كمال زاخر
لم اكن اعرف ان سطورى تؤرق مضاجعهم، الى حد تكليف لجانهم الالكترونية بتمزيق كاتبها، ايما تمزيق، كان ابرز هؤلاء المستكتبين، يتخذ من "الدهاليز" عنوانا لدكانه، ويحشد كل معلوماته - الهزيلة - ليبنى سياجا يظن انه يحمى مواليه، وفى جرأة يحسد عليها، يزعم ما لم تقله سطورى، أو حتى تشير اليه، ويبنى عليه مرافعته القشيبة، فلم اشر او المح الى أن مولاه قد تقدم بأوراق ترشحه للمقام الرفيع، وكيف له ان يزاحم استاذه؛ مكتشفه وربيب نعمته.
ولعل صاحب الدهليز يخبرنا ما هى رتبة مولاه، وهل الالقاب التى يحيطون بها أنفسهم وردت فى طقس رسامتهم، وهل لم يسمع عن ابرز مطارنة الشرق، وأغزرهم ثقافة واشتباكاً مع هموم رعيته ووطنه، أن لقبه المتداول اعلاميا وفى دوائر الحراك الثقافى هو "المطران جورج خضر" دون ان يحسبه احداً تقليلا من شأنه؟، وقد اعتاد ان يزور مصر مرتين كل عام، وفيهما يستقبله البابا شنودة، فى الكاتدرائية وفى الكلية الاكليريكية.
وراح صاحبنا المستكتب يبنى على اساس فريته ثلاثة ارباع صراخه ويختمه بها، ولا يعلم ان ما بنى على باطل فهو باطل.
لكنى اشهد انه خفيف الظل فقد قرأ وصف السكرتير المناظر بأنه الأثير عند البابا السابق، على أنه اساءة للبابا (هكذا) وراح يتسائل هل يليق ان يقال عن البابا انه البابا الاثير؟ لا اعرف من اين اتى بهذا، يبدو انه قرأها الأسير!!. عفارم عليه.
وهاله ان اشير الى لائحة مجمع الاساقفة بأنها بحاجة الى ضبط فى صياغتها، وهى اصلا ليست تقليدا ولا انجيلاً، وانما مجموعة من القواعد التنظيمية الادارية تنظم عمل هذا المجمع، ويمكن لطالب قانون مبتدئ ان يكتشف قصورها، بعيدا عن صراخ الفرق بين الخضوع للرئاسة الدينية والخضوع للحق، لكنها واحدة من تداعيات الكتابة برعونة.
وخلط - عن عدم علم - بين موقع بابا الإسكندرية وبين موقع بابا روما، فالأول رئيس دينى لكرسى رسولى، بينما الأخير يجمع بين كونه رئيس دينى لكرسى رسولى ورئيس لدولة الفاتيكان، لأسباب تاريخية، ويمثله سفراء لدى غالبية دول العالم، يعرف بالقاصد الرسولى، وهو بهده الصفة يتكلم فى السياسة ويتدخل لحل المنازعات الدولية.
ويعترض المستكتب على الاشارة الى تنظيم ادلاء الأساقفة بأرائهم فى الشأن العام والكنسى المجتمعى عبر آلية منضبطة، تحمى الكنيسة. ويعتبره تطاول لمن يقربه.
عدت إلى القاموس لأعرف معنى كلمة دهاليز، وجدته :
(دهاليز السِّياسة: منعطفاتها وأماكن لقاءاتها الخفيَّة.)
وعلى سبيل حب الاستطلاع تتبعت ما قاله القاموس فصدمنى مصطلح مشتق منه وهو "ابناء الدهاليز" ؛ واعتذر للقارئ، على سبيل المزحة، لعدم قدرتى على ايراده هنا.
اتذكر سلسلة مقالات كتبتها فى زمن عنفوان السكرتير الأسبق لسنودس الكنيسة، والتى استغرقت نحو اثنتى عشر مقالة بجريدة روز اليوسف اليومية، آنذاك، تحت عنوان موحد (المطران بيشوى ... مرحبا !!) ، كان العنوان الفرعى للمقال الأخير فيها (إن عدتم عدنا).