محرر الأقباط متحدون
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في أعمال المجمع العام الخامس والعشرين لجمعية كهنة قلب يسوع الأقدس (الـ ديهونيان) وسلط الضوء في كلمته للمناسبة على المحبة الملموسة والتأمل في كلمة الله ومركزية الصلاة. ويُعقد المجمع العام في روما تحت شعار "لِيُؤمِنَ العالَم" (يوحنا ١٧، ٢١).
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة إلى المشاركين في المجمع العام الخامس والعشرين لجمعية كهنة قلب يسوع الأقدس استهلها محييا الرئيس العام الأب كارلوس لويس سواريس كودورنيو الذي أُعيد انتخابه لولاية ثانية، مقدّما له أطيب التمنيات في خدمته، ورحّب بجميع المشاركين في هذا المجمع العام مسلطا الضوء على الشعار المُختار لأعمالهم: مدعوون لنكون واحدا في عالم يتبدل. "لِيُؤمِنَ العالَم" (يوحنا ١٧، ٢١).
وأشار البابا فرنسيس إلى أن المكرَّم ليون غوستاف ديهون قد علّمهم أن يجعلوا من الاتحاد بالمسيح في محبته للآب وللبشر مبدأ الحياة ومركزها. وتابع كلمته متوقفًا عند الوحدة وذكّر بأن يسوع طلب من الآب الوحدة لتلاميذه خلال العشاء الأخير (راجع يوحنا ١٧، ٢٣)، ولم يوص بها تلاميذه ببساطة كمشروع أو هدف لتحقيقه: لقد طلبها لهم أولاً كعطية، عطية الوحدة، قال البابا فرنسيس في كلمته، وشدد على أهمية أن نتذكّر بأننا لسنا قادرين على تحقيق الوحدة بمفردنا. يمكننا القيام بدورنا ولكننا نحتاج إلى معونة الله. فهو الذي يجمعنا، وإننا ننمو أكثر اتحادا فيما بيننا كلّما كنا أكثر اتحادا به. وسلط البابا فرنسيس الضوء على الحياة الأسرارية، والتأمل في كلمة الله، ومركزية الصلاة الشخصية والجماعية.
وتابع البابا فرنسيس كلمته إلى المشاركين في جمعية كهنة قلب يسوع الأقدس'>مجمع عام جمعية كهنة قلب يسوع الأقدس مشيرا إلى أهمية أن تكون الكابلّة المكان الأكثر زيارة في مراكزهم الرهبانية، مكان للصمت المتواضع والصلاة الخفية، ذلك كي تحدد دقات قلب المسيح إيقاع أيامهم وتدعم حماسهم للمحبة. إن قلبه ينبض بالحب لنا ويعطينا الهدوء والوئام والطاقة والوحدة لاسيما في اللحظات الصعبة. وكي يحدث ذلك، نحتاج إلى أن نفسح له المجال، بأمانة ومثابرة. نحتاج إلى الصلاة، أضاف البابا فرنسيس يقول في كلمته، داعيا في الوقت نفسه إلى أن نتذكّر دائما بأنه بدون الصلاة لا يمكن المضي إلى الأمام، ولا يمكن القيام بشيء.
وتوقف البابا فرنسيس مجددا عند شعار أعمال مجمعهم العام الخامس والعشرين: لنكون واحدا ليؤمن العالم، وتابع متسائلا: كيف نكون مرسلين اليوم في زمن معقد، مطبوع بتحديات كبيرة؟ كيف نستطيع أن نقول في المجالات المتعددة للرسالة شيئا مهمًا لعالمٍ يبدو وكأنه قد فقد القلب. وللإجابة على هذا السؤال، أشار البابا فرنسيس إلى أن المكرَّم ليون غوستاف ديهون يستطيع أن يساعدنا. فقد أشار في إحدى رسائله متأملاً في آلام الرب إلى أن "الجلد والشوك والمسامير" قد كتبت في جسد المخلّص كلمة واحدة هي المحبة. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن سر إعلانٍ صادق وفاعل يكمن في أن ندع كلمة "المحبة" تُكتب في أعمالنا الملموسة.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في أعمال المجمع العام الخامس والعشرين لجمعية كهنة قلب يسوع الأقدس (الديهونيان) الذي يُعقد في روما تحت شعار "لِيُؤمِنَ العالَم" (يوحنا ١٧، ٢١)، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى أن يواصلوا رسالتهم بالإيمان نفسه والسخاء نفسه، وشكرهم على ما يقومون به في العالم كله، وقال إنه يرافقهم بالصلاة، وطلب منهم أيضا ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.