كتب - محرر الاقباط متحدون
أشاد الفنان التشكيلي مصطفى رحمة ، بكتاب المفكر والطبيب خالد منتصر (خلف خطوط الذاكرة) .
وكتب رحمة عبر حسابه على فيسبوك :"
خلف خطوط الذاكرة كتاب في التثوير كما عودنا الدكتور خالد منتصر بأغلب كتاباته أن لا يهادن المتأسلمون ولأن ما يكتبه على صفحات الجرائد إلا وجدتها جديرة بالنشر والقراءة والمتابعة،ولأنه يتميز بالرصانة والموضوعية والعمق والصدق في التناول بل والعقلانية الملتزمة بالمنطق العلمي المتماسك والدؤوب في بحثه عن الحقيقة لاعن شيء غيرهما،واعيا نزيها متجنبا الاحكام المسبقة.
بديلاً عن هذا الكم الهائل من النفايات الفكرية التي ضجرنا منها.
قليلة هي كتب المذكرات والسير الذاتية وأدبيات الاعتراف والبوح المرتبطة بنجوم الفكر والأدب، فقد ظفرنا منها بكتاب د لويس عوض و دجلال أمين الذين قالوا بما يعتمل في نفوسهم فكان أن تسببت تلك الكتب في مشاكل دارت رحاها داخل بيوتهم، وتناولتها بعض الكتابات.
ولأن صدقية هذه الأعمال وجرأتها، وأيضاً انفتاحها وإثارتها في تناول الأمور واللحظات الخاصة والمسكوت عنها، وراء مشاكل جمّة تسبب فيها بعض الكتّاب
فقد اختار الصديق خالد منتصر لحظة البوح بتلقائية وصفاء الذهن بكم من المعلومات من خلال العمر الذي عاشه .
فقد نذر الدكتور خالد نفسه مضحياً بأمن وآمان كان يحياهم وأسرته مطمئنين كما أغلب الناس ولكنه أختار التنوير كطريق أخذاً على نفسه عدم التراجع
مكملاً ما بدأوه ، لعل ما يقوم به كمن يلقي بحجر بمياه راكده.
فقد نعته كثيرين ممن لا يضعون صورة لهم بأن وضعوا مكانها آية أو صورة لرمز ديني، بسفالات وانحطاط اشتهروا به ، معلنين الحرب ضد النزعة الإنسانية العلمانية بكل ما تنضوي عليه من قيم ديمقراطية وإنسانية.
متخذين من د خالد هدفاً للأنحطاط
ولأنه يفضح ممارساتهم البشعة والتي مارسوها على المختلف الأخر عنها.
الكتاب صغير الحجم 143 من الحجم الصغير حظي معه عجيب، فقد أخذته معي وعدد من الكتب ( نوفيلا ) لحتى أقرأهم بأسفاري كما أفعل دائماً، لم أتناوله قراءة لإنشغالي وحتى بعد مجيئي بوقت كبير
ذكر بعض الكلمات المأثورة بين الفصول وجميعها كان موفقة تماما، منهيا المقدمة بكلمة لكل قارئ
" طاردوا ذاكرتكم قبل أن تطاردوا في قبو النسيان "
حياة تشبة حياة كثيرين، كبر وترعر بكنف أسرة متوسطة الحال كأغلب المصريين، كان يأمل والده أن يدخل كلية الطب ولكن الوالد رفض لضيق ذات اليد ولأن يعول أسرة مكونة من أحد عشرة طفلاً !
فكان أن وزع البعض منهم على الاعمال اليدوية ( النجارة وصناعة الأثاث ) التي اشتهرت بها دمياط
لو أقتفيت أثر الكاتب سأحتاج إلى كتابات لا كتابة واحدة كان شغفه بالقراءة لا حدود لها فقرأ مثلما قرأت ببواكر حياتنا مجلات سمير وميكي وسوبرمان
ومن ثم أنتقل بالضرورة إلى قراءات آخرى، ليمر الزمن به داخل النص ليجد نفسه وقد أصبح طبيباً، كان شاهداً على زمن عشناه جميعا بعدما داهم مصر تيار اسلامي اقتلع معه الاخضر وثقافة تميز بها الشعب حتى آخر الستينيات، وقبل أن يحل علينا جوقة المشايخ المرسلين بمؤامرة لحتى تعجز مصر عن أن تتقدم .
فقد صدّر لنا السادات سلفية مقيتة وإخوان رجعيين منحطين ، بعدما كانت مصر تستشرف حداثة مدفوعة بليبرالية منذ ثمان عقود، فمكّنوا منها.
فحدث ولأسباب كثيرة أن انحسرت العلمانية واللبرالية والتقدمية التي عمد النظام والأزهر على تلافيهم بل نفيهم تماماً ولكن عشقه للقراءة والكتابة هما من جعلاه يترك الطب نزولا على رغبة موهبة أحبها كما روائيينا الكبار يوسف أدريس ومحمد المخزنجي.
ليبلغ بعد ذلك د منتصر شهرة ككاتب وتنويري له مؤلفات كثيرة في التنوير ،باعتبار هذا التنوير ضروري للوعي بحسبه قوة في حد ذاته.وهنا لا بد من أذكر قول أحد المفكرين" لا شيء مجاناً في الحياة.. وبالضرورة فإن ثمن الحصول على الحرية كبير ومكلف ويصل أحياناً إلى التضحية بالنفس، وضعنا العربي مزرٍ، وتغييره يتطلب تضحية من قبل الراغبين في الإصلاح الحقيقي، وفي قلب هؤلاء الراغبين تأتي النخبة المثقفة أو قادة التغيير."
الذي يمكن فهمه بهذا المعنى في اعطاء الوعي والعقل كل هذا الوزن والدور في التغيير والتطور . ولأن عصر التنوير ببلدنا بحاجة إلى نظام يصونه من غوائل أزهر رجعي، ولن يحدث فكلاهما سلفي الهوى والفكر، لذا أجدني متشائم مع المتشائمين وهم كثرة ببلدنا للأسف.