذين تسجلوا في سفر الحياة لن يكونوا فقط نجوم بل شموس في ملكوت اللـه  ؛ يضيئون كالجلد وكالنجوم كلاً بحسب رتبته وعلاقته  ؛ اذ يضيئون  كضياء السماء (دا  ٣ : ١ ) في ملكوت الذي هو ليس بظالم أن ينسي تعب المحبة وإستحقاقات الصلوات والقرابين والصدقات التى تقرب له تذكاراً أمامه ؛ قرابين وذبائح وبخور واواني وستور ونذور واواني المذبح .
 
فقد قيل عن الذين حباهم اللـه ووضعهم في تعداده الإلهي بانهم اولئك الذين لم يميلوا يميناً ولا يساراً قائمين في الوسط لا في ضربة شمال ولا في ضربة يمين .قائمون في الوسط مع المخلص الذي كان يجلس في الوسط....وهو الذي شهد له المعمدان "في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه"(يو ٢٦ : ١٠ ) أنه يسجل عنده الذين يعرفونه والذين أتخذوا محلته وانتصروا "لم تمل يميناً ولا يساراً.. عيونهم نحوه فقط ، يطلبون وجهه ، شاخصون اليه ، وعند قدميه يسجدون ويسكبون طيبهم وصياماتهم وصلواتهم وتسبيحهم واعترافاتهم وسيرتهم اكراما ومجدا لاسمه العظيم القدوس . عبدوه وحده ؛  وخدموه وحده ؛  وخافوه وحده ؛  وقدموا قرابينهم علي مذبحه القلبي واللحمي  عبادة الصلاة والتسبيح ،   عبادة الرحمة ومحبة الاخوة ؛ وعمل الخير والقدوة .
 
لم ينحرفوا عن المسيح مشرعنا ومؤدبنا .أقاموا راسخين غير متزعزعين، لم يصبحوا تابعين لرأس حاشيه ولا لصورة غباوة أو حماقة وسيأتوا إلى مدينة اللـه الحى في كنيسة الأبكار مع ربوات محفل الملائكة المكتوبين في السموات . يارب يارب اكتبنا في سجلك الالهي  بمراحمك وسترك وجود مسرتك التي لاتستقصي .