خالد منتصر
قبل أن ينتهى شهر يونيو، أحببت أن أذكّركم بشهيد الفكر فرج فودة، تم اغتيال شهيد الفكر «فرج فودة» أمام مكتبه فى شارع أسما فهمى فى هذا الشهر من عام ١٩٩٢ من شخص لم يقرأ حرفاً من كتبه ومقالاته!!، قالوا له اقتل هذا الكافر فقَتل!، قالوا له لقد أعلن أفكاره الكافرة فى مناظرة معرض الكتاب فصدق وقتل «سماعى»، من الذين قالوا له وأمروه بالقتل؟، إنهم من نطلب لهم العفو الشامل عن جرائمهم فى هذه الأيام، ما أحوجنا أن نقرأ فرج فودة الآن حيث تحققت نبوءاته بالحرف وصرنا نعيش الكابوس الذى حذر منه عندما اعتلى الإخوان عرش الحكم بعد ٢٠١١.
سأقتبس لكم من هذه المناظرة بمناسبة الاحتفال بذكرى فرج فودة، سأقتبس بعض الفقرات وأترك لكم الحكم، هل يستحق فرج فودة الاغتيال بعد هذه المناظرة أم يستحق التكريم؟
وهل اختلافه مع الإسلام السياسى يعنى اختلافه مع الإسلام نفسه؟ اقرأوا بعين العقل وأنتم ستعرفون أن فرج فودة كان يدافع عن صورة الإسلام السمح الحضارى بعيداً عن الاستغلال السياسى وأحكام التكفير والقتل.
بدأ د. فرج فودة الندوة بقوله: «لا أحد يختلف على الإسلام كدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهاداً وفقهاً، الإسلام الدين فى أعلى عليين، أما الدولة فهى كيان سياسى وكيان اقتصادى واجتماعى يلزمه برنامج تفصيلى يحدد أسلوب الحكم».
يقول «فودة» أيضاً: «لا أقبل بأن يهان الإسلام، حاشا لله، أما أن يختلف الفرقاء فى أقصى الشرق وأقصى الغرب، ويحاولون توثيق خلافاتهم بالقرآن والسنة ومجموعة الفقهاء، لا يا سادة حرام حرام، نزّهوا الإسلام وعليكم توحيد كلمتكم قبل أن تلقوا بخلافاتكم علينا، قولوا لنا برنامجكم السياسى، هل هؤلاء الصبيان الذين يسيئون إلى الإسلام بالعنف وهو دين الرحمة منكم أم ليسوا منكم؟، هل التنظيم السرى جزء من فصائلكم أم لا، هل تدينونه اليوم أم لا؟ هل مقتل النقراشى والخازندار بدايات لحل إسلامى صحيح؟ أم أن الإسلام سيظل دين السلام، ودين الرحمة، والدين الذى يرفض أن يُقتَل مسلمٌ ظلماً وزوراً وبهتاناً لمجرد خلاف رأى».
ويختم فرج فودة كلمته قائلاً: «القرآن بدأ بـ(اقرأ)، وسنظل نتحاور لنوقف نزيف الدم ونصل إلى كلمة سواء، وأنا أؤكد لكم أنه ليس خلافاً بين أنصار الإسلام وأعدائه، بل هو خلاف رؤى، وهذه الرؤى لا تتناقض مع الإسلام، لكن الفريق الذى أنتمى إليه لم يرَ أبداً أن الإسلام دين العنف، الإسلام هو دين القول بالتى هى أحسن، ولأجل هذا نحن ندين الإرهاب لأنه قول وفعل بالتى هى أسوأ، التاريخ نقل إلينا حوار أبى حنيفة مع ملحد، كان الحوار بالحروف لا بالكلاشينكوف! أدعو الله للجميع أن يهتدوا بهدى الإسلام وهو دين الرحمة، وأن يهديهم الله ليضعوا الإسلام
نقلا عن الوطن