CET 09:09:39 - 28/09/2009

مقالات مختارة

بقلم: وائل قنديل

منذ أن سقط الغضنفر فى امتحان اليونسكو قرأت لفاروق حسنى حتى الآن أكثر من نصف دستة حوارات صحفية تكاد تشعر بأنها نص واحد معتمد من جهة واحدة ومختوم بختم النسر قبل توزيعه على صحف بعينها.

ورغم ذلك كل الحوارات تبدأ بأن سيادته وافق بصعوبة على إجراء الحوار، أو عبارات أخرى من عينة «استطعنا انتزاع الوزير من حزنه على المؤامرة فخصنا بهذا الحديث» لا بأس أن يزعم أحد لنفسه الريادة رغم أن واقع الحال يؤكد أننا بصدد رشة حوارات مكثفة على طريقة «حاور فاروق حسنى تكسب صدقة» أو «أعمل حوارا مع فاروق حسنى وأحصل على حوار آخر مع أى وزير تختاره مجانا» وبعيدا عن كمية الكوميديا الرهيبة فى حوار الوزير، فإن ما يلفت النظر أن الحوار يبدو وكأنه جرى توزيعه بهذه السرعة لايصال رسالة إلى كل من يهمه الأمر فحواها إن فاروق حسنى باق فى منصبه وأن رسوبه فى اليونسكو ليس نهاية العالم، بل كان شعار «ارمى ورا ضهرك» أسرع من أى تكهنات أو أسئلة.

غير أن المضحك أكثر أن الوزير نفسه قرر أنه باق فى المنصب لكى يستكمل مشروعاته العملاقة، باختصار أعلن حسنى أن مصر اتصلت به وقالت له «أنا محتاجالك يا فاروق اوعى تمشى وتسيبنى» ويبدو لى أو أزعم أن ما يحاول فاروق حسنى ومن لفّ لفه تسويقه على أوسع نطاق من أن مصر حزينة ومكتئبة منذ سقوط ابنها فى امتحانات اليونسكو، أزعم أنه ليس أكثر من وهم يعشش فى دماغ الوزير وشلة الكلافين العاملين فى حظيرته الثقافية، والعاملين عليها أيضا، ذلك أننا لم نسمع أو نرى أن آلاف المواطنين خرجوا لاستقبال فاروق حسنى وفريقه فى مطار القاهرة بعد عودتهم مهزومين من باريس، مع ملاحظة أن عشرات الآلاف خرجوا لاستقبال حسنى عبدربه وزملائه وهم عائدون مهزومين من بطولة القارات.

ولا أدرى من أين لهؤلاء الكلافين بكل هذه القدرة على البجاحة وهم يتهمون كل من رأى فى فاروق حسنى مرشحا هزيلا بعدم الوطنية أو على الأقل بنقص فى هورمونات الوطنية، رغم أن أى مراقب منصف يعلم أن فاروق حسنى لم يقنع المصريين فى الداخل بأهليته لمنصب وزير الثقافة، فكيف نطلب من العالم الاقتناع به واختياره لرئاسة أكبر منظمة ثقافية فى الكون؟ لكن اللافت أكثر هو هذا النزق الطفولى من الوزير الراسب وهو يتحدث بتطاوس مضحك عن أنه أكبر وأشهر من اليونسكو، بل إن العالم لم يعرف باليونسكو إلا بعد أن رشحت لها مصر فخر رجالها وزهرة شبابها الوزير الفنان فاروق حسنى.

وليت الوزير وكلافيه يفيقون من أوهامهم فى أسرع وقت ليعلموا أن أحدا لم يحزن أو يشمت لهزيمة حسنى لسبب بسيط للغاية وهو أنه لم يكن مرشح مصر، بل كان مرشح مصر الجديدة.

وبهذ المناسبة نرجو من موزع صكوك الوطنية الأستاذ صلاح عيسى أن يعلن لنا بوضوح هل معارضة فاروق حسنى تخرج صاحبها من الملة وتنزع عنه الجنسية المصرية؟ ويا أسيادنا الذين فى الحظيرة: شوية خجل.. وشوية احترام!

نقلا عن جريدة الشروق

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع