الأقباط متحدون - العـُنـفُ سـتارُ الضَعـفِ
أخر تحديث ٠٥:٠٦ | الاربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ | ٣ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

العـُنـفُ سـتارُ الضَعـفِ

بقلم: المهندس عزمي إبراهيم
ليس أعظم وأكرم من ديموقراطية وطن يحتضن الأحزاب النزيهة، ويلتزم بتعددها، ويستثمر خيرها. فتحت ظل تعدد الأحزاب بالوطن
، يقدم كل حزب للشعب مبادءه وبرامجه للإصلاح، ومشروعاته للتقدم والتنمية والارتقاء بشفافية وصدق. ولأفراد الشعب حينئذ أن يختاروا من بين تلك الأحزاب الأصلح والأفضل لعضويتهم، ومن يرتضون به حاكمًا للوطن دون ضغط أو ترهيب.

فالاحزاب في ذاك الوطن تتحاور وتتنافس لإقرار الحق والعدالة وتقديم وتشجيع برامج الإصلاح والتنمية، وتعارض الخطأ وتحذر من الخطر وتقدم البديل. ومن طبيعة الأحزاب أن كل حزب يسعى لتوسيع أو ترسيخ قاعدته باكتساب شعبية بين المواطنين؛ ولذلك يحاول دائبًا أن يتلتزم بالصدق والصواب والجَدِّية في مبادئه وأجنداته وتصرفاته وقراراته؛ لأنه يعلم أنه تحت المراقبة الواعية من الشعب، ومن وسائل الإعلام النزيهة، وعلى درجة متساوية من ذلك، يعلم أنه تحت مراقبة الأحزاب الأخرى المنافسة له.

وفي تنافس الأحزاب لابد من حدوث تناحر واحتكاكات. وإذا حكم حزبٌ منها، فهناك باقي الأحزاب تراقب وتعارض والشعب يرقب ويقرر ويحفظ التوازن. ولكن في الدول الحرة لا يصل ذلك التناحر، وتلك الاحتكتكات إلى الفوضى والعنف وتدمير المنشآت وسفك الدماء وفقد الأرواح.

العنف أمر مُقيت مُدمِّـر. والعنف ليس دليل القوة كما يعتقد الأغبياء والبلطجية والفوضويون والقراصنة. وكذلك علو الصوت ليس دليل امتلاك الحق أو الحقيقة. الأمر عكس ذلك تمامًا، فالعنفُ دليلُ ضعفٍ، والصوت العالي دليلُ صلفٍ وخواءٍ.

من ذلك.. لو كان حزب أوفصيل يتنافس لحكم الوطن يجند جيشًا من أعضائه، خاصًا به، داخل الوطن، مسلحًا بالأسلحة النارية الثقيلة، والأتوماتيكية والأسلحة البيضاء، تخزينها وتوفيرها وتدريب أعضائه على استعمالها والسماح لهم بحملها في شوارع وميادين الوطن يطيح بالمواطنين الأحرار الأبرياء لا لغرض إلا اغتصاب الوطن رغم أنف مواطنيه، والاستحواز على الحكم قصرًا دون أحقية، حزبٌ كهذا يجعل منه عصابة بلطجية، ومن أفعاله قرصنة صريحة لخطف ما لا حق له فيه، ما ليس هو مؤهل أو كفء له.

جماعة الإخوان المسلمين كحزب متوارٍ زورًا خلف ستارة الدين، ومثلها الجماعات السلفية والمتأسلمة، كفصائل أو أحزاب تتسابق مع أحزاب الوطن للرئاسة والحكم والسعي للسطة مستعملة وسيلة العنف والترهيب والتهديد والتدمير والتخويف والسباب والتكفير دليلٌ صارخ على ضعفها. وأقصد ضعف منطقها، وضعف مبادئها القومية، وضعف مقوماتها الوطنية الشعبية، وضعف في شرعيتها، فالعنف، ربما يكسب معركة، ولكنه لا يكسب الحرب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع