القمص اثناسيوس فهمي جورج
تعيد كنيستنا القبطية { في ١ يونيو - ٢٤ بشنس ١٧٤٠  ش  } لدخول المسيح له المجد الي ارض مصر ؛ وهي البلد الوحيد التي زارتها العائلة المقدسة .. باركتها وقدست اراضيها وشربت واكلت وعاشت مع اهلها الطيبين - جاء يسوع طفلا وكانت مصر هي البيئة الاولي التي استنشقها وعاينها فصارت مزارا ومنارة في الزمان والمكان ( الزمكان  ) انها مصر التي بارك شعبها وبني له في وسطها مذبحا لاتقوي عليه بوابات الححيم مجتمعة ، وصارت كنيستها غاية في العجب كنيسة الانجيل والاسرار والنساك واللاهوت والتعليم والشهادة والحياة الفاخرة علي مدي الدهر …ليتنا نُدرِك إشراقة قدومه الخلاصية إلينا لننال نجاتنا؛ وتنهدم أصنامنا وتذوب قلوبنا. فنبني أسوار أورشليم (مذبحَهُ هذا الذي صار)؛ ونعرفه معرفة الخبرة والمعايشة والتذوق والإتحاد؛ مُدرِكين ما أدرَكَنا هو لأجله. محققين مقاصد قدومه إلى أرضنا الطيبة في كنيستنا صاحبة الكنوز والثروات الروحية التي لا تُقاس. وندعوه لأنه قريب؛ وقد أتى إلينا كي نأتي إليه بلا مانع ولا عائق..بارك ارضنا وزرعنا ومياهنا ومجالنا بنعمة حضوره المجيد ،في زيارة ملوكية صنعت التاريخ وقدست الجغرافيا ،وكتبت مصر في سجل الحياة وملء بركة الانجيل الطاهر وترك بصمه خط سير رحلته في اثارنا التي تنطق بعظمتها وبراعتها القدسية ، والتي جعلت مصر قدسا ثانيا .

بارك مصر بنزوله إليها كما نزل يوسف ابن يعقوب واختزن القمح لإحياء العالم الجائع. هكذا نزل مخلصنا؛ الخبز الحي النازل من السماء ليحفظ حياته من يد الناقمين؛ حتى يضمن الحياة للعالم كله ، فصيَّر كنيسة مصر وبراريها كالجنات وكالمنارة التي تضم قطيع ملوكي من الأمناء الأتقياء الحافظين العهد والأمانة. خوارس الشهداء والمعترفين والنساك والأبرار واللاهوتيين والبسطاء والعذارى والشهود لآلامه؛ جنوده من طغمات الكنيسة المقدسة الحية؛ عبر هذا الزمان من جيل الي جيل والي دهر الدهور ،وهي تناديه متلمسه حضورة فيها امسا واليوم والي الابد .

ليتَ المسيح إلهنا صاحب العيد يمنحنا عيدية العيد؛ ويُنعم علينا بسلامه ويقبل قلوبنا وبيوتنا في مصر ليستريح فيها لا كضيف او زائر بل كمالك للكل وكمقيم كل حين ، و ان يجعل كنيسة مصر حنطة وبركة للعالم الجائع بشهدائها كل يوم وبكرازتها ولاهوتها السكندري ، وأن يُديم عمار مذابح مصر؛ علامةً وشهادةً له؛ و يَجِدَ له مسرةً في أهلها؛ كما وجد فيها ملجأً عند مجئيه يوما هاربا له المجد والسلطان الاله الوحيد الحكيم