Oliver كتبها 
كانت  جارتى – رودا- مثلى جارية جليلية من أصل قبرصى .تخدم عند أناس طيبين و تأتى محملة بالخيرات .تقرع أبواب جيرانها و تضع فى أياديهم من بركات ما تحمل من هناك.كنت أجلس احيانا مع – رودا- على عتبة الباب و هى تحكى عن مسيح هذا البيت و أمه العذراء و أنا لا أفهم شيئا مما أسمع.
منذ يومان فقط قَرعتْ رودا الباب تسألني إن أردت أن أعمل معها.طبعا اردت وذهبتُ متكلة على رودا.قالت لي في الطريق أنها تعمل عند أتباع يسوع الناصري و هم  أكثر من مئة و عشرين مجتمعين منذ أكثر من شهر في قصر يوحنا مرقس الواسع.العمل يتضاعف كل يوم  لذلك إستأذنت  سيدة الكل هناك و تدعي مريم أم المسيح كى تأذن لى  أن أصطحبك لتساعديننى فأذنت لى.
 
دخلت القصر لأول مرة.كنت أراه من فوق التل و أتعجب.الآن أنا فيه أتعجب أكثر. البشاشة تزين ملامح الناس والإبتسامة تسبق الكلام.رغم أنهم مع كل صوت ينتبهون.و من جناح السيدات تخرج أصوات ترانيم قديمة لم أسمعها قبلاً.أنا دخلت إلى المطبخ مباشرة لأثبت أننى خادمة نشيطة جادة .شدتنى رودا قائلة تمهلى فهنا ليس كما تظنين.نحن نعيش كعائلة واحدة.تعالي أقدمك لهم..
 
أخذتنى رودا لتقدمنى لسيدة القصر السيدة مريم .وجهها كالشمس '>وجهها كالشمس أو أحد النجوم.كانت رائعة بل أكثر من رائعة.لم أشعر أنها تتكلم كسيدة بل فى لغتها تكمن مفردات نستخدمها نحن الإماء.فشعرت أننى منها و هى منى.لكن لم أنس أنها سيدة الكل ههنا.غبت فى وجهها و أنا أسمع رودا تقدم لى البقية لكن ذهنى و عيناى تعلقت بسيدة الكل.هذه المجدلية و هذه مريم زوجة يوحنا مرقس صاحب هذا المكان.و هذه و هذه.و أنا شاردة.ثم قدمتني إليهن.هذه كبريدا جارتي و خادمتكم الجديدة أتت لتساعدنى..(كبريدا اسم قديم لقبرص فأنا قبرصية الأصل).
 
فى كل الحجرات نقاشات.أصوات تعلو ثم تنخفض و يسود الصمت مع  كل صوت يأتى من إرتطام نافذة أو قرع الباب أو نداء أحدهم على مرقس .كانوا خائفين أو مترقبين أو متوقعين شيئاَ لا أعرفه.كان الرجال يذهبون و يجيئون بين حجرات القصر كالحيارى.من الطابق العلوى أسمع صوت أقدامهم تتحرك . تسبيحهم يعلو ثم يصمت.بعض النساء جئن يساعدوننا فلم نر فرقاً بين السادة و العبيد.سمعتهم يسألون بعضهم بعضا: هل رأيت شيئاً؟ هل سمعت شيئاً ؟  و لا إجابة.
 
عدت إلى المطبخ أسأل رودا.ما هذا الذى ينتظرونه ؟ قالت لى.أن قوة ستحل على هذا البيت و من فيه.متى نالوا هذه القوة يتغيرون و يخرجون إلى الأرض كلها يخبرون بيسوع الناصرى.سألتها و متى ستأتى هذه القوة؟و هل سنتغير نحن أيضاً؟ أجابتنى رودا: كل شيء فى هذا البيت فوق التوقعات.هنا الأبواب المغلقة كالأبواب المفتوحة.هنا تنفتح العيون على يسوع الذى يظهر فجأة و يختفى فجأة.هنا القلوب تتعلق بالمسيح بغير مجهود.البعض يعتقد أن هذا البيت سيحل محل الهيكل القديم.هنا يا كبريدا نعيش لأجل زمن آخر و وطن آخر و عمل آخر.المسيح صعد من أجلنا و رأيناه بعيوننا.هل تفهميننى يا كبريدا ؟ قلت لها لا و إنهمكت فى التجهيزات لأجل أولئك المنتظرين.بقيت أعمل و كلام رودا أخافنى.
 
بغتة هبت عاصفة شديدة.كل الأبواب تتلاطم.النوافذ تكاد تنخلع و قلبي إنحل منى.صوت طقطقة نار لكن بلا حريق.أضواء النار تتفرق.تتوزع.تتنازل على كل الرؤوس حتى أنا.النار  تتعنصر تدخل كل الحجرات كل الطرقات كل المداخل و المخارج.المكان صار محكوماً بقوة النارالآتية من السماء.أمر الروح يزلزل المكان أو أنا ظننته يتزلزل.النساء تتهلل.صياح الرجال يشق جبل الزيتون .يتجمع الغرباء و يتوافدون علي البيت.الرجال يصعدون و يهبطون على سلم العلية.أول مرة أري تلاميذ يسوع عن قرب.كلهم هنا.لا أعرف أسماءهم بعد لكن عيناى تعرف وجوههم.كانوا يتحركون و فوق رأس كل واحد فيهم لسان ناريتصل بالسماء.ما هذا البيت؟ما أرهب هذا المكان؟ رأيت سيدة الكل مريم متهللة.إطمئن قلبى.كلهم فرحون ففرحت و أنا خائفة.صار الليل كالنهار صلاة.رأيت الآخَر الذى يمنطق أتباع الناصري .يذهب بهم حيث يشاء و يضع الكلمة فى أفواههم سكت كل شيء ثم فجأة إنطلق كل شيء.
 
أحسست أن النار سكنت فى باطني أنارتنى.وجدتنى أجلس بجوار سيدة الكل لا أعرف كيف و لا متى.كل أنظارنا تعلقت بالفوقانى.تجمع الناس من كل مكان .سكان أورشليم هرعوا إلى هنا.نزل الأتقياء الإثني عشر يتحدثون كملوك هذا الزمان الجديد.التلاميذ يطوفون يتفحصون يسبحون الله..سمعتهم يتكلمون بالقبرصية(الكريتية).إندهشت.صرخت بكلام لا يقوله سوي أتباع الناصرى مع أنني لا أعرف بماذا صرخت.كنت أتكلم بلسان غير لسانى.أنطلقتُ أرنم بالآرامية و الذين حولي يباركون.ما هذا العجب أهذه هى القوة التى ينتظرونها.بطرس رفع يداه فسكت الجميع.
 
وعظ الرجل عن الروح القدس.بدأت أفهم ما لم يشرحه لى أحد من قبل.ختم بطرس عظته عن المسيح فتعمدت مع أكثر من ثلاثة آلاف تعمدوا أيضاً.صار في داخلي روح يفسر لي ما أسمعه.
 
من ذلك اليوم لم أفارق علية صهيون.ذهبت مع رودا نخدم الرسل و هم يخدمون ربنا المسيح يسوع. عشت أَمَةً للرب.من ذاك اليوم لم أنقطع عن سيدة الكل.كتب لوقا عن رودا في سفر الأعمال فشكرت الرب الذى كافئها لأنها أتت بي لهذا المحفل السمائى فصرت مولودة للمسيح بالروح القدس.