المقالة الثانية

بقلم/ماجد كامل
حظيت رحلة العائلة المقدسة باهتمام  العديد من الكتاب والمؤرخين الذين  أهتموا  بتحقيق وتوثيق مسار الرحلة  في مصر ابتداء من منطقة الفرما بالعريش حتي منطقة دير العذراء بجبل الدرنكة بأسيوط  .   
 
فلقد ذكرها  المؤرخ بلاديوس أسقف هلينوبوليس ؛  الذي زار مصر أواخر القرن الرابع الميلادي ؛ حيث  قال  انه تقابل مع قسيس يدعي أبولون ؛ وقال عنه "لقد تقابلنا مع قسيس أسمه أبولو عاش في اقليم الصعيد في منطقة الاشمونين حيث جاء المخلص مع القديسة مريم ويوسف " كما ذكرها أيضا المؤرخ سوزومين (400- 450 م تقريبا)    وتكلم عن وجود شجرة لبخ بمدينة الأشمونين . 
 
غير أن أقدم مصدر موجود تناول مسار الرحلة بالكامل ؛هو الميمر (كلمة سريانية معناها سيرة أو ذكري ) الذي كتبه البابا ثاؤفيلس (385- 412 م) بطريرك الكنيسة القبطية رقم 23 ؛ ولقد كتبه باللغة القبطية ؛ثم ترجم إلي اللغة العربية علي يد القمص يعقوب رئيس دير المحرق يوم السبت الموافق 18 نوفمبر 1284م ؛وأقدم نسخة منه موجودة بمكتبة الفاتيكان تحت رقم (698 عربي ) ؛ويرجع تاريخ نساختها إلي عام 1371م ؛ وأيضا المخطوط الموجود تحت رقم (381/ 15 سير ) بدير أبو مقار ؛ويرجع تاريخ نساخته للقرن الرابع عشر الميلادي ؛ كما يوجد مخطوط محفوظ في دير المحرق يرجع تاريخه للقرن 19 تحت رقم ميامر (12/42 ).
 
أيضا من المصادر الهامة التي أرخت لرحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر ؛ يوجد نص للأنبا زاخارياس أسقف سخا ( 693- 723م) أما عن  الانبا زاخارياس نفسه ؛فلقد ولد من أسرة غنية لأب  يدعي "يوحنا " كان يعمل كاتبا في الإدارة البيزنطية ؛ ولقد تدرج الانبا زاخارياس في مراحل التعليم المختلفة ؛وترهب بعدها بدير يوحنا القصير بوادي النطرون (من الأديرة المندثرة حاليا ) وبفضل علمه وتقواه أختاره البابا سيمون الأول ( 692- 700) البطريرك رقم 42  أسقفا لمدينة سخا  بمحافظة كفر الشيخ حاليا ؛ ولقد أستمر أسقفا لمدة حوالي ثلاثين سنة ؛حتي توفي  ما بين عامي 723 و730 م تقريبا ؛ ولقد أحصي الأب وديع أبو الليف الفرنسيسكاني 15 مخطوطة   لهذا الميمر ؛نذكر  منها مخطوط محفوظ في كنيسة القديس أبانوب بسمنود تحت رقم (نسخ 1502 ) ومخطوط آخر محفوظ في دير ابو مقار تحت رقم تحت رقم (ميامر 67 ) ؛ومخطوط ثالث يوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة تحت رقم (تاريخ 477 ) ؛كما توجد مخطوطة باللغة العربية موجودة بمكتبة كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة تحت رقم (123 مسلسل /  30 لاهوت ) وتاريخ نساخته يرجع لعام 1383م ؛ وتوجد أيضا مخطوطة محفوظة في مكتبة الفاتيكان تحت رقم (عربي 170 ) .... ألخ . 
 
أيضا من المصادر الهامة لرحلة العائلة المقدسة ؛  الميمر الذي وضعه الأنبا قرياقس أسقف البهنسا ؛ وللأسف يحوط الغموض الشديد بحياة هذا الأسقف ؛ حيث يذكره جراف ضمن آباء  النصف الأول من القرن السادس الميلادي ؛بينما يذكره آخرون ما بين القرن الثامن والعاشر الميلادي  ؛ بينما يضعه لويس شيخو بين آباء القرن الرابع عشر الميلادي ؛ وله ميمران عن دخول العائلة المقدسة إلي أرض مصر ؛ الميمر الأول خاص بحلول السيدة العذراء بجبل القوصية المعروف بدير المحرق حاليا ؛ وأقدم نسخة منه موجودة باللغة العربية تحت رقم (236 عربي )بالمكتبة الوطنية بباريس ؛ويرجع تاريخها للقرن الخامس عشر تقريبا ؛وله ميمر آخر عن مجيء العائلة المقدسة إلي أرض مصر وأقامتهم بدير بي ايسوس الذي تفسيره بيت يسوع ؛ويقع شرق البهنسا (ومكانه حاليا دير الجرنوس بمركز مغاغة محافظة المنيا ) وأقدم مخطوطة موجودة منه باللغة العربية تحت رقم (107 مسلسل /4 لاهوت  بمكتبة كنيسة ابو سرجة بمصر القديمة ؛ ويرجع تاريخ نساخته إلي عام 1428م .  
 
وأيضا من ضمن المؤرخين الذين كتبوا عن رحلة العائلة المقدسة ؛نذكر "موهوب بن منصور بن مفرج الاسكندري " وهو أحد الكتبة الذين كتبوا ا "تاريخ البطاركة "  ؛ ففي خاتمة سيرة البابا كيرلس الثاني (1078- 1092 ) البطريرك رقم 67 ؛وفي خاتمة السيرة ذكر لنا كشفا بالمزارات وآثار العائلة المقدسة التي زارها ؛فقال عنها "وأنا أذكر هنا ما رأيته وتباركت منه ؛وآثارات سيدنا المسيح ووالدته السيدة مريم العدري القديسة في عدة مواضع بأرض مصر منها كنيسة المعلقة ؛وكنيستها المعروفة بالدرج بمصر بني وايل ؛ وكنيستها بالمرتوتوتي (المعادي حاليا ) ؛وفي بسطا ؛ وسمونيه( سمنود) ؛وجبل الكهف (سمالوط) ؛ودير بيسوس(الهنسا) ؛والأشمونين ؛وفيليس (ديروط حاليا ) وقوص قام (مقر دير المحرق ) ..... هذا ماتباركت أنا الخاطيء واضع هذه السيرة وشاهدته سوي ما لم أراه مما يطول شرحه وذكره " . 
 
هذا بالنسبة للميامر والسير المعروف أسم أصحابها ؛ غير أن بعض الباحثين  يذكر مخطوطات أخري مجهولة المؤلف ؛ منها مخطوطة ترجع للقرن التاسع الميلادي محفوظة في مكتبة مورجان بنيويورك ؛تشير إلي رحلة العائلة المقدسة دون تحديد أماكن بعينها ؛ كذلك أيضا توجد مخطوطة محفوظة بمكتبة الفاتيكان ومكتوبة باللغة القبطية ؛ ولقد عثر عليها عام 1883 ؛ونسخ نسخة منها الأنبا أغابيوس بيشاي ( 1882 -1887 ) النائب الرسولي للأقباط الكاثوليك خلال الفترة من (1866- 1880 ) ؛وتتضمن إشارة لأسماء بعض المواقع ألتي يعتقد أن العائلة المقدسة قد زارتها . 
ولقد نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر في 6 /6/ 1998 ؛ خبرا في صدر صفحتها الأولي بعنوان" بردية قبطية :المسيح عاش في مصر أربع سنوات " وتفاصيل الخبر تقول أن جامعة كولون في ألمانيا نشرت بردية قبطية ترجع للقرن الرابع الميلادي ؛تتحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر ؛وتؤكد أن الرحلة أستمرت حوالي ثلاث سنوات وأحد عشر شهرا .والبردية مكتوبة باللغة  القبطية  اللهجة الفيومية ؛ ويبلغ  طولها 31,5 سم ؛وعرضها 8,4 سم ؛ولقد أهتمت عالمة الآثار الألمانية جيزا شنكل بدرستها وتم نشرها بجامعة كولون عام 1998 ؛ والجدير بالذكر أنه قد تمت ترجمة هذه البردية إلي اللغة العربية ؛ونشرها ضمن منشورات مطرانية ملوي .