ديڤيد ويصا
يعني الأرثوذكس/الكاثوليك من ناحية، والپروتستانت من ناحية تانية ..
لكن حاليًا بدرس العلاقة بين الاتنين في القرون الأولى قبل الانقسام ..
وقت الآباء الرسوليّين (اللي شافوا الرسل وعاصروهم) ..
والآباء اللي جُم بعدهم (لغايت قبل الانقسام اللي حصل في الكنيسة) ..
وفعلًا الموضوع بالنسبالي ممتع وعميق وشيّق ..
وشايف أد إيه منقدرش نفصل الاتنين عن بعض (الكنيسة والكتاب) ..
لأنهم مش نقيض ولا معادين لبعض ..
حاجة كده زي الخيوط المنسوجة بالطول والعرض في توب قماش ..
أد إيه الكنيسة كانت أمينة وحريصة على التعليم اللي سمعوه من الرُّسُل ..
وأد إيه الرُّسُل كانوا حريصين انهم يدوّنوا التعليم ده في أسفار!
قيادة واضحة بالروح القدس للرُّسُل في تعاليمهم وحياتهم ..
وقيادة واضحة من الله للآباء عشان يحافظوا على الإيمان رغم التّحدّيات ..
سواء من جوّه الكنيسة (من هرطقات وتعاليم غريبة) ..
أو من برّه الكنيسة (من اضطهادات وطرد من المجامع اليهوديّة) ..
ويميّزوا بين الكتابات والأسفار اللي بتعكس تعليم الرُّسُل ..
والكتابات التانية اللي بدإت تتسلّل للمسيحيّين وتنسب نفسها للرُّسُل!
ولا مرّة سِفر من أسفار العهد الجديد استهان بالكنيسة وخُدّامها ..
وولا مرة أب من آباء الكنيسة إدّى لنفسه سُلطة فوق كتابات الرُّسُل!
ولا مرّة رسول من الرُّسُل قلِّل من التقاليد الشفاهيّة اللي سلّمها للكنيسة ..
وولا مرة أب من الآباء أضاف شيء للتقليد اللي استلمته الكنيسة من الرُّسُل!
تناغم عجيب ومعجزي بين الاتنين، الكتاب وتعليم الكنيسة ..
رغم وحدته ووحدة رسالته، إلا إنه متعدّد بألوان كتير بتشكّل هويّته!
--
عشان كده أعتقد اننا محتاجين نتمسّك بالاتنين ..
من غير ما نحطُّهُم قصاد بعض ..
يفضل الكتاب هو "المرجعيّة" ..
باعتباره التعليم الرسولي الموحى بيه من الله ..
وتفضل الكنيسة قبل الانقسام هي "المرجعيّة التفسيريّة" ..
باعتبارها مُعايشة للرُّسُل ومُقادة ومحميّة من الروح القدس!
لأن الواقع بيقول ان اللي اتمسّكوا بالكتاب بحجّة انه المرجعيّة ..
فقدوا كل مرجعيّة تفسيريّة وبقوا مئات الطوايف والكنايس!
واللي حطّوا التقليد وسُلطتهم فوق الكتاب بحجّة انهم المرجعيّة ..
حادوا عن طريق الآباء في حاجات كتير رغم وحدتهم الخارجيّة!