Oliver كتبها
- شجرة الحياة تربعت وسط جنة آدم.كأنما هي ملكة الأشجار.سبع مرات فى الكتاب المقدس نتعلم شجرة الحياة. لأن كمال التعليم من شجرة الحياة.في جنة عدن كانت في الوسط و في السماء هى في الوسط كذلك .هى باقية فى موطنها لم تزل.لم يكتسحها الطوفان كما فعل في كل أشجار الأرض.هي لم تكن شجرة في الجنة بل كانت شجرة الحياة أصل الجنة.كانت كل الأشجار تعيش منها.ليست كبقية الأشجار لأنها شجرة ذات قوة إلهية. الأكل مرة واحدة من هذه الشجرة يضمن حياة أبدية.أما بقية الأشجار فكان الأكل منها وجبة يجوع بعدها الإنسان.
- كان الإنسان الأول آدم مخلوقاً ليعيش للأبد لهذا وضعت قدامه شجرة الحياة.لم تغب عنه كي لا يغب عن الأبدية.ما كان ينقصه سوي أن يأكل منها مرة واحدة. ما سمعنا عن وصية لآدم بشأن هذه الشجرة المحيية.لم توجد شروط نعرفها ليأكل منها و لا نهي عن الأكل منها بل كل ما عرفه آدم أن من يأكل هذه الشجرة لا يموت.و من يأكل من الشجرة الأخري يموت. الحياة في شجرة و الموت في الأخري فإختار آدم الموت.و السؤال لماذا لم يأكل منها يحتمل كثير من الآراء.فربما كان هناك وقت محدد ليأكل منها لكنه لم يأت حتي سقط آدم.أو أن آدم كان يحتاج إلى تأهيل ما بالتدريج كي يعرف فعل ثمرة شجرة الحياة.أو لشيء سنعرفه فيما بعد.إذن كانت شجرة الحياة بالتأكيد مميزة عن شجرة الموت.كانت تؤكل كما تؤكل الثمار.و كما لم يصف الكتاب شجرة معرفة الخير و الشر بل تأثير الأكل منها كذلك لم يصف شجرة الحياة بل تاثير الأكل منها.إذن هي شجرة طبيعية الشكل إلهية التأثير أبدية المفعول
- كانت الشجرة ذات ثمرة تقطف باليد.سهلة المنال قريبة لآدم و حواء.فبعد السقوط وضع الله كاروبيم ليمنع آدم من الإقتراب منها لئلا يأكل منها و هو بخطيته فيعيش إلي الأبد في خطيته.فمن أجل خلاصنا حرمنا من أكل شجرة الحياة حتي خلصنا ثم صار لنا الآن أن نأكل المسيح حياتنا و في الأبدية من يغلب سيأكل من شجرة حياتنا الأبدية في وسط فردوس الله رؤ22: 14.فلا فرصة إذن لإعتبار الشجرة رمزاً لأن الكاروبيم لا يمنع الرموز بل يمنع آدم من الأكل المادي الحقيقي. الرمز فكرة عقلية و ليست أمراً مادياً و بالتالي لا يحتاج حراسة ليمنع الناس من الوصول للرمز.بهذا فالشجرة حقيقة لا رمز.و فيما هي حقيقة من غير شك هي أيضاً ترمزللمسيح الذى قال بوضوح عن نفسه له المجد أنه ( الكرمة الحقيقية) و أنه (المن السماوي) و أنه (خبز الحياة) و هذه كلها أمر واحد هو المسيح شبعنا الأبدى.
-وجود الكاروبيم حول شجرة الحياة يؤكد أن هذه الشجرة يحل فيها المسيح و هي عرشه في الفردوس الأرضي .لأننا كلما نقرأ عن الكروبيم نجده في كل مرة مرتبط بعرش الله.وظيفته أن يسبح حول العرش.لذلك يوصف الله أنه الجالس على الكروبيم 2صم6: 2- 2مل 19: 15- 1 أخ 13: 6 – مز99: 1- و ظهر المسيح وسط الكروب شبه يد إنسان حز10: 8 – حز11: 22.هذا يؤكد أن شجرة الحياة كانت مشهداً ملموساً محسوساً لإبن الله.يستمتع به أبوانا قبل السقوط.إلى هناك كان آدم يقف و يخاطب الله و منها كذلك يسمع الله و يراه أيضاً.لهذا كانت الشجرة للحياة.فهي كنيسة الفردوس و هيكله .كانت قريبة من شجرة الموت لكي يجد عونه سريعاً لينجه من مخاطر شجرة الموت أو معرفة الخير و الشر.فليت آدم كان يسرع إليها هرباً من حديث الحية و مكرها.
-في سفر الرؤيا كل ما هو مفرح لأولاد الله.إذ سيعطهم سلطانا علي شجرة الحياة رؤ22: 14 و السلطان هنا ليس علي المسيح إذ هو صاحب كل سلطان إنما يعني أن أولاد الله مصرح لهم بأن يأكلوا من شجرة الحياة بكل حرية.لا توجد قيود أو موانع.لا كاروبيم بسيف متقلب و لا خوف من خطية.السلطان هنا هو سلطان الأكل من شجرة الحياة و ليس التسلط علي المسيح حاشا.و حيث أن ملكوت الله ليس أكل و شرب فيكون الأكل في الملكوت هو حالة من الإتحاد بالمسيح كما يفعل الأكل في الجسد .هنا يمكن أن نقول أن هذا الكلام رمزي لأننا نتكلم عن سماء و أبدية و عالم روحي ليس كما كانت الشجرة قديماً في جنة قدام آدم المادي و ليس الروحي و كان آدم يأكل الثمار بالجسد و ليس روحياً.فالشجرة في فردوس الأرض حقيقة و في الملكوت أمر آخر غير شجر الأرض.الرب يعلمنا متي نفهم ما يقول أنه رمز و ما يرويه عن حدث آخر كحقيقة مادية حدثت في الواقع الملموس.
- كان مشهد شجرة الحياة في الجنة الأرضية يمهد لآدم و بنيه المشهد الأسمي السماوي لنفس الشجرة في الملكوت.كانت إعدادا للنفس البشرية لتصبح نفس ملكوتية,فالشجرة في نفس موقعها في الوسط .و أنهار سمائية حولها كما كانت في الجنة بجوار الأنهار..و كما في الأرض كانت ثمرتها تحيي إلي الأبد هكذا تبقي في السماء لحياة أبدية. و كما كانت فريدة في الجنة ليس مثلها هكذا لا توجد أية اشجار أخري في الملكوت .هي فريدة هناك لأنها كعرش الله ليس مثله. لذلك لا ترسل بذرها مع الريح لتتكرر في أرض أخري.ورقها له نفس مفعول ثمرها.كلاهما شفاء من الخطية.أخذت الأمم ورقها فلما دنت أكثر للمسيح أكلت من الإثني عشر ثمرة و شبعت و إستحقت أبدية ما كانت مستحقة لها بغير المسيح فمدت يدها بالنعمة و قطفت و أكلت و إستمتعت بحياة أبديةرؤ22: 2.
- أين راحت شجرة الحياة؟ هي شجرة حياة فكيف ستموت؟ هي تعطي الحياة فكيف تتلاشي؟ هي تمنح الأبدية فهل تقصفها الطوفان و أعاصيره؟ بل هي في الوسط كمحور إرتكاز و حجر زاوية لا يزول.هي في الأرض أرضية و في السماء سماوية و مفعولها واحد بشقيه المادي و الروحي كأنها مثال لناسوت الإبن و لاهوته و إتحادهما واحد و عملهما واحد و بشخص المسيح المتجسد شحرة الحياة الوحيدة الجنس صارت منها و منه نفس الحياة لنفس الأبدية.المسيح مسئول عن عرشه و هيكله.فلو كانت الشجرة التي في السماء هي نفسها التي كانت في الأرض لن نرتبك.فالمسيح الذى في يمين العظيمة هو بذاته الذى في مزود البقر.إذا كان الإنسان إيليا النبي صعد في مركبة نارية وهو يعيش مع الملائكة في السماء بعدما كان يقتات من غراب في الأرض فكيف نستبعد أن تكون نفس الشجرة التي كانت في الفردوس الأرضى صارت في الملكوت السماوي.و إن كانت غيرها فالله يحفظ خاصته كما حفظ نوح البار و بنيه من الطوفان فكيف سينسي أن يحفظ شجرة الحياة و إسمها حياة و ليس موت. - يا شجرة الحياة مسيحنا القدوس
.عند شجرة الموت تركناك فأتيت أنت إلي شجرة الموت و صلبت عليها و لم تتركنا.جعلت بالصليب حياة فما عدنا نتحسر علي جنة أرضية بل نشتاق لنخلع خيمتنا و نلبس السمائية.يا كرمة الأبدية الشهى عصير كرمتك دمك غافر الخطايا فإذا ما تقدمنا لنستقيك يا ينبوع الحياة إمح كل خطية و إغرس فينا من بٍرٍك الأقدس
.يا شجرة الحياة في عهد الحياة أرسل كاروبيمك ليقدمنا إلي شجرة الحياة فنأكل منها بنهم الجائعين إليك.يا طعامنا الأبدي إعطنا ما طلبت من الآب عنا أن نتحد بالثالوث الأقدس إتحاداً لا ننفرط منه حتي نمجدك بأعمق التماجيد اللائقة بمن أطعمنا جسده و دمه.أيها المن النازل من السماء الصاعد إلي السماء خذنا إلي الوليمة فنأكل مع الضال العجل المسمن و ننسي أيام الخرنوب.يا شجرة الحياة يا شفاء السقماء و غفران الساقطين إعطنا من شجرتك ورقة.تكفنا ورقة واحدة بعدها سنصبح في الشجرة أغصاناً من غير إفتراق.يا شجرة الحياة أرسل ظلك علي الموتي فيقومون.و تخرج عنهم كل الأفكار التي لا تليق بالأحياء .يا مسيحنا الحلو الذى في كل وقت يبذل نفسه لنا فنأكله.ليس علي الصليب وحده و لا حتي علي المذبح فقط بل يبذل نفسه فيصير شجرة حياة للغالبين فيقطفونك و تصير لهم. نشكرك يا مسيحنا الحلو .