Oliver كتبها
أيوب البار قال (القدير لا ندركه) و إلى الآن و إلى الأبد سنظل نتعلم الثالوث القدوس إلى ما لا نهاية. ستوجد أمور تخص الله وحده لن ندركها أبداً. الآن لا ندرك سماءه و لا عرشه فى سماء السموات
 
.لا ندرك ملائكته.لا ندرك مشيئاته إلا القليل منها.لا ندرك الأبدية و سكانها من الملائكة.لا ندرك الأرواح .الأسرار كثيرة عند الله و المعلنات قليلة عندنا.لذلك جيد أن نحنى الرأس و نخضع دون أن ندعى معرفة ما لم يعلن بعد.يبقى الله غير المفحوص غير المحدود غير المحوى .
 
معرفتنا بالأقانيم الإلهية محدودة و ضحلة و ساذجة.هذه صفات قصدها بولس الرسول بوصفها  (بعض المعرفة ).بالإيمان نكتفى بهذه المعرفة المؤقتة حتى يعلن الله سرائره فنعرفه بالحقيقة.
 
نحن نردد عبارة جوهر اللاهوت و لا نعرف لهذا الجوهر وصفاً حقيقياً.نكرر الكلام و لا نجرؤ أن نتقدم خطوة قدام جبروت اللاهوت.نبقى عاجزين خاشعين خائفين أن نتعمق فى هذا الجانب اللانهائى لمعرفة الثالوث الأقدس.نحن نطلق المصطلحات عن الله و هو سر السرائرالأعلى من عبارات كل البشر.
صفات الله نعلم عنها القشور.نحن نعرف أنه أزلى. من قبل الوجود هو كائن.لكننا لا نفهم الأزلية التى كان فيها الله وحده .لا نعرف ما هو قبل الوجود.إنها من السرائر .الازلية عندنا معلومة نظرية فقط.
 
نحن نعرف أن الله رحوم و قد أخذنا من مراحمه الكثير,رغم أن مراحم الله تتجدد لنا كل صباح لكننا لا ندرك عمق مراحمه.لذلك يبقى عندنا سر المراحم.لماذا يرحم الله البعض و يقبله في الملكوت بفرح؟ ما هى أسباب المراحم فى نظر الله؟ لا نعرف إنها سر. يرحم من يرحم و يتراءف على من يتراءف. 
إن الخلاص سر كبير.وصل إلى أناس لا نعرف لهم كارز.تكلل به أشخاص لا ناموس لهم و جعل فيهم بهجة الخلاص.دخل إليهم المخلص و غير لغتهم و لا أحد يعرف لهذا تفسيراً.جعل الخلاص للبعض من خلال الخدمة و للبعض من خلال التكريس أو البتولية أو حياة الصلاة أو المواهب الروحية أو بوسائل متنوعة.لا يعرف أحد كيف تتوزع هذه الأسباب.نحن نرى الخلاص يتحقق و لا نعرف سر هذا التنوع.
 
الله القدير لا ندركه.نحن رأينا بعضاً قليلاً من قدرات الله على الأرض.لكن توجد قدرات كثيرة غير محدودة لله تخص الأبدية و الملكوت.لم يرها أحد على الأرض لأنها سر.لم نرى بعد قدرة الله على غسل المؤمنين في بحر الزجاج.لا نعرف كيف سيجعل البعض عموداً في الهيكل السمائى.لا نفهم قدرة الله فى منح أسما جديداً و ترنيمة جديدة و ثيابا تتفق مع كل إنسان و شخصيته.لم نر قدرة الله فى عمل الملكوت بعد.مع أننا نصلى (ليأت ملكوتك) و (نطلب ملكوت الله و بره) لكننا نقف صغارا قدام الأسرار.
 
رغم أننا نقرأ إنجيل المسيح و نتأمل فيه لكن كل ما نتأمله هى معانى خاصة بالأرضيين فقط. يوجد تفسير آخر أبدى لكلمة الله التى لن تزول.تفسير آخر صالح للعالم الروحى الذى سنعيش فيه. تنفتح فيه الكلمة الإلهية  بلا أمثال .نأخذ المعنى العلنى الأعظم لكلمة الله.نحن هنا ما زلنا نحبو حتى يتجلى لنا هذا التفسير الأبدي  الذى لا نعرفه مطلقاً.يبقي هذا المعنى الملكوتى لإنجيل المسيح   سر خفى لا ندركه .
 
نحن نحيا هنا في عالم تحيطه السرائر ننتظر على رجاء أن ننتقل إلى عالم المعلنات..كل يوم نكتشف جهلنا بالله أكثر فأكثر. نحن نقتات على فتات المعلنات التى تسقط من المائدة السمائية.كل يوم نتضائل قدام القدير الذى لا ندركه. الله غير المُحوى.حسن أن نقول مع أيوب البار: السرائر لله و المعلنات لنا..