محرر الاقباط متحدون
"السلطة هي خدمة، والسلطة التي لا تكون كذلك تكون دكتاتوريّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد القديسين بطرس وبولس
بمناسبة الاحتفال بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها اليوم، في عيد الرسولين القديسين بطرس وبولس، يقول يسوع في الإنجيل، لسمعان المُلقَّب ببطرس: "سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات". ولهذا السبب غالبًا ما نرى القديس بطرس مصورًا وفي يده مفتاحين كبيرين، كما في التمثال الموجود هنا في هذه الساحة. تمثل هذه المفاتيح خدمة السلطة التي أوكلها يسوع إليه لخدمة الكنيسة بأسرها. لأن السلطة هي خدمة، والسلطة التي لا تكون كذلك تكون دكتاتوريّة.
تابع البابا فرنسيس يقول ولكن لنتنبّه في فهم معنى كل هذا جيدًا. إنَّ مفاتيح بطرس في الواقع، هي مفاتيح الملكوت، الذي لم يصفه يسوع كخزنة أو كخزينة، وإنما بصور أخرى: بذرة صغيرة، لؤلؤة ثمينة، كنز خفي، حفنة من الخمير، أي كشيء ثمين وغني، نعم، ولكن في الوقت عينه صغير ولا يلفت الأنظار. ولذلك لكي نبلغه ليس من الضروري أن نفعِّل آليات الأمن والأقفال، وإنما أن ننمِّي الفضائل مثل الصبر والاهتمام والمثابرة والتواضع والخدمة.
لذلك، أضاف الأب الأقدس يقول فإن الرسالة التي أوكلها يسوع إلى بطرس ليست إغلاق أبواب البيت، والسماح بالدخول فقط لعدد قليل من الضيوف المختارين، وإنما مساعدة الجميع لكي يجدوا الدرب لكي يدخلوا في الأمانة لإنجيل يسوع. وسيفعل بطرس ذلك طوال حياته، بأمانة، وصولاً إلى الاستشهاد، بعد أن اختبر بنفسه أولاً، ليس بدون صعوبات ومع العديد من السقطات، الفرح والحرية اللذين يولدان من اللقاء مع الرب. كان عليه هو أن يرتدَّ أولاً لكي يفتح الباب ليسوع، ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة له. لنفكر: بعد وقت قصير من قوله ليسوع: "أنت المسيح"، وجب على المعلّم أن يوبخه لأنه رفض أن يقبل نبوءة آلامه وموته على الصليب.
تابع الحبر الأعظم يقول لقد حصل بطرس على مفاتيح الملكوت ليس لأنه كان كاملاً، لا لقد كان خاطئًا، وإنما لأنه كان متواضعاً وصادقاً، وقد أعطاه الآب إيماناً صادقاً. لذلك، إذ أوكل نفسه إلى رحمة الله، استطاع أن يعضد إخوته ويقويهم، كما طُلب منه. يمكننا اليوم أن نسأل أنفسنا: هل أنمي الرغبة في أن أدخل، بنعمة الله، إلى ملكوته، وأن أكون بعونه حارسًا مضيافًا للآخرين أيضًا؟ وللقيام بذلك، هل نسمح ليسوع وروحه الذي يقيم في كل واحد منا بأن "يصقلاننا"، ويليِّناننا ويصوغاننا؟
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتنَل لنا مريم، سلطانة الرسل، والقديسين بطرس وبولس، بصلواتهم، أن نكون مرشدين وعضدًا لبعضنا البعض من أجل اللقاء مع الرب يسوع.