أعدت صحيفة «تليجراف» الإنجليزية تقريرًا تضمن عددًا من النصائح لاعتناء الأفراد بصحتهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
يوضح البروفيسور مارك وايتلي، استشاري جراحة الأوردة: «علينا أن نحافظ على درجة حرارة داخلية ثابتة للجسم تبلغ 37 درجة، وإلا فإن الإنزيمات الموجودة في خلايانا وجدران الخلايا تبدأ في تغيير شكلها ويمكن أن تسبب أضرارًا لا رجعة فيها».
وأضاف: «إذا شعرت بالحرارة الشديدة، فإن العمليات في خلاياك لا تعمل. كبمجرد أن تتجاوز درجة الحرارة الداخلية 42 درجة مئوية، تصاب بضربة شمس. وتبدأ وظائفك العقلية وخلاياك في التوقف عن العمل».
تشمل أعراض ضربة الشمس ارتفاع درجة حرارة الجسم أعلى من 40 درجة مئوية وتغير الحالة العقلية وتصيب الشخص، بالارتباك والدوخة وسخونة الجلد وجفافه وسرعة ضربات القلب وفقدان الوعي وفي النهاية الوفاة.
في حين أن هناك دائمًا بعض التباين بين الأفراد، إلا أن كبار السن والأطفال الصغار والأفراد الذين يعانون من حالات طبية يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة.
ولفت د. تشون تانغ، الطبيب العام، إن الرضع وكبار السن لديهم نظام تنظيم حراري أقل كفاءة. مضيفًا: «قد يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للجفاف بسبب انخفاض تناول السوائل، أو عدم القدرة على التعبير عن العطش. لدى الأطفال غدد عرقية غير مكتملة النمو، بينما تتوقف في بعض الأحيان عن العمل أيضًا عند كبار السن، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على تبديد الحرارة».
ليس فقط الأطفال وكبار السن هم الذين يجب أن يكونوا حذرين في الحرارة. حتى البالغين الأصحاء في مقتبل حياتهم يمكن أن يكون لديهم ردود أفعال قاتلة عندما يصبحون ساخنين جدًا.
السبب الأكثر وضوحًا للوفاة بسبب الحرارة هو الجفاف، حيث يفقد الجسم الماء من خلال العرق من أجل محاولة تبريد نفسه، ولكن يمكن الشعور بتأثيره بشكل مختلف تمامًا عبر أجزاء مختلفة من الجسم.
يوضح د. تانغ: «يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة الضغط على الجهاز القلبي الوعائي، حيث يعمل الجسم بجهد أكبر لتبريد نفسه، وينقل المزيد من الدم إلى الوظائف التي تقوم بذلك.وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وربما يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب الأساسية، باختصار، هذا يعني أنك أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية عندما تكون ساخنًا».
يقول وايتلي: «عندما تشعر بالحرارة، تتوسع عروقك بشكل كبير، خاصة في رأسك وفروة رأسك، وهو المكان الذي تفقد فيه الكثير من الحرارة».
يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور الأوردة بشكل أكبر والجلد ليبدو أكثر احمرارًا حيث يتم تحويل الدم بالقرب من السطح ليبرد. ستلاحظ هذا بشكل خاص على وجهك لأن الجسم يفقد معظم الحرارة من الرأس. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم عندما يكون الجو حارًا جدًا.
يقول وايتلي: «عندما تصاب بالجفاف، يترك الماء الدم ليتعرق وبالتالي تحصل على المزيد من الخلايا في الدم، مما يجعله أكثر سمكًا ولزوجة، مما يزيد من فرصة حدوث جلطة».
وأكمل: «يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف بطانة الأوعية الدموية مما قد يؤدي إلى الإصابة بالدوالي. إذا كنت تحاول عدم التحرك للحفاظ على برودة جسمك، فهذا يعني أن الدم لا يتدفق بالسرعة نفسها».
وأردف: «يزيد هذا من احتمالية الإصابة بجلطة دموية. إذا كنت تعاني من الجفاف الشديد، فإن خطر الإصابة بجلطة دموية في أوردة ساقيك يكون مرتفعًا بشكل معقول، إذا وصلت هذه الجلطة إلى رئتيك، فيمكن أن تسبب انسدادًا رئويًا، مما يمنع الدم من الحصول على الأكسجين مما قد يسبب نوبة قلبية».
ولهذا السبب، ينصح البروفيسور وايتلي بأنه من المهم الاستمرار في الحركة ولو بشكل طفيف، إضافة إلى ضمان شرب الكثير من السوائل في الطقس الحار.
ويضيف د.تانغ: «في الحرارة الشديدة، يمكن أن يصبح الهواء جافًا وساخنًا وملوثًا. وهذا يمكن أن يهيج الجهاز التنفسي العلوي ويؤدي إلى تضييق وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مثل الربو».
في الحالات القصوى، يمكن أن يتسبب هذا «الانقباض القصبي» في إصابة الأشخاص بضيق في التنفس لأن تهيج الجهاز التنفسي العلوي يمنع الجسم من القدرة على نقل أكبر قدر من الأكسجين إلى الرئتين.
في الطقس الحار بشكل خاص، يحتاج الجسم الذي يحاول الحفاظ على درجة حرارة طبيعية إلى أكسجين إضافي، الأمر الذي قد يكون خطيرًا، خاصة عند الأشخاص المصابين بالربو.
ويتابع د.تانغ: «في الطقس الحار، قد يحتفظ الجسم بمزيد من السوائل كاستجابة للحرارة والجفاف. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تورم في القدمين والكاحلين يسمى الوذمة. ويمكن أن يحدث ذلك أيضًا إذا كنت لا تتحرك كثيرًا بسبب الحرارة».
وأردف تانغ: «يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تضعف الوظيفة الإدراكية، مما يؤثر على الانتباه والذاكرة وصنع القرار والتركيز، يمكن أن يؤدي الضعف الإدراكي المرتبط بالحرارة إلى انخفاض الإنتاجية وضعف الحكم وزيادة خطر وقوع حوادث أو أخطاء».
وبينما يحاول الجسم تحويل الدم إلى الجلد ليبرد، يحصل الدماغ على كمية أقل مما يحتاجه. يؤدي التعرق إلى فقدان الجسم للمعادن الحيوية مثل الملح والإلكتروليتات.
يوضح د.تانغ: «هذه العناصر مطلوبة لإرسال الإشارات إلى بقية الجسم. إذا كانت هذه الأعصاب أقل قدرة على العمل، فقد يؤدي ذلك إلى التعب والخمول».
وأكمل: «قد يصبح التركيز وأداء المهام العقلية بفعالية أكثر صعوبة. ستشهد قريبًا انخفاضًا في اليقظة وتباطؤًا عقليًا وجسديًا بشكل عام. لذا يعد شرب الماء أمرًا أساسيًا، ولكن قد يكون من المفيد التفكير في طرق أخرى لتجديد إلكتروليتاتك».
تنصح كلوديا لو فيوفر، أخصائية التغذية، بالتركيز على تناول الأطعمة الغنية بشكل طبيعي بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم. وتقول: «الموز والأفوكادو وماء جوز الهند والخضروات الورقية وملح البحر الطبيعي كلها مصادر ممتازة».
يمكن أن يؤدي فقدان المعادن في الدم أيضًا إلى حدوث تشنجات. البوتاسيوم هو معدن يُفقد عن طريق العرق، ولكنه مهم لوظيفة العضلات، وفقدانه يمكن أن يسبب تشنجات حرارية مؤلمة.
يشير د.تانغ إلى أن التشنجات الحرارية هي تقلصات أو تشنجات عضلية مؤلمة تحدث أثناء أو بعد ممارسة نشاط بدني مكثف في درجات حرارة مرتفعة.
وأرف: «إنها تنتج عن اختلال توازن الكهارل والجفاف وتؤثر بشكل خاص على ربلة الساق والذراعين وجدار البطن والظهر، على الرغم من أنها يمكن أن تؤثر على أي عضلة تستخدمها».
على عكس التشنجات العضلية العادية التي قد تحدث بعد التمرين، فإن التشنجات الحرارية تكون أكثر شدة وتدوم لفترة أطول. لا تحتاج أيضًا إلى القيام بأي حركات مكثفة بشكل خاص قبل أن تضرب.