ياسر أيوب

باستثناء أهلها وقليلين جدا خارج حدودها.. يتوقع الجميع خسارة كولومبيا غدا أمام أوروجواى فى قبل نهائى كوبا أمريكا.. فأوروجواى واحدة من القوى الكروية فى أمريكا اللاتينية.. فازت مرتين بكأس العالم و١٥ مرة ببطولة كوبا أمريكا ولم تتأهل لمباراة الغد إلا بعدما أخرجت البرازيل من البطولة الحالية.. أما كولومبيا فلم تنجح فى ست مشاركات بكأس العالم سوى التأهل لدور الثمانية مرة وحيدة فى ٢٠١٤ ولم تفز بكوبا أمريكا إلا مرة وحيدة أيضا فى ٢٠٠١.. وإذا كنا فى مصر نستمتع طول الوقت بترديد عبارة أننا نمارس فى بلدنا لعبة غير كرة القدم كما يعرفها ويلعبها العالم.. فإن هذه العبارة بالتحديد تنطبق على كولومبيا أكثر من أى دولة أخرى.. فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى سمحت لتجار المخدرات الكبار مثل بابلو إسكوبار بامتلاك أندية كروية منذ ١٩٨٠ حتى ١٩٩٤.

 
 
وهيجيتا حارس المرمى الكولومبى الشهير والمجنون لا يعرف كثيرون بدخوله السجن بعد إدانته بخطف ابنة تاجر مخدرات ينافس إسكوبار.. وكان ريدى رينكوت، لاعب ريال مدريد، واحدا من محترفين كثيرين استغلوا سفرهم الدائم لتهريب المخدرات إلى أوروبا.. وكولومبيا هى الدولة الوحيدة فى التاريخ التى رفضت فى ١٩٨٣ استضافة بطولة كأس العالم ١٩٨٦ بعدما قرر الفيفا زيادة عدد المنتخبات.. وحاول كثيرون إقناع كولومبيا باستضافة البطولة التى تحارب دول أخرى وتنفق الكثير من المال لاستضافتها.. ورغم عروض المساعدة التى انهالت على كولومبيا إلا أنها أصرت على الرفض ثم فشلت فى التأهل لها حين أقيمت فى المكسيك.. وهى أيضا دولة وحيدة تسمح بقتل نجومها فى ساحات حروب المخدرات والمراهنات.
 
وأكثر الدول استمتاعا بالكسل واللامبالاة الكروية.. فكولومبيا عرفت الكرة فى ١٩٠٠ ولم تؤسس اتحادها إلا ١٩٢٦ ولم تطلب الانضمام للفيفا إلا ١٩٣٦ ولم تنظم أول بطولة كروية رسمية على أرضها إلا ١٩٤٨.. وتعتز كولومبيا بأنها دولة لاتينية وحيدة حملت اسم الرحالة المغامر كريستوفر كولومبوس وأيضا دولة لاتينية وحيدة على ساحل المحيطين الأطلنطى والهادى وأنها أنجبت جابرييل جارثيا ماركيز كأشهر أدباء أمريكا اللاتينية.. وتحولت روايات ماركيز مع جمهور كولومبيا إلى واقع يومى حيث دراما الحياة والموت والحب والاغتراب.. ورغم أنه ليست هناك دولة لاتينية لا تعشق الموسيقى والرقص تبقى كولومبيا وحدها تملك ألف إيقاع موسيقى استخدمها الجمهور الكولومبى لترقص معه فى المدرجات حتى إن لم تأت بطولات وانتصارات.. وبدأت كولومبيا البطولة الحالية بالفوز على بارجواى وكوستاريكا ثم التعادل مع البرازيل.. وفازت فى دور الثمانية على بنما.. وإذا كان كثيرون يراهنون على فوز أوروجواى غدا فأنا لست منهم وأعرف أنى سأخسر الرهان لكننى سأبقى أحب كولومبيا.
نقلا عن المصرى اليوم