ايزيس حبيب. 
نحن كبشر نحاول دائما أن نخفف مسئوليتنا التي تفرضها علينا طبيعة الحياة، لا نريد إضافة مسئوليات أخري عليها.
 
من المسئوليات التي تفرضها علينا الحياة المواجدة لمن حولنا والمقربين إلينا و الاهتمام بإحتياجاتهم النفسية والإحساس بمشاعرهم ومشاركتهم أياها.
هذا التواجد الحقيقي لهم هو مسئولية و عبأ علينا قد نريد أن نتحملها أو لا نريد أن نتحملها و نهرب منها،  بما تحمله من مجهود ذهني وعقلي ونفسي وروحي فهو إستنزاف من طاقتنا.
 
 و بقدر مدي إهتمامنا و وجودنا الحقيقي مع هذا الأخر بقدر أن نصبح حقيقيين ومشاعرنا متعمقة مع، هذا الأخر بقدر الألم الذي نعانيه معه.
أصبحنا نشفق علي أنفسنا من هذا الألم، و أن نتواجد فعلياً و نرتبط بالمشاعر مع الأخرين و نتحمل معاناة القرب الذي قد يؤدي إلي معاناة أكثر عند الفقد سواء بالحياة أو الموت.
 
الارتباط بالآخرين والتعلق بالمشاعر يصاحبه ألم خاصة إذا كان حب حقيقي من اعماق القلب وفيه نتفاعل مع الأخرين، فيما يصاحبه من خوف من الفراق والموت، فنجنب أنفسنا هذا الألم ومسئولية التواجد والمواجدة الارتباط العاطفي والمشاعر فيصبح وجودنا بلا ارتباط بلا إندماج بلا تواجد حقيقي، فنحن موجودين في حياة بعض نفعل ماهو واجب ومفروض علينا من مسئوليات اتجاه بعض. كل ما يلزمنا تمضية وقت سعيد لا أحد يلتزم بالأخر ويحمل عنه مشاعره المؤلمة في بعض مواقف حياته.
 
تواجدنا مع الشريك الأخر أصبح بلا مشاعر فهو ليس تواجد حقيقي، أصبحنا نقوم بما هو واجب و مفروض علينا، نحن نقوم بمسؤولياتنا  المادية من مأكل وملبس وإحتياجات مادية و عندما نستمع إليهم نستمع بلا مواجدة والإحساس بمشاعره الداخلية ومعاناته أو أحلامه أو أمنياته.
 
 نتواجد مع أطفالنا بإجسامنا ونتشارك معهم لعبهم ومأكلهم و دراستهم، ولكن عندما نستمع الي مشاكلهم ننظر إليها كمشكلة نريد حلها عمليا فلا نشعر بألامهم النفسية ومعاناتهم مع المشكلة ومشاعرهم اتجاهها، فلا مواجدة حقيقية بمشاعرهم ويغيب عنصر الإحساس والشعور بهم  والتألم معهم، فهذه المواجدة تستهلك طاقتنا وتحملنا عباءاً نفسياً ومسئولية نفسية، نشفق علي أنفسنا منها.
 
اللا مسئولية في المشاعر واللامواجدة هي راحة نفسية، نلجأ إليها في حياتنا حتي لا نحمل أنفسنا اعباءها، وبالتالي اصبحنا نتعامل كروبوت وليس كبشر وأنسان يشعر بأخيه الإنسان .