Oliver كتبها
السيد المسيح له المجد و هو يسكت الريح و البحر جعل ثقتنا فيه تزداد يوما بعد يوم.فالبحر هو العالم الذى ما زال يهيج ضد المؤمنين .الريح هى هجمات ضد الكنيسة ما زالت تهب لتقتحم السفينة.لكن إختبار قدرة إبن الله معنا يتحقق كل يوم.صوته يطمئننا و لكنه يبقى مرعباً لأعداء الكنيسة .يبكمهم.
معجزة إسكات الريح و البحر فريدة فى امور كثيرة. الاولى أنها للتلاميذ وحدهم.لم يعاينها أحد غيرهم.فهى في الحقيقة إختبار يعاينه الخدام بكافة رتبهم.درس من المسيح الرب في عمق البحر.
الثانية ان الكتاب ذكر فيها ان المسيح له المجد نام..لا يعنى هذا أن المسيح لم يكن ينام بصورة طبيعية لانه شابهنا فى النوم و فى كل شيء ما عدا الخطية وحدها .إعتقاد مزعج أن نظن أن الرب نام أو نسينا.هى حالة تأتى لتهاجم الخدام لكى يسلموا القطيع للذئاب لكن الراعى الصالح حى و كائن معنا.
الثالثة أنها المرة الوحيدة التى تجرأ فيها التلاميذ على المسيح بمخاطبته (الا يهمك أننا نهلك؟) مر4: 38.وهى أيضاً نقطة ضعف حين يظن الخادم أنه يتحمل المسئولية وحده و أن لا أحد مثله يقوم بواجبه. عبارة اما يهمك اننا نهلك؟ كانت مؤلمة للمسيح الذى تجسد خصيصا لكى يخلص ما قد هلك .
الرابعة أنها الموقف الوحيد الذى تعامل فيه الرب مع عناصر الطبيعة لتكون خاضعة.لنتعلم طبيعة المسيح المتجسد بوضوح و بساطة فهو الإنسان الذى ينام و هو الإله صاحب السلطان يأمر البحر و الريح فيطيعانه.إله و إنسان معاً فى نفس الوقت في نفس التصرف كل حين,
كان الرب عالم بما سيكون لذلك أمرهم أن يتحركوا نحو العبر أي يمضوا داخل المياه بلا نقطة وصول محددة.التحرك كان إختباراً لإيمان التلاميذ الخدام بما سيحدث.درس إعداد خدمة يستخدم فيه الرب النوم و الريح و الموج ليتعلم تلاميذه الثقة فى المسيح ثقةٌ تطرد الخوف و تجلب السلطان على الأحداث.
أما هياج البحر و من وراءه فهناك إحتمالات متعددة.قد تكون محاولة شريرة من إبليس للتخلص من المسيح و تلاميذه معاً فى ضربة واحدة كما فعل مع أبناء أيوب البار.أي1: 18 و 19.ربما لهذا السبب إنتهر الريح كما إعتاد أن ينتهر الأرواح الشريرة.مر1: 25 مر8: 33 لو4: 35
أو كان تمرداً للطبيعة التى ورثت الفساد من الإنسان و قد سمح الرب يسوع بهذا التمرد ليعيد ترويض الطبيعة بالخلاص.و هذا موضوع هام طرحه بولس الرسول نتعلمه فى رسالة رومية 8: 20-22.
أو كان نموذجا لأى حدث شبيه يعترض الخدمة لنكتشف ضعفنا فنتضع قدام الرب ولا نراوغ.
الوقت التى نام فيه المسيح كان قصيرا للغاية.فبمجرد أن دخل السفينة و أمرهم بالسير نام سريعاً. و ما أن دخلت السفينة في العمق هاجت الريح و صرخ التلاميذ مذعورين قام سريعاً.لم يسند رأسه طويلاً في السفينة.لأن نومه لم يكن لأجل جسده هذه المرة بل ليلقن تلاميذه الإيمان الذى به نسير فى العالم.
فى هذا الموقف وبخ الرب تلاميذه لعدم إيمانهم (على إنفراد) لكنه عاد فوبخهم لنفس السبب لعدم إيمانهم (قدام الجمع) لما عجزوا أن يخرجو شيطانا مت17: 17-20 .كان التوبيخ في المرتين لأن التلاميذ لم يستخدموا سلطاناً أخذوه و سبق أن إستخدموه و نجح.من يتكاسل عن إستعمال سلطاناً منحه الله يخسره.السيف الذى لا نستخدمه يبرد و لا يقطع شيئاً و السلطان الذى لا نستخدمه لمجد المسيح يغترب منا حتى نفتقده أو نفقده.التلمذة للمسيح تشترط الإيمان و لا تعصم أحد من التوبيخ.
يسوع النائم هو نفسه يسوع الذى انتهر الريح ,كما كان نائما فى القبر و هو ينتهر الموت. فما نحسبه تباطؤ يراه المسيح ملء الزمان.أجمل ما يحدث لك أن المسيح يستريح في سفينتك في عملك فى خدمتك فى بيتك في قلبك.