Oliver كتبها
- جاء الملاك جبرائيل. ليس فقط حاملاً بشارة بل معرفة كاملة بشخص العذراء الفائقة  البر عذراء العذارى و أم الأمهات.خاطبها بسلام غير معتاد .لم يسمع أحدُ ملاكاً يخاطبه كما خاطب العذراء.سلام يا ذات القدر الرفيع من السماء.سلام أيتها المفضلة فى الأعالى.سلام أيتها المكرمة من الآب.هذه كلها معانى السلام الذى بدأ به حديث الملاك مع العذراء القديسة مريم مختزلة فى : سلام أيتها الممتلئة نعمة. 
 
- جاء رئيس الملائكة جبرائيل الذى يعاين القدوس فى السماء.جاء بمعرفته الكاملة عن الثالوث الأقدس.هو أول من تكلم عن الآب و الإبن و الروح القدس و العذراء أول من سمعت هذا التعليم الخاص بعهد الخلاص.لأنها أم المخلص.جبرائيل الملاك يعلم كيف سيتم التجسد.لا أحد سمع عن الآب و الإبن و الروح القدس بهذا الوضوح و التدقيق فى العهد القديم.لا أحد يعرف دور كل أقنوم فى التجسد والخلاص و دوره فى الخليقة الجديد التي ستوجد بالخلاص.كان جبرائيل الملاك يتكلم لاهوتاً مع عذراء لم تقرأ فى اللاهوت لكن يا للعجب صارت فى أحشاءها مدرسة اللاهوت كله.صارت تعلم اللاهوتيين عبر الأجيال.
- سألت العذراء سؤالاً لا توجد له أجابة فى الأرض فأجابها ملاك من السماء .كيف يكون لي هذا و أنا لست أعرف رجلاً.نعم لا تعرفين يوسف كزوج لكن الله يعرفك مختارة منه و يعرف ماذا سيفعل ليتجسد.الثالوث المقدس سيأخذك إلى درجة سماوية لا يصل إليها أحد.فإن كنت قد عرفتي كيف تسألين سؤالاً مستحيلاً كهذا فالإجابة الأكثر إستحالة ستتحقق بك و منك.بفعل الثالوث أنت الإجابة يا أم النور.
 
- جبرائيل الملاك أجاب : كل شيء ممكن لدى الله و ليؤكد صدق بشارته  أضاف هوذا أليصابات حبلي في الشهر السادس.أما العذراء فإعتبرتها دعوة لها لتقدم حباً لنسيبتها و رعاية فأسرعت لزيارتها بعد رحيل الملاك متأكدة من صدق كل ما قيل لها. لم تسأل الملاك  كيف تحبل أليصابات في شيخوختها لأنه بعد بشارة التجسد لا وجود للمستحيل .فى المسيح أجابات كل الأسئلة.قول الملاك : كل شيء ممكن لدى الله.يصلح عنواناً للعهد الجديد.فنحن نعيش عهد ما بعد المستحيلات منذ خلصنا المخلص.
 
- هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك.بالسلام الذى نالته من الله تكلمت مع الملاك كصديق.آمنت  بتسليم كامل فنالت الأمومة الإلهية.تسليم نفسها لله أعفاها من الخوض فى إستفسارات كثيرة.
 
- لم تناقشه فى تفاصيل إجابته.لم تسأل ماذا سيحدث لى بالضبط؟هل سيأخذنى للسماء ليؤهلني عرشاً له أم ستأت السماء معه على الأرض حين يولد؟ هو داخلى الآن فهل تحيطه الملائكة؟كيف أقضى الوقت معهم؟ كيف أخاطبه و هو فى بطني إلهاً.كيف أعامله حين يولد؟هل سيختف عني بعد ولادته أم يبق معي؟ماذا سيكون إسمي .هل أستطيع أن أناديه إبني و هو إلهي.هل أقدر أن أقول طفلي الحبيب و هو مخلصى؟هل أحتمل مشهد موته لأننى أعرف أنه ولد ليموت عنا؟ماذا أقول لخطيبى يوسف الرجل البار؟ للأقارب ؟للجيران؟بماذا أشرح حبلى به؟هل سأفهمه و هو الله ذاته؟ماذا يأكل الله؟ هل سأرضعه كالأمهات و
 
أطعمه في فمه؟هل أقبله و أحتضنه ككل أم مع وليدها؟لى إشتياقات كثيرة تجاه جنيناً بدأت أشعر وجوده فى أحشائى.كل أم تريد أن يكون إبنها أعظم إبن أما أنا فهو لى أعظم إله متجسد .أشعره من قبل أن يولد.ماذا أشتاق له و ماذا أقدم له و هو الذى يحقق شوق قلوبنا و يعطنا من عنده كل شيء.أنا لن أشتاق لإبني أن يكون ما أتمناه بل إلى إبنى يشتاق قلبى  دون أن أرجو سواه.
 
- خرجت العذراء من بيتها كحمامة تطير.لا أحد يعرف بماذا تأملت و لا ماذا شغل قلبها فى الطريق إلى أليصابات.لكن تسبحتها فى بيت زكريا الكاهن تكشف بعضاً من وحى الروح القدس لها .حل عليها و ملأ كل من قابلها.الذى وهب الجميع لسان تسبيح فكانت العذراء الحبلى بإبن الله تنقل الأبصار إلى ما هو فوق.روح الله فيها علم الناس التسبيح .طوباكى يا فخر العذراى.