Oliver كتبها
الفردوس الأول كان فيه الروحيات و أيضا الماديات.أعظم ما فيه كان شجرة الحياة.كان الله يفتقد آدم و حواء بإستمرار حتى تعود أبوانا على صوت الله و رؤية الله.أيضاً كان آدم يرى الملائكة بإستمرار .ثم سقط الإنسان فصارت الرؤى عزيزة و شيئا فشيئا إزدادت كثافة الحجاب بيننا و بين الله و سماءه.
 
رأى أب الآباء إبراهيم الله و كلمه كثيراً.لكنه لم يتحدث عما رآه و سمعه بإستثناء البركة و النبوة الخاصة بتغرب شعب إسرائيل.و لولا إمتحان ذبح  إسحق ما كنا سنعرف الذبيحة البديلة التى أنقذت إسحق من الموت.و بقيت تفاصيل الحديث بين الله و إبراهيم سراً فى أغلبها.
 
رأى يعقوب السلم السمائى.و لم يصف شيئا منه بل ذكر بإختصار أن الملائكة كانت تصعد عليه و تهبط منه.و لم يصف لنا السلم و الملائكة التى رآها و لماذا كانت تهبط و بماذا تصعد.و بقي الحلم سراً.
 
لم يقم بين الأنبياء من رأى الله وجها لوجه و تكلم معه مثل موسى النبي.لكن رغم هذه الغزارة في الرؤى لم يصف لنا موسى النبي و لا واحدة منها.خر33.تث34: 10.كانت عبارة غريبة قالها الرب لموسى الذى طلب أن ير الله.قال له: إني اضعك في نقرة من الصخرة و استرك بيدي حتى اجتاز ثم ارفع يدي فتنظر ورائي و اما وجهي فلا يرى خر33: 23 فيكون موسى قد رأى (ذيل المجد لا وجه المجد الإلهى) إن الله يستر على عين البشر من عظمة المجد الإلهى غير الموصوف.
 
دانيال النبي بات مع ملاك الله ليلة كاملة  فى جب الأسود.الملاك  يسد أفواه الأسود. النبى لم يصف لنا شيئا مما دار طوال الليل مع الملاك.لكننا نلاحظ  من سفر دانيال أنه يخاطب الله كثيرا بعبارة (إله السماء) لأن السماء إستولت على فكر دانيال النبي .كذلك كان حلم دانيال بالحيوانات الأربعة و لم يقدم لنا أية تفاصيل سوى ما يخص هدف الحلم كنبوة لتبدل الممالك التى تمهد لإبن الإنسان. دا7. 
 
ثم رأى دانيال مرة أخرى شبه الإنسان فى السماء و لم يستطع أن يصف لنا سوى هذا الشبه.دا 8: 15,
 
رأى دانيال جبرائيل الملاك مرتين و لم يستطع وصفه.ثم رأى إبن الله (الرجل اللابس الكتان) و لكثرة خوفه لم يكن وصفه للابس الكتان سوى اقل القليل الذى  يشبه وصف تجلى المسيح على جبل طابور.
 
كانت لإشعياء النبي رؤى كثيرة .لكنه لم يصف لنا السماء و لا مجد الله فيها.لأن الوصف الدقيق لهذا غير متاح للأرضيين.إننا فقط نسمع هنا عن أذيال الرب أي طرف المجد الذى يسمح له أن يستعلن للأرضيين.ما زلنا نرى هوامش المجد..كما فعل مع موسى النبي حين طلب أن ير الرب.إش6: 1.
 
سفر الرؤيا بأكمله لا يقدم للبشر سوى تشبيهات و رموز ليوصل رسالة الخلاص كذلك الدينونة .لولا أننا نقرأ الإنجيل ما كنا نفهم شيئا من تلك الرؤى.فشخص الرب يسوع المسيح هو الذى يمكنه أن يجعل للرؤى معنى و للسماء مجد مفهوم رغم أنه مستتر.
 
الكتاب المقدس هو صفحة السماء المفتوحة لمن يشتاق للأمجاد.الإنجيل هو النور الذى يكشف لنا حلاوة السماء البعيدة .الذى بلا إنجيل  هو بلا سماء.الإنجيل المغلق سماء محتجبة و من لا تنفتح له اعماق الكلمة الالهية لا يمكن ان يدعى معرفة الامجاد السمائية.فلا نتوهم لها أوصافاً من أفواه الناس بل نتعلم السماء من فم الله فى الإنجيل الحى. السماء و الأبدية  فى المسيح يسوع  وحده الذى نزل و صعد إلى السماء..بعيدا عن القصص و الأحلام الشخصية و الرؤي الخاصة التي لا تصلح للتعليم عن السماء .
 
 كل ما يقال من رؤي رآها أشخاص مهما بلغت ثقتنا فى قداستهم تبقي رؤى خاصة بهم.لا نأخذ منها مصدرا لمعرفة ما فى السماء.إنها لغة خاصة بهم ضبطها الله على قوة السمع و قدر الإيمان الذى فيهم لكنها ليست تعليم عام نتداوله أو نأخذه مرجعا لنا فى وصف السمائيات.السماء تبقي غير موصوفة.
سماء الله تحت سلطان الله و لن تصبح موصوفة حتى من الذين صعدوا إليها أو حلموا بها. أن بولس الرسول  صعد للسماء وعجز عن وصفها .يوحنا الرائى فى الرؤيا العظيمة  اكتفى بالرموز.
 
ستبق السماء شهوة أولاد الله.و يبقي مجد الله إيماناً نعيشه حتى نعاينه فى الأبدية.وقتها سنعيش فى سبي العقل فى السمائيات و ننسى ما هو أسفل,