د. أمير فهمي زخارى المنيا
الشوكة العظمية في كعب القدم تجعل المريض يعاني من آلام شديدة تزداد حدتها بمرور الوقت، ربما يعتقد أن هذا الألم ناتج عن وجود «شوكة» أو جسم غريب في الكعب، لكنه في الواقع حالة مرضية تحتاج للعلاج لتجنب حدوث المضاعفات قدر الإمكان.
فما أسباب الشوكة العظمية في كعب القدم؟ وما المضاعفات التي يمكن أن تسببها؟ وكيف يتم التعامل معها طبيا؟
السبب الرئيسي:
الشوكة العظمية سببها الرئيسي حدوث التهاب في الغشاء المبطن للقدم الذي يمتد من كعب القدم للأصابع، أن الالتهاب يحدث في منطقة التقاء الغشاء بعظم القدم نتيجة لترسب الكالسيوم فيها، ما يؤدي لتكون الشوكة العظمية.
وعن سبب حدوث الالتهاب من الأساس، أنه يرجع في بعض الأحيان إلى الوقوف لفترات طويلة بسبب طبيعة العمل كربة المنزل التي تحتاج للوقوف لساعات طويلة لأداء الأعمال المنزلية مثلا.
وتزداد احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية عند من يعانوا من زيادة الوزن خاصة. إن الالتهاب يمكن أن يكون ناتج عن المشي لفترة طويلة دون ارتداء حذاء، أو ارتداء أحذية غير مريحة كالكعب العالي أو أن يكون كعب الحذاء صلب ليس لين.
أعراض مصاحبة
إن الالتهاب يزداد لدرجة كبيرة إذا كان المريض يعاني من النقرس في الوقت نفسه.. لكن حتى في حالة الإصابة بالشوكة العظمية فقط يعاني المريض من وجود ألم في باطن الكعب، حيث يشعر كأن مسمار في كعب القدم، وتزداد حدة الألم عند الاستيقاظ من النوم ثم يهدأ الألم في منتصف اليوم ثم تزداد حدته مرة أخرى ليلا.
يفسر سبب ذلك، أن المواد الالتهابية تتراكم في كعب القدم أثناء النوم بالتالي تزيد حدة الألم عند الاستيقاظ لكن الحركة تساعد على سحب هذه المواد الالتهابية مع الدورة الدموية ما يقلل من حدة الألم لكنها تتراكم مرة أخرى ليلا ما يزيد من حدة الألم مرة أخرى، مشيرا إلى أن الشوكة العظمية لا تظهر إلا عن طريق الأشعة.
هل تحدث مضاعفات؟
الشوكة العظمية يمكن أن تسبب مضاعفات إذا زاد الالتهاب لدرجة تؤدي إلى قطع الغشاء المبطن للقدم، مما يتسبب في تسطح القدم «فلات فوت»، إلى جانب أن المريض يعاني من ألم مستمر في هذه الحالة، أن هذه المضاعفات تعتبر نادرة الحدوث.
حلول طبية
الشوكة العظمية لها أكثر من وسيلة علاجية، لكن العلاج يتم بشكل تدريجي فإذا استجاب المريض من المرحلة الأولى لا تكون هناك حاجة للمراحل التالية:
1- أن المرحلة الأولى من العلاج تتمثل في تناول أدوية مضادة للالتهاب سواء عن طريق الفم أو موضعية، عمل تمرينات إطالة للغشاء المبطن للقدم والوتر الأخيلي، ارتداء أحذية طبية أو لينة.
2- لكن إذا لم يستجب المريض للوسائل العلاجية السابقة، يتم اللجوء للمرحلة الثانية هى العلاج الطبيعي الذي يعتمد على إجراء تمرينات وجلسات موجات فوق صوتية أو ليزر.
3- أن المرحلة الثالثة للعلاج تتمثل في الحقن الموضعي للكورتيزون، لكن يعيبه أن نتائجه غير مضمونة أي يمكن أن يتحسن الألم وفي حالات أخرى لا يتحسن بل ربما تزداد حدته بعد الحقن، بل يمكن أن يسبب قطع في الغشاء المبطن للقدم.
وفي حالة اللجوء للكورتيزون يحذر استشاري جراحة العظام من حقنه أكثر من مرة، خاصة أن هناك بعض الأطباء يلجئوا إلى حقنه 5 مرات أو أكثر، مشيرا إلى أن ذلك يزيد من احتمالية حدوث قطع في الغشاء في كل مرة.
4- أن الحل الأخير الذي يمكن اللجوء إليه لعلاج الشوكة العظمية هو الجراحة، سواء مفتوحة أو عن طريق المنظار، لتنظيف مكان الالتهاب وربما يلجأ الجراح إلى عمل قطع جزئي في الغشاء المبطن للقدم حتى يقل الألم ويحمي المريض من احتمالية حدوث قطع كامل فيه، مشيرا إلى أن نسبة التحسن بعد التدخل الجراحي حوالي 75%، إلا أنها تعتبر نسبة قليلة، لأن أي عملية جراحية المفترض أن تتراوح نسب نجاحها من 90 إلى 95%.
نصائح مهمة:
أن حالة المريض هى التي تحدد ما إذا كان هناك حاجة لأخذ خطوات علاجية تصاعدية أم لا، فمثلا إذا عانى من شدة الألم لدرجة تسببت في اعاقة نشاطه اليومي ففي هذه الحالة يمكن اللجوء للتدخل الجراحي خاصة بعد فشل الوسائل العلاجية الأخرى.
اليكم من النصائح لمن يعاني من الشوكة العظمية هي:
- الالتزام بتمرينات الإطالة للقدم كما هو مبين في الرسم.
- ارتداء أحذية لينة ومناسبة في المقاس ووضع الدعامات في الحذاء كما هو موضح بالرسم، تساعد على إراحة القدم وتمنع زيادة الألم.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة قدر الإمكان.
- محاولة إنقاص الوزن الزائد.
- أخذ مضادات الالتهاب عند اللزوم فقط.
- عدم المشي دون ارتداء حذاء.
ملحوظه لابد منها:
المسئول الأول عن الألم في هذه الحالة هو التهاب الرباط الأخمصي وليس الشوكة العظمية.
فقد كان الأطباء في العقود الماضية يقومون بإجراء جراحة للمريض بغرض استئصال النتوء العظمي (وهو ما يُعرف بشوكة القدم العظمية أو مسمار الكعب) الناتج عن ترسب الكالسيوم في المنطقة الواقعة بين عظمة الكعب والرباط الأخمصي ظنًا منهم أنه سبب الألم الذي يشعر به المريض وهذا يُعَد علاجًا للنتيجة وليس للسبب.
أتمنى لكم الصحة والعافية
د. أمير فهمي زخارى المنيا