Oliver كتبها
-الدرس الأول أنه ما أن يتم المسيح عملاً إلا و يكون بداية لإبليس لعمل مضاد.المسيح يبدأ و الشيطان يعاند.المسيح يخلصنا بصليبه و الشيطان يريد أن يخفي هذه الآلة المقدسة التي من عندها صارت هزيمته و ما زال يرتعد منها.لذلك ما شغل إبليس هو كيف يحرك اليهود كي يجعلوا موضع الصليب مزبلة.مائتي عام من قذارات إبليس جعلت الجلجثة كومة من النفايات. ليخفي الصليب المقدس. ما زال إبليس يرغب في نشر نفاياته حول كل كنيسة و صليب و إنجيل .
- الدرس الثاني هو أن الرب حريص علي مقدساته أكثر من كل البشر.هو مسئول عن صليبه و بيته و هو يرسل روح غيرة في قلوب من يفتحون القلب و يكرسونه له.هكذا كانت القديسة هيلانة أم الإمبراطور .قلباً منفتحاً علي النعمة.كشف لها بحلم مقدس أنها التي ستكتشف الصليب لكنه لم يذكر لها أين هو.إن البحث عن الصليب يجب أن يتحول إلي شهوة و حمل الصليب شهوة القديسين و طريق البر لتبعية مخلصنا الصالح يسوع.و سبب آخر جعل هيلانة المباركة تسعي بجهد لتجد الصليب ذلك لأن إبنها الإمبراطور رأى في رؤيا كلمات في السماء تحيط بصليب من نور قائلة بهذا تغلب.فصار قسطنطين أول إمبراطور مسيحي مشتاقاً للصيب سر الغلبة. هيلانة أم تريد الغلبة لإبنها مثل الكنيسة لشعبها تهديهم الصليب ليس ليعانوا بسببه بل ليغلبوا به.
- الدرس الثالث: ذهبت أورشليم .و هل الصليب إلا في أورشليم.في المدينة التي تقدست بالمسيح و خلصت بالصليب مثل كل العالم.فلنذهب أورشليم عاقدين العزم علي تثبيت أبصارنا علي الصليب.أورشليم هي كل كنيسة كل صلاة كل قراءة مقدسة للإنجيل.كل تجربة كل عظة.إن لم نتزين بالصليب نصبح غرباء عن المصلوب.ذهبت هيلانة المباركة فلنتبعها و لا تصدمنا نفايات إبليس علي الجلجثة.فالصليب تحت النفايات.البركة تحت الآلام.الخلاص يسري في دم المسيح المسكوب.لن نجد النعم علي طبق من ذهب أو فضة بل علي صليب و حتي الصليب لن نجده ظاهراً يسهل فهمه.يجب أن نسعي حتي نجده .نزيل النفايات من الشكوك البشرية و المنطق البشري في علاقتنا الروحية بالله و نكف عن سؤال الله لماذا و نبدأ بمخاطبته لتكن مشيئتك .
- رابعاً: وجدت هيلانة الصليب بمساعدة رجل خبير في تاريخ الأحداث أسمه يهوذا.و بين يهوذا الخبير و يهوذا الخائن فرق شاسع.واحد قاد المسيح إلي الصليب و واحد قاد هيلانة لإكتشاف الصليب.فلا تأخذوا بالأسماء و لا بالتفاؤل و التشاؤم.فليس كل يهوذا خائن و عندنا يهوذا الرسول.يهوذا الخبير التاريخي أخذ هيلانة إلي موضع الجمجمة.فتأكدنا بعد أربعة قرون من صحة مكان الصلب كما ذكرته الأناجيل.و فيما يهيل إبليس نفاياته يفشل في إخفاء حقيقة البشارة.رجال قسطنطين نقبوا الكومة ليصلوا إلي مواجهة مع الصليب كما فعل أصدقاء المفلوج حتي وجدوا أنفسهم وجها لوجه قدام المسيح.فإنتشرت الأفراح و أشعلت هيلانة المطوبة ناراً علي رؤوس الجبال من أورشليم حتي القسطنطينية لكي نتشر خبر إكتشاف الصليب.لعل هذا سر إشعال النار حتي اليوم في عيد الصليب في كنائس السريان و المارون أو سر إشتعال النار من القبر المقدس ليعيد عظمة إكتشاف الصليب و إعلان عيد خلاصنا غير المشكوك فيه.
- كان يوحنا ذهبي الفم من شهود إيجاد الصليب و كذلك القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو.لكن الشاهد الأهم كان كنيسة القيامة التي بنيت بدلاً من الخرب.أليس مكتوباُ من حزقيال النبي من مئات السنين قبل الصلب : فَتَعْلَمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تُرِكُوا حَوْلَكُمْ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، بَنَيْتُ الْمُنْهَدِمَةَ وَغَرَسْتُ الْمُقْفِرَةَ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَسَأَفْعَلُ حز36:36.و ساد الرب علي الأمم ( اليهود ثم الفرس ) و بني المنهدمة ( كنيسة القيامة) و غرس المقفرة (طريق الآلام) و تمت النبوة روحيا و تاريخيا و ما زالت تتم.
- هل يسكت إبليس بإكتشاف الصليب؟ هو لا ييأس و الرب لا يسكت أيضاً.هيج إبليس كسري ليغزو أورشليم و يسرق الصليب و يخرب الكنيسة و رغم حرق الكنيسة فإن النار لم تمس الصليب الخشب المقدس. .و يأسر البطريرك الذي ساعد في إيجاد الصليب البابا زكريا. حرك الرب فلافيوس الذي يسميه العرب هرقل إمبراطور الروم.فطلب من كسري معاهدة سلام فرفض .فحاربه لكنه هرب فقابل كسري إبنه شيروه الذي قتله و رضي بمعاهدة صلح مع فلافيوس مقابل إعادة الصليب و جميع المقتنيات و النفائس التي سرقت من كنيسة القيامة.هكذا ظل سبعمائة سنة صراع بين المسيح و إبليس من أجل خشبة الصليب .و في النهاية توزعت خشبة الصليب علي كنائس متعددة مغلفة بذهب الملوك لأنها أثمن ما في إيماننا.
- ما زالت الحرب دائرة مع كل كنيسة ترفع صليب المسيح.ما زال الصليب يؤرق إبليس و أتباعه.فلا نستغرب إن ألقوا نفايات الكلام و الأفكار و الإتهامات محاولين إخفاء الصليب .أما نحن فلنا إيمان القديسة هيلانة بأن الصليب في حيازتنا في قلوبنا .النار علي رؤوس الجبال هي صلاة بقوة صليب الرب المحيي.النصرة من نصيب حاملي الصليب و محبيه تابعين المصلوب يسوع. الصليب شجرة حياتنا التي نقطف منها المسيح .