ياسر أيوب

باستثناء بلدان قليلة فى العالم مثل الولايات المتحدة والهند وكوبا وأفغانستان وفنزويلا وكندا والفلبين وليتوانيا وبنجلاديش.. نادرًا ما تخسر كرة القدم حربًا تخوضها ضد أى لعبة أخرى، إنما تربح دائمًا وتفرض نفسها وشعبيتها وأهميتها أيضًا..

وتبقى منطقة ويمبلدون فى جنوب غرب لندن شاهدة على أكبر وأقسى خسارة لكرة القدم أمام التنس.. ففى ١٨٩٩ تأسس نادى ويمبلدون لكرة القدم بعد ٢٢ سنة على انطلاق بطولة ويمبلدون للتنس، التى بدأها نادى كل إنجلترا فى ١٨٧٧ للرجال فقط، وسمح بمشاركة السيدات منذ ١٨٨٤.. ولأنها إنجلترا، التى اخترعت كرة القدم، قبل أن تقوم بتطوير لعبة الرهبان والنبلاء الفرنسيين إلى التنس كما يعرفه العالم الآن.. فقد كان من المتوقع أن تشهد منطقة ويمبلدون نفس ما شهدته وعاشته إنجلترا كلها وتتفوق كرة القدم على التنس، وأن تشتهر ويمبلدون بناديها الكروى أكثر من بطولتها للتنس.. لكن الذى جرى كان العكس تمامًا.. فلم يعد هناك مَن يتحدث عن نادى ويمبلدون لكرة القدم، بل بقى كثيرون لا يعرفون بوجوده أصلًا، بينما أصبحت بطولة ويمبلدون للتنس من أكبر وأشهر وأعرق بطولات العالم كله.. وعاد هذا العالم يلتفت من جديد إلى بطولة ويمبلدون للتنس، التى بدأت أمس دورتها الجديدة رقم ١٣٧..

 

 

وبدأ الإعلام الرياضى فى كل مكان يتحدث عن البطولة الحالية ونجومها، وينتظر مفاجآتها، وسيدوم هذا الاهتمام حتى ١٣ يوليو الجارى، حيث نهائى السيدات، ثم نهائى الرجال فى اليوم التالى، الذى سيكون ختام البطولة الكبرى وجوائزها، التى يبلغ مجموعها ٥٠ مليون جنيه استرلينى.. ورغم غرام الإنجليز بكرة القدم وحرص إعلامهم وإعلام العالم كله أيضًا على متابعة حتى أدق تفاصيل كرة القدم.. فإن لاعبات ولاعبى التنس وحكاياتهم الرياضية والشخصية مع بطولة ويمبلدون يحظون باهتمام كان يستحق بعضه نادى ويمبلدون لكرة القدم.. فلهذا النادى بالتحديد حكاية كانت ولا تزال تستحق أن تعرفها جماهير كرة القدم فى العالم كله.. فبعد أن تراجعت نتائج النادى وساءت أحواله، رغم أنه كان أحد مؤسسى الدورى الإنجليزى، والفائز فى نهائى كأس الاتحاد ١٩٨٨ على ليفربول.. اشترته شركة لا يعنيها التاريخ والحب، وقرر أصحابها فى ٢٠٠٢ تغيير اسم النادى ونقله بموافقة الاتحاد الإنجليزى إلى ميلتون كينز، التى تبعد ٩٠ كيلومترًا عن ويمبلدون.. ولم يستسلم مشجعو ويمبلدون، ولم يقبلوا أن يسرق المال منهم ناديهم، فاجتمعوا وقرروا تأسيس نادٍ جديد يحمل اسم ويمبلدون.. أنفقوا على النادى، واشتروا لاعبين، واختاروا إدارة يثقون فيها.. وفى ٢٢ سنة.. نجح نادى ويمبلدون الجديد فى أن يصعد من الدرجة التاسعة إلى الدرجة الثانية فى الدورى الإنجليزى ليولد حلم الوصول إلى الدورى الممتاز.

نقلا عن المصرى اليوم