عيد الصعود المجيد
Oliver كتبها
- في البدء خلق الله الإنسان للصعود إليه. وضعنا فى الفردوس و شجرة الحياة مقابلنا. ينما نذهب نراها لأنها وسط الفردوس تك 2: 9.رؤ2: 7كانت السلم الذى به نرتقى إلى ملكوت الآب المعد لنا منذ تأسيس العالم مت25: 34.نأكل منها حسب تدبير الله لنصعد من الفردوس الأرضى إلى الحياة الأبدية تك3: 22.لكن بدلاً من أن نصعد سقطنا فى الخطية فصار قدامنا كاروبيم يحمل سيفاً هو حكم الموت الحاجز بيننا و بين شجرة الحياة الأبدية.2تس2: 7.صرنا نحتاج إلى رفع الموت و استرداد فكر الصعود .
 
-لكى يبقى الرب يقيننا في الصعود حتى بعد السقوط فقد أصعد إليه أخنوخ تك5: 24 و إيليا النبي 2مل 2: 11بجسديهما إذ كانت هذه هي الصورة الأصلية التي كنا سنصعد عليها قبل السقوط. كان إصعادهما (مؤقتاً) لتثبيت رجاء الصعود فينا و تأكيد أن الرب لم يتراجع عن خطته فى إصعادنا إليه.
- بدأ الله تدبيره لخلاصنا بالآباء و الأنبياء .عب1: 1 علمنا الله أن نعبده لا لأنه يحتاج إلي عبادتنا بل لكى تصعد قلوبنا إليه و تتعلق أنظارنا بالقدوس و ملكوته حيث سنصعد. كل عبادة و كل صلاة و كل عمل روحى لو لم يرتبط بالسمائيات فلا قيمة له. لذلك تقديم القرابين يسمي إصعاد  1صم13: 10 ,1مل18: 29 و دخول تابوت العهد مدينة صهيون يسمي إصعاد 1 أخ 15: 26 حتي أواني الهيكل إصعاد 2 أخ 24: 14  و إضاءة سرج الهيكل إصعاد خر27: 20.كأن الرب منذ البدء يؤسس فكر الصعود بالعبادة.
 
 - إن لم تكن الصلاة صعود الفكر للسماء تبق منطرحة في الأرض لذلك نصلى للرب قائلين نحوك أعيننا.أخ20: 12.إن لم يكن العطاء كنز في السماء يصبح حرمان بلا جدوى إن لم يكن الجهاد على صورة السماوي فى المحبة لا يعد قانونياً 1 كو13 ,2تى2: 5.ولادة الأرض للموت و الولادة من فوق للحياة يو3: 3 لأن حياتنا فى الصعود.عيدنا الحقيقي هو فى إقتناء فكر الصعود الإلهى.
 
- صعد رئيس المجد يسوع المسيح إلى مجده. جلس على كرس رئاسته مر14: 62 و مر16: 19.لبس الرب القوة من من بعد التخلي و التنازل إذ جرد الرئاسات الباطلة .كو2: 15.أخذ في شخصه جسم بشريتنا جالساً به فى سماء السماوات فصرنا فيه في السماء و صار فينا على الأرض .كل عضو فى كنيسة المسيح هو الآن جالس فى المسيح عن يمين العظيمة أف 1.كلنا الآن قدام الآب فى شخص المسيح لذلك هو الوسيط وحده.1تى2: 5.عب8: 6عب12: 24.صعد المسيح ببشريتنا لكى يفتح لنا طريقاً للصعود معه يو20: 17.يو12: 32.عب10: 20.لهذا كل من هو خارج عن المسيح لن يصعد.كل من ينكر إيمانه لن يصعد.
 
-عيد الصعود ليس حدثاً تاريخياً بل حياة نقتنيها. وجود المسيح على قمة أولوياتنا هو عيدنا الحقيقي. صعوده ليكون أول الكل و رئيس الحياةأع3: 15 هو مكانه المستحق. لو لم يملك المسيح على القلب فما جدوى الإحتفال بعيد الصعود ؟ ليعلم المؤمنون أن المسيح رئيس الإيمان عب12: 2 و ليعلم الرعاة أن المسيح رئيس الرعاة 1بط5:4.ليعلم الكهنة أن المسيح رئيس الكهنة عب3: 1 و يعلم المشتاقين إلى المسكن الأعظم أن المسيح هو رئيس ذاك المسكن عب9: 11.إن رئاسة المسيح هى الصعود الحقيقي لنا لأنه مكتوب أن الرئاسة على كتفيه إش9: 6.فأى رئاسة لا تخضع للمسيح تسقط أما رئاسة المسيح فهي عيد للصعود.
 
- حين صعد إلى الجبل ليعلم صعد بنا المسيح متمم الناموس لكي يصعدنا من مستوى الناموس إلى العهد الجديد.مت5: 17.مت26: 56.لو7: 1.هذا يفعله مع كثيرين يصعد بهم و فيهم كما فعل مع السامرية. معلم ثم نبي ثم مسيا ثم ذهبت تكرز بإنسان قال لها كل ما فعلت فأجابها السامريون هذا ليس إنسان فحسب بل هو مخلص العالم.هذا المسيح يرتقى بالنفوس لتصعد فيه و يصعد بها إلى حرية المجد.يو4.
 
-نفرح بصعود المسيح لأنه أوصانا بالفرح به بقوله لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون بأني أمضى إلى الآب.يو14: 28 .ليس في الثالوث أقنوم أعظم من الآخر. لكن فى حالة التخلي قبل الفداء كان الإبن فى صورة  عبد لا تساوى حقيقة عظمته المساوية لمجد الآب . أما بعد الصعود فليس الآب أعظم من الإبن و لا الإبن أعظم من الآب.بعد أنتهاء التخلى عاد  إلى مجد وحيد الآب.يو1 هو منذ البدء مساوى للآب فى الجوهر و مجده أزلى.هذا الإعلان تم جزئياً حين إعتمد المسيح ثم (صعد) من الماء فتم الظهور الثالوثى المساوى فى الطبيعة و المجد .ظهر الآب فى الإبن و ظهر الإبن فى الجسد و ظهر الروح على هيئة جسمية فكان هذا صعوداً يبين حقيقة المسيح أما صعوده النهائى فقد تم بالكمال بعد القيامة إذ صعد بجسدنا إلى حيث لم نكن نتصور أن نوجد معه فى تلك الأعالى.المسيح أخذ كنيسته فى الأعالى فلنفرح بهذا و نسبح.
 
- كل مرة يذكر الوحى أن المسيح صعد يكون الحدث عظيماً. صعد إلى الجبل و علمنا الإنجيل الذهبي مت5: 1.صعد إلى السفينة فسكت الريح مر6: 51 صعد إلى جبل تابور و تجلى مر9: 2 كل صعود ببركاته أما الصعود الأبدي فلا إحصاء لبركاته .لذلك نريد صعود المسيح و نحتاجه تماماً كما نريد فداءه عنا لأن صعوده بنا هو الغاية التى من أجلها نزل إلينا.لكي كما لبسنا صورته على الأرض قبل صعوده نلبس صورة السماوى بعد صعوده لكي نقدر به أن نعيش معه فى السماء.1كو15: 49.