محرر الاقباط متحدون
ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمناسبة عيد العنصرة، وألقى عظة سلط الضوء فيها على ميزتين للروح القدس هما القوة واللطف.
استهل قداسة البابا فرنسيس عظته قائلاً إن حدث العنصرة (راجع أعمال الرسل ٢، ١ – ١١) يبّين لنا مجالين لعمل الروح القدس في الكنيسة: فينا وفي الرسالة، مع ميزتين هما القوة واللطف. وأضاف أن عمل الروح القدس فينا قوي كما ترمز إليه علامتا الريح والنار اللتان ترتبطان غالبًا في الكتاب المقدس بقوة الله (راجع خروج ١٩، ١٦-١٩). وبدون هذه القوة لن نتمكّن أبدا من التغلّب على الشر وعلى شهوات الجسد التي يتحدث عنها القديس بولس (غلاطية ٥، ١٩–٢١). وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن عمل الروح القدس فينا هو أيضا لطيف، فالريح والنار لا تدمّران ولا تحرقان ما تلمسان: تملأ الريح البيت حيث كان التلاميذ موجودين وتنزل النار بلطف، على شكل ألسنة، على رؤوسهم. وهذا اللطف هو أيضًا ميزة من ميزات عمل الله والتي نجدها مرات عديدة في الكتاب المقدس.
كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن الروح القدس الذي نزل على التلاميذ عمل مبدّلاً قلوبهم ومانحًا "الجرأة التي تدفعهم إلى نقل خبرتهم مع يسوع إلى الآخرين والرجاء الذي يُحرّكهم"، وذكّر أيضا بما جرى مع بطرس ويوحنا أمام المجمع، عندما حاولوا اجبارهما على "ألّا يَذكُرا اسمَ يَسوعَ أَو يُعَلِّما بِه" (أعمال الرسل ٤، ١٨) فأجابا: "أَمَّا نَحنُ فلا نَستَطيعُ السُّكوتَ عن ذِكْرِ ما رَأَينا وما سَمِعْنا" (أعمال الرسل ٤، ٢٠).
وأضاف الأب الأقدس أن ذلك هو مهم أيضا بالنسبة لنا نحن الذين نلنا عطية الروح القدس في المعمودية والتثبيت. وأشار إلى أنه من "علية" هذه البازيليك، كما الرسل، نُرسل لإعلان الإنجيل للجميع. وبفضل الروح القدس، يمكننا القيام بذلك بالقوة نفسها واللطف نفسه. وبهذه القوة نفسها، لا بالغطرسة، إنما بالطاقة التي تأتي من الأمانة للحقيقة التي يعلّمها الروح القدس لقلوبنا ويجعلها تنمو فينا. وهكذا، نواصل الحديثَ عن السلام إلى الذين يريدون الحرب، وعن المغفرة إلى الذين يزرعون الانتقام، وعن الاستقبال والتضامن إلى الذين يغلقون الأبواب ويقيمون الحواجز، وعن الحياة إلى الذين يختارون الموت، وعن الاحترام إلى الذين يحبّون أن يُذلّوا ويُهينوا، وعن الأمانة إلى الذين يرفضون أي رابط، خالطين بين الحرية والفردية السطحية.
وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه الذي نعمل فيه بهذه القوة، يريد إعلانُنا أن يكون لطيفًا، حتى نستقبل الجميع. وختم الأب الأقدس عظته قائلا أيها الإخوة والأخوات، نحن جميًعا بحاجة ماسة إلى الرجاء، إلى أن نرفع عيوننا نحو آفاق السلام والأخوّة والعدل والتضامن. هذا هو طريق الحياة الوحيد، ولا يوجد طريق آخر. بالطبع يبدو هذا الطريق غير سهل غالبًا، وفي بعض الأحيان متعرّجًا وشاقًّا. ولكننا نعلم أننا لسنا وحدنا، وأنه بمساعدة الروح القدس وعطاياه، يمكننا معا أن نسير على هذا الطريق ونجعله صالحًا للسير للآخرين أيضًا. ودعا البابا فرنسيس إلى أن نجدد إيماننا بحضور المعزّي بجانبنا ونواصل الصلاة:
هلمَّ أيها الروح الخالِق، أنر عقولنا، املأ قلوبنا بنعمتك، أرشد خطواتنا، وامنح عالمَنا سلامك. آمين.