Oliver كتبها
- كنيسة المسيح كما هي الموضع المقدس و أورشليم الأرضية و المسكن الإلهي علي الأرض و بيت الملائكة و القديسين فهي كذلك الأرض التي عليها تقع الحروب الروحية و الكيان الذى يستهدفه إبليس منذ تاسيسه.لكن للرب حرب ينتصر فيها لكنيسته المقدسة من دور فدور.

- كانت الدماء تلون أرض مصر و طميها باللون الأحمر.كانت طفولة اثناسيوس هي الفترة التي شهدت أكبر موجة إضطهاد عنيف في تاريخ الكنيسة علي يد دقلديانوس الذى حكم من 284م حتي 305م ولد القديس عام 293م عاش الطفل أثناسيوس يري الدماء في الطرقات و يتعثر في جماجم الشهداء في الإسكندرية.قضى أثناء فترة حكم ديكليديانوس ثلاثة عشر عاماً و الحديث اليومي خلالها عن الشهداء و تمسكهم بالإيمان فماذا تتوقعون حين تنمو بذار الإيمان .طفل كانت لعبته تقليد المعمودية في زمن الموت فكان مع رفاقه الأطفال يعلنون مسيحيتهم شاهدين بطفولتهم لمسيحهم غير مبالين بسيف دقلديانوس و جنوده.

-مات سيف دقلديانوس و إستراحت الأرض من شره.سكتت الحرب الخارجية و بدأت الحرب من الداخل.فإبليس لا يهدأ.و الكنيسة في صراعها ضده متمسكة بالمسيح لا تهدأ أيضاً.إذا كانت الحرب بالسيف فالكنيسة  تقدم شهداءها  و معترفيها باقة للبستاني الأعظم و إذا كانت الحرب من الداخل قدمت الكنيسة أبطالاً من المعلمين و سكبت نفسها لتقدم الإيمان خالياً من كل إنحراف .أعلن إبليس عن آريوس أداة جديدة للشر و المؤامرة علي مسيح العالم فأعلن المسيح عن أثناسيوس و أبطالاً آخرين إجتمعوا في نيقية أداة جديدة للتعليم و الحفاظ علي الإيمان المسلم مرة للقديسين.و سيرة القديس أثناسيوس ليست موضوع مقال بل مجلدات و رسائل علمية لا حصر لها.لكن التأمل هنا هو في أدوات المؤامرات و الحرب من داخل الكنيسة.كان آريوس رجل في السبعينات من عمره  قاد موكب الهراطقة و أثناسيوس الشاب في الثلاثينات  قاد الإيمان المستقيم و حطم موكب الخبثاء.

-نبه روح الرب الملك قسطنطين إلى ضرورة مناقشة أفكار آريوس فكان إستخدام الرب له كرجل سياسة دافعاً لإبليس ليستخدم رجال سياسة لتأييد هرطقته و حمايتها و إضطهاد أصحاب الإيمان المستقيم.فإستخدم آريوس كوستانسيا أخت الملك قسطنطين لدعم هرطقته و إفساد البيت الملكي بالأريوسية و ما يمكن أن يترتب علي ذلك من إتلاف للكنيسة.فتأثر قسطنطين بهذا و دعا إلي عقد مجمع في صور لمحاكمة أثناسيوس بتهم سياسية ثم توالت الأحداث و حكم قسطنطين بنفي القديس إلي تريف بفرنسا.و تكرر النفي و تكررت الإعادة مرات متتالية حسب إيمان الملوك المتحول.هكذا صارت السياسة أداة للمؤامرات علي الكنيسة.

- إنشق ميليتس أسقف أسيوط و هو أسقف شيخ من أيام البابا بطرس خاتم الشهداء رسم أساقفة و كهنة لحسابه مستغلاً إنشغال الكنيسة بالإضطهاد ثم بهرطقة آريوس و حرم الذين تابوا بعد خضوعهم لإرهاب دقلديانوس و منعهم من دخول الكنيسة مع أنه واحد من الذين بخروا للأوثان بشهادة أثناسيوس نفسه..دائماً يوجد في المؤامرات إنتهازيين منافقين.يستغلون الظروف لتحقيق مصالح لذواتهم المريضة.فلا يوجد في الأسقفية حق رسامة أساقفة من غير موافقة المجمع كله أو البابا و ثلاثة اساقفة علي الأقل.كان يبدو ميلاتيوس كأنه من حماة الإيمان بينما هو في الحقيقة متجاوز و ضد الكنيسة.دائماً يوجد أصحاب رتب مدنية أو كهنوتية يستغلون الباحثين عن دور أو مكسب.دائماً ما يكون الإيمان عنواناً مزيفاً يستخدمه الفاسدون لتحقيق مطامعهم.

-كان مجمع نيقية أداة لحفظ الإيمان  و وضع قانون الإيمان النيقاوي فإستخدم إبليس المجامع أداة لتفتيت الإيمان .فجمع الهراطقة اساقفة إعتنقوا الأريوسية فعقدوا مجمعاً في أنطاكية و أصدروا دستور لإيمانهم المخالف حوالي سنة 343م.في المؤامرات يتجرأ الكذبة علي إصدار قوانين و يسمونها بأسماء تخدع البسطاء.فتأثرت الكنيسة بهذا الإتلاف

- أثناء حياة القديس أثناسيوس ظهرت شخصيات إنتهازية.إدعي بعضهم أنه البطريرك مسنوداً من الدولة أو من قوي غامضة في عالم السياسة.ظهر المدعو جورج و المدعو إغريغوريوس المغتصب و قتلوا لأسباب سياسية أيضاً و عاد أثناسيوس من منفاه.فلا تتعجب في الحرب الداخلية أن تجد أسقفاً منشقاً أو شخصاً يدعي البطريركية فهذه أدوات قديمة في المؤامرات.

- كان النفي وسيلة مناسبة لأثناسيوس الرسولي لكتابة سيرة القديس أنباا أنطونيوس في فرنسا فتأثر الغرب بالرهبنة القبطية و كان كتابه وسيلة للتلمذة الروحية علي الرهبنة المصرية.صارت الرهبنة أداة جديدة في الكنيسة لنمو الإيمان.فأخذ إبليس يستخدم حيله ليجعل بعض الرهبان شوكة في ظهر الكنيسة.حدث هذا كثيراً في الحرب الداخلية ضد الكنيسة.لكن الكنيسة باقية و الرهبنة الصحيحة باقية أيضاً.و إنحراف البعض أو إنشقاقه الباطني ضد الكنيسة لن يفلح كما لم يفلح عبر التاريخ الطويل.

- كان الشعب المسيحي المصري هو البطل الحقيقي في الإيمان.كشف هرطقة آريوس و قاومها و عضد الإيمان النيقاوي و دفع الثمن في التمسك به.حتي أنه إفتدي أثناسيوس نفسه و ضحي لبقاء الكرسي الإسكندري بعيداً عن المغتصبين.ثم قام الشعب بإتصالات بين الفريق المحايد (لا هو أريوسي و لا هو أرثوذكسي) و تم ربح هذا الفريق ليعود للإيمان الأول ما قبل الأريوسية.كان الشعب كارزاً في الشوارع و الأزقة.يواجه الأريوسية عند محال البقالة و حقول الفلاحين.كان الطفل كالشاب كالشيخ إنجيلاً متنقلاً يعرف الإيمان الصحيح و يعرف أن يرد علي الهراطقة.في المؤامرات يشدد الرب كنيسته بالبسطاء الذين فيها.يسندهم بالحكمة و يربحهم بالإنجيل و يعمل فيهم بالروح القدس من غير عائق.الشعب القبطي هو بطل الأرثوذكسية  هو فوق المؤامرات عبر التاريخ.