القمص اثناسيوس فهمي جورج
يد الله صنعتنا وجبلتنا ، وهو اليد التي خلصتنا بعد ان سقطنا ونفينا من فردوس النعيم ...يد الله هي التي تنتشلنا من الياس الوجودي ومن الاعمال غير النافعة ؛ ومن التدهور والفساد ؛ فتجعل لحياتنا معني ابدي ؛ وهي ايضا تعطي تفسيرا لوجودنا ورسالتنا كنور وملح وسفراء وشهود بشكل مبدع ...يد الله تعطينا وتروينا و تحمينا وتهدينا وترقينا وترفعنا ؛ يده قوية وممجده في كنيستنا الحرة ... وذراعه رفيعه ومقتدرة : تلمسنا وتعيننا وتضمنا وتسند ضعفاتنا وتنقذنا ؛ انها ممدودة نحونا لتمسكنا فلانخور ولا نجنح ...
انه يمد يده غير المنظورة ليجعلنا ابناءه في مياه جرن معموديته المحيية ؛ يمدها ليطعمنا جسده ودمه الافخارستي ليعولنا بذبيحته ؛ وليثبتنا بدهن مسحته ..يضع يده علينا لنخدمه كما يليق بجلاله ...يده تعمل فينا وبنا حتي نتمم خلاصنا ...يده تتحنن وتفيض بالسخاء والجود علي كل ذي جسد لتعطيه طعامه في الحين الحسن ، وهي التي اطعمتنا ودبرتنا منذ ولادتنا ، ولازالت تسد احتياجاتنا وعجزنا ، لانها يد قديرة وضابطه للكون كله .
من اجل هذا لن نخاف ولن نجزع لان يده تشفينا وترقينا وتبنينا وتخلص ماقد هلك ..انه ايضا لن يرفضنا نحن لاننا عمل يديه الطوباوية المحيية ، اعمالا حسنة كثيرة صنعها بنا ويصنعها كل حين وهو لازال ينصف مختاريه الذين يطلبونه ، بتحنن ويمد يده علينا لنتطهر ونشفي وننال النجاة والخلاص ، المجد لتدبيره الصالح والرحيم مع ابيه الصالح والروح القدس .