د. ممدوح حليم
 من المعروف أن يسوع المسيح عاش فقيرا بسيطا فقد تربى في بيت يوسف النجار، وهي مهنة بسيطة. وكان أغلب تلاميذه قبل أن يتبعوه من الصيادين. وهو الذي قال عن نفسه مرة:  «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه». (متى ٨: ٢٠).

وقد حدث مرة أن هاجت الرياح على سفينة كانت تقله مع تلاميذه. "وكان هو في المؤخر على وسادة نائما. فأيقظوه وقالوا له: «يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟» (مرقس ٤: ٣٨). لم يجد مكاناً يستريح فيه سوى ظهر السفينة، فهو لا يعرف المنازل المريحة والحجرات ذات الأسرة الناعمة.

وفي مرة جاء محصلو الضريبة ، وكانت بسيطة ، وتقدموا إلى بطرس تلميذه، وإذ لم يكن معهما نقودا، قال لبطرس:" اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك». (متى ١٧: ٢٧). والإستار قطعة فضة تعادل أربعة دراهم.

    لقد كانت نساء يتبعنه وينفقن عليه من أموالهن، لقد ذكر هذه الحقيقة انجيل لوقا
بوضوح:
" ١  وعلى أثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله، ومعه الاثنا عشر.

٢ وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين،

٣ ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن." (لوقا ٨: ١-٣)

         كان يسوع يدعو نفسه ابن الإنسان ، إذ شارك الإنسانية كل شيء ماعدا أخطاءها، فرفع قدرها وبارك طبيعتها ونزل إلى أدنى درجات فقرها وعاش بساطة حال الناس و الذين هم في عوز والهامشيين في المجتمع.

كان يسوع ابن الإنسان أعظم ما أنجبت البشرية ، معلما قديرا وصانع معجزات وفيلسوفا بسيطا، لكنه لم ينس الفقراء فأطعمهم وشفى امراضهم وعاش وسطهم.