بقلم المستشار نجيب جبرائيل
لعل ما جاء بتكليفات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس للدكتور مصطفى مدبولي المكلف بتشكيل حكومة جديدة هي التي اعتدنا عليها او ما يجب ان تكون من مزيد من استثمار للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة وبطبيعة الحال مقدرات الأمن القومي المصري في المقدمة في ظل تحديات خطيرة تحيط بنا  اقليميا ودوليا

ولكن اللافت للنظر وهذا لم  لم نكن نراه في أي تكليفات سابقة وهو بعد بصيرة الرئيس وإدراكه لقضية الوعي والثقافة وتجديد الخطاب الدين الذي لم يمل ولم يكل من المطالبة به منذ أن تولي المسؤولية

ولعل في نظري ان مسالة  اعادة صياغة الوعي واعادة منظومة نشر الثقافة لها اولويةًقصوي لما لها من امتداد لكافه الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

فلا يمكن بحال من الاحوال ان دولا تمثل نقطة في تاريخنا أو نسبة العشر او التمن من عدد سكاننا وتفوقنا عشرات المراحل لانه لا يوجد عندها من لا يقبل ويكفر الآخر ومن يتهم الاخر بان مركز تكوين التنويري هو ضد الدين ويجب حبس أصحابه وغلقه بالضبة والمفتاح  حتى قبل أن يصدر منه اي منتج ومن يصمم على اختلاق نزعات وفتن طائفية فيضع خانة الديانة في كشوف اولاد أبرياء متفوقين لا دخل للديانة بهذا الموضوع ومن يهاجم اناس أبرياء ويحرق بيوتهم لاعتقاده أنه يصلون في كنيسة جديدة كما لو كانت الكنيسة من الموبقات ومن مازال يصمم علي ختان البنات ومنهم من يرى انه يكفي زواج البنت طالما بلغت حتي لو كانت صغيرة قاصرا

ومنهم من يرى ان مجدي يعقوب ملك القلوب  مصيره النار وبئس المصير مهما عمل لأنه كافر وابن كافر ومنهم من يري  كرة القدم النسائية حرام حرام ومنهم قيادات في التربية والتعليم  تضع مناهج وتفرض قصصا علي طلبة المدارس تضمن قتل وسفك دماء بالآلاف وتسميها شجاعة وانتصار كما في  قصة عقبة ابن نافع وغيرها عندما فتح الأندلس  ونحن نملك امجاد وبطولات سطرها المصريين علي كل المستويات العسكرية والعلمية والفنية

انني اذكر بعض الأمثلة لاننا فعلا نحتاج الى اعادة تشكيل الوعي وإعادة تشكيل منظومة التثقيف وايضا منظومة مناهج التربية والتعليم والبعد عن هرتلة الأغاني او بالاحري الفن الهابط ومازلت اكرر ما ذكره الراحل العظيم أحمد زويل حينما قال انني وانا ذاهب الى مطار طوكيو اري  لافتة كبيرة مكتوبا عليه فكر لتبدع بينما وانا ذاهب لمطار القاهرة اري لافتة مكتوبا عليها  تايجر قرمش لتسيطر وفي رأي المتواضع ان ذلك يمثل الفرق بين  ثقافات الشعوب

اين وزارة الثقافة من مكتبات الثقافة والقراءة في النجوع والقري والمدن اين مسابقات الفن والثقافة التي فقدناه من سبعينيات القرن الماضي وبدأنا ننشر مسابقات  عن امور تافهة اين محصلة الهيئة العليا للإعلام من محاسبة اعلام هابط ومسي وينتهك الأعراض ويصل الي حد الاباحية ويشجع عل خراب البيوت

ان السلاح الفتاك لم تعد القنبلة او الرشاش وانما عدوك يحاربك بسلاح الجهل وعدم المعرفة وإغراقك في  الخرافات  وتشجيعك علي ان تعيش في فتاوي  قتل وبغض من يختلفوا معك في الدين وهي بعيدة تماما عن صحيح الدين ويصورك بانك ماشي علي الخطي المستقيم

فلا سيادة الرئيس نعم اري في سيادتكم اول رييس لمصر وضع يده علي اخطر مرض يصيب  شعبنا ويضع او مشرط كجراح ماهر علي استئصال أورام خطيرة وهي اورام الجهل والوهم و ضحالة الوعي والثقافة