القمص اثناسيوس فهمي جورج
فليسوفاً ومعلماً و مرشداً فى الكنيسة . ولد في نابلس ( فلسطين ). ، وهو اول لاهوتى فى الكنيسة استخدم الفلسفة كأداة للدفاع عن الحق الانجيلى بلغه عصره . ظلت حياته وسيرته نفسها هى الفلسفة الحقة ، فهو بحق معلم الاخلاق المسيحية الذى قدم محاولة جادة ورائدة في شرح الايمان (بذرة) ، حتى وان كانت محاولته غير مكتملة . يعتبره علماء الباترولوجي اهم مدافعين القرن الثاني واحد انبل شخصيات الادب المسيحي . حيث انه اول مفكر وكاتب يجتهد في مصالحة مطالب الإيمان مع الفكر ، وله انتاج غزير وحوارات وتفنيدات دفاعية ، صارت اساسا بني عليه لتمتد الي تلاميذه الذين تعلموا في مدرسته ؛ قول الحق غير هيابين الموت .
كتاباته كانت اولية لكنها لم تكن منهجية ، اتسمت بالشمولية ، في تقديمها ايضاح وابراز للايمان المسيحي كقمة تاريخ البشرية ، ذلك بالاستعلان الكامل والنهائى ، الذي تم فى تدبير شخص ربنا يسوع المسيح ، اللوغس الكلمة والطريق "ابو كل احد" و"اب الجميع" و "بكر الخليقة" ... الذى صار انساناً وظهر بملئه فى المسيح ليزهق عصيان الحية ، والذي فيه اشترك كل جنس البشر ، لذلك اعطي لكل من عاش عيشه تتفق معه ان يكون مسيحيا ، ودعي عليه اسمه القدوس .. انه المسيح كلمه الله الذي ينير العقول ويهدي الي كل الحق .. وهو المعين والمخلص وباسمه نطرد الشياطين وتخضع لنا الارواح ، مادمنا قد تكرسنا له بتجديد المعمودية وبغسل ماء الاستنارة ، وباقرار التعهد علي انفسنا كي نسلك بموجبه ، حسب قانون الاناجيل ( مذكرات الرسل ) ، وحسب وصية المواطنين اللائقين لنوال الخلاص والتقوي ، حاملين اسم المسيح بالاسم
والعمل - بالاسم والفعل.
يعتبر يوستين الشهيد ابرز مدافع عن الايمان فى القرن الثانى ، دافع ضد غير المسيحيين واعداء الكنيسة . والله نفسه اعلن له ذاته ، وفتح له ابواب النور بأستنارة الله ومسيحه ، ليكتشف الفلسفة الوحيدة الاكيدة والمفيدة التى تنبأ عنها الانبياء اصدقاء المسيح المخلص . كذلك تاثر كثيرا بثبات وشجاعة المسيحين في مواجهتهم العذابات المروعة واهوال عذابات الموت ، واحتماله الافتراءات التي يتعرضون لها .
.
ولان يوستين كان ناسكاً عظيماً يعيش القداسة العملية ارتدى رداء الفلاسفة وتكلم عن جلال المخلص ومخافته وعزائه الابدى والواهب السعادة المسيحية ، كذلك اسس مدرسة للفلسفة في روما مكث بها بعض الوقت ، وكان من ابرز تلاميذه تاتيان (tatian ) ... فضح يوستين الاراء الباطلة والحكمة المزيفة ، وناظر فى مجادلات دفاعية ، داعيا الي الحق فقال : ( لاينبغي اكرام انسان اكثر من الحق ) . فهو لا يعرف الحلول الوسط . لذلك دافع وصارع للرد علي الافتراءات التى تمس حياة وسلوك المسيحيين الابرار . الذين يطيعون السلطات المدنية ولايسعون لمقاومتها .. يعيشون حياة فاضلة مقدسة صبورة عفيفة متسامحة خدومة ويدفعون ماعليهم من التزامات . اذ ياتي سمو كل مسيحي كونه ابن للاختيار الالهي الحر ، كون سمو المسيحيين من اعمالهم ، تثبته اخلاقهم وسلوكهم ( مبتعدين عن الامور الشائنة ومفاسد الشر والدعارة والخلاعة والشذوذ والانتحار والتورط في الذنوب والسحر والاجهاض ) . قضي يوستين حياته يدافع عن المسيحية والمسيحيين قبالة المضطهدين والحكام المخدوعين والمولعين برضا الرعاع والغوغاء. ويحاور الفلاسفة ويلتمس من السلاطين ، ويشرح الايمان الحقيقي الذي في المعرفة الحقيقية للوغس الكامل المسيح المخلص الذي يستعلن لنا ويعرفنا نفسه بقدرة الاب غير الموصوفة وليس عن طريق المنطق البشري وحده ... شهد القديس يوستين للمسيح الهنا حتى قطعت رأسه سنه ١٦٥م ، ولم يناقض نفسه وساقيا لبذرة اللوغس علي الدوام ، وصارت ساعة استشهاده ساعه مجد ونصرة . تاركاً كنوزاً فى الادب المسيحى ، ذات قيمة عظيمة ، يشهد فيها بكل وسيلة ممكنه امام احداث عصره ، فى محاولة للتوفيق بين الايمان والعقل مخضعاً العقل للايمان ، إذ كان متأثراً بدرجة كبيرة بالفلسفة ومعتمد عليها . فصار هو مبتكر الشرح الفلسفى للوغس . شجاع ثابت الهدف ، صاحب منطق سليم ، محب للحقيقة والبر والحكمة ، التماساته تطالب بالعدالة والحق والمساواة والحكم بالتقوى ، مؤكدا على حياة المسيحيين الثاقبة المقدسة الرافضة للكفر والفسق والاعمال والاتهامات الباطلة ، فشهد عنه المؤرخون بانه اصدق شاهد علي احداث عصره . وهو الرائد الذى ببطولته وسيره فضائله لم يكن بعيداً فى مكانته عن الاباء الرسل .