د. ممدوح حليم

بوعز .... رمز الرجولة والشهامة
 إن البحث في صفات بوعز كما وردت في سفر راعوث يصل إلى نتيجة واحدة هي أنه تمتع بكل ما هو حميد ونقي، فهو مثال رفيع للأدب الجم والأخلاق الفاضلة والرجولة الحقيقية...

 وبعد أن تحدث بوعز إلى راعوث في الحقل، نجده يغدق عليها من الشهامة والرجولة والعطاء الكثير، دع الكتاب المقدس يروي لنا ما حدث:
٨ فقال بوعز لراعوث: «ألا تسمعين يابنتي؟ لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر، وأيضا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي. ٩ عيناك على الحقل الذي يحصدون واذهبي وراءهم. ألم أوص الغلمان أن لا يمسوك؟ وإذا عطشت فاذهبي إلى الآنية واشربي مما استقاه الغلمان». ١٤ فقال لها بوعز: «عند وقت الأكل تقدمي إلى ههنا وكلي من الخبز، واغمسي لقمتك في الخل». فجلست بجانب الحصادين فناولها فريكا، فأكلت وشبعت وفضل عنها. ١٥ ثم قامت لتلتقط. فأمر بوعز غلمانه قائلا: «دعوها تلتقط بين الحزم أيضا ولا تؤذوها. (راعوث ٢: ٨، ٩، ١٤، ١٥)

لقد وفر بوعز لراعوث كل ما تتمناه فتاة في مثل هذه الظروف وفي ذلك الموقف. وفر لها الإحساس بالطمأنينة إذ اوصاها أن تلازم فتياته العاملات في حقله، وأوصى الشباب العاملين معه أن لا يمسوها، وان تشرب مما يستقي منه غلمانه، وعند وقت الأكل تأكل معهم من الخبز ، بل إنه قدم لها بنفسه الطعام لتأكل: " فناولها فريكا، فأكلت وشبعت وفضل عنها" . يا له من اهتمام الذي يعكس الحب والاحترام والذوق الرفيع.

لعل ذلك اليوم كان من أجمل أيام حياة راعوث، فكل فتاة وامرأة تتطلع أن تجد رجلا يحبها ويحميها ويوفر لها لقمة العيش. إنها ستتطلع بشغف لكي تتزوجه. عادت راعوث مسرعة إلى حماتها لتروي لها بالتفصيل ما حدث، وهذا شأن أغلب البنات من حيث الاستفاضة في الكلام. ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في القصة خططت لها الحماة نعمي.