الأقباط متحدون - الدعاء على إخوان الندامة
أخر تحديث ١٠:٢٣ | الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢ | ٥كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدعاء على إخوان الندامة

بقلم: محمد حسين يونس
عندما كان يفيض الكيل بالمصريين من ظلم، جور، قسوة، غباء الولاة العثمانيين،
كانوا يتجمعون في الجوامع يقرأون عليهم (عدية ياسين) ثم يختمونها بالدعاء ((يا ربنا يا متجلي داهية تاخد العثمانلي))! استمرت هذه العادة مع الاستعمار الفرنسي والإنجليزى بعد تحوير الدعاء إلى ((يا ربنا يا عزيز داهية تاخذ الفرنسيز أو الإنجليز)) حسب نوع الظالم!

 عندما شاهدتُ آثار التعذيب الذي قام بها أسافل قوم على من يفضلونهم علمًا و شرفًا ونقاء.. لم أجد ما أقوله إلا ((يا ربنا يا رحمن داهية تاخد الإخوان))! إنه دعاء العاجز أمام سخرية القدر الذي جعل من هؤلاء حكامًا لمصر بعد طول شوق للحرية والديموقراطية المفتقدة في زمن تسلط العسكر.

الإخوان المسلمون ثلاث شُعَبٍ، القادة ذوي ثروات طائلة اكتسبوها من العمالة لملوك الجاز وأمراء الخليج، من سرقة المودعين في شركاتهم، الغش، التدليس، استغلال حاجة الناس، أو بأي وسيلة غير مشروعة ممجوجة.. هؤلاء المليارديرات أفراد في عائلة اواثنين بينهما مصاهرات ونسب وعلاقات عمل متشابكة لا تختلف عن تلك القائمة بين أفراد عصابات المافيا، الشعبة الثانية التي تشمل أغلب أعضاء التنظيم من الفقراء الذين يسعون خلف سد احتياجاتهم الأولية غير المشبعة، تجدهم بين طلاب كليات الطب والهندسة والحقوق، تستقطبهم الجماعة وتوظف فيهم استثماراتها تعلمهم، تدربهم، تزوجهم، ترسلهم في بعثات ليعودوا يحملون بجوار الشهادات العليا ولاءً غير محدود لمن أطعموهم بعد مثبغة، وجعلوا منهم أساتذة في الجامعات، أو أعضاء في النقابات، ينفذون أوامر مرشدهم، بعد أن كانوا من أفقر فقراء الطلاب، أما مَن لا يصلح للتعليم، فيُضَم إلى الأندية الرياضية يدربونهم على كرة القدم والكاراتية، وما يشبهه، ومن هؤلاء يستقطب من يشكلون مليشيات الجماعة، لا يطيعون إلا من يملك مفاتيح الخزائن، وأوامره غير قابلة للنقاش، بقى من يظهرون قدرة على الدجل والمراوغة هؤلاء يتحولون إلى دعاة يتحركون بين الجماهير يبثون سمومهم من أفكار القيادة الثرية المتحكمة في الأقدار.

عصابات المليشيات لها دورها الذي تتقنه، الاغتيال، مهاجمة اجتماعات الخصوم، وهؤلاء هم مَن قاموا بضرب وتعذيب المعتصمين أمام الاتحادية، وهم الطرف الثالث الشهير، وهم مَن حطم أقسام البوليس، وهاجم السجون، وهم الذين ستتكون منهم فرق الرعب القادم مع إتمام السيطرة على الدولة، وحوش محدودة الذكاء، فقدوا التمييز، وتعلموا فنون إرهاب مَن يوقعه نصيبه الأسّوَد بين أظافرهم وأنيابهم!

الشعبة الثالثة محدودة العدد والإمكانيات، هؤلاء الذين جذبهم الخطاب المتلفع بعباءة الدين، وظنوا أنهم ينتمون لجماعة تقوم بالدعوة إلى محاسن الأخلاق عن طريق التدين، فصدموا بأن قادتهم لا إخوان ولا مسلمين، وأن ما يُحرك الجماعة هو الحرص على متاع الدنيا وزينتها، وأن الاثرياء لا يشبعون من المال، أو الإنجاب غير المحكوم للبنين بالزواج المتعدد.

هؤلاء المصدومون كوَّنوا خطابًا ناقدًا لزملاء الأمس، وكشفوا كم أصبحنا أسرى لعصابة وصلت إلى كراسي الحكم بالعمالة والتآمر وسلوك كل ما هو مشين من ألعاب السياسة الميكيافلية.. كشفوا أساليب إعداد وتجنيد الكوادر وتدريب المليشيات ومناورات القيادة وتسلطها وضيق أفقها وشرهها لمتاع الدنيا، على حساب الجميع، فاضحين أن تدني خطابات الجماعة وإدعاءهم بأنهم يوقعون بالكفار يستحلون مالهم وعِرضهم وماضيهم ومستقبلهم إنما هو عبث بالقيم وعقول البسطاء، فهم لا يقيمون وزنًا إلا لمصالحهم.

الإخوان المسلمون الذين هاجموا شرفاء مصر أمام الاتحادية، و جهزوا دستورًا مغرضًا؛ لتأبيد بقائهم في موضع القرار بجوار بيت المال؛ لينهبوا القروض التي يعدون العدة للاستدانة بها بهذا السلوك، لا يختلفون عن الغزاة والمحتلين الذين سخَّروا مصر والمصريين من أجل ازدهار الاستانة أو يوركشير أو ليون.. وعلى الشعب المصري أن يقاومهم مقاومته للمحتل الغاصب.

الاستعمار الإخواني لمصر لن تردعه المظاهرات، الاعتصامات، العصيان المدني، أو حتى الحوار، إنه لا يعرف إلا اللغة التي تمرس عليها في السجون و المعتقلات ((الرعب))، وهم يستخدمونه الآن بكثافة؛ لإرهاب رجال الاعلام، الصحفيين، الناشطين، القضاة، رجال الدرك والعسكر، تجدهم بين المتظاهرين يتحرشون بالفتايات والسيدات ويشوهون القيادات ويدعون على المعتصمين بكونهم من الشواذ الذين يرتكبون المعاصي ويتعاطون المخدرات. تجدهم في النقابات، الجرائد، المجلات يهددون ويكسبون الباطل ثوب الحق ويشوهون الحق ليبدو كالباطل.

 الرعب المضاد هو سلاح المقاومة ((وداوها بالتي كانت هي الداء)).. يجب على كل فرد من جماعة الإخوان أن يشعر بعدم الاطمئنان على تقدم مشاريعه، وأنه وأهله ومنزله غير مرحب بهم، وأن ما يبيعه لن يجد له شاريًا، توقفوا عن التعامل معهم، ارفضوا رشاويهم وهداياهم وخدماتهم، اسخروا من أقوالهم، قابلوا العنف بالعنف.. هكذا تواجه الشعوب الحرة الاستعمار وأعوانه، وهكذا كانت الأيام الأخيرة للإنجليز على القناة نكد ورعب وخوف.. إذا صفعك رد له الصفعة اثنين وبعدهما "شلوت"، إذا سبَّك سب أهله وعشيرته وجماعته، إنها معركة طويلة لن نكتفي فيها بالدعاء... بل سنجعل مدارسهم ومستوصفاتهم ودكاكينهم وصحفهم ومجلاتهم وقنواتهم التلفزيونية خالية من الرواد، إن نجاة بلدنا في مقاومة أصحاب اللحى والزبيبة، وفضح القول المعسول الذي يحمل في داخله سموم الاحتلال؛  حتى يعودوا لرشدهم، ويُصبحون من المواطنين الشرفاء!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter