Oliver كتبها
فى أحد توما يتكرر السؤال.هل لمس توما الرسول جراح المسيح له المجد؟ نعم بكل تأكيد لمسه.المسيح له المجد يعتبر الطلب فى ذاته كأنه رأى و لمس.حتى لو لم يلمسه فكونه طلب أن يلمسه فهناك إستجابة.
فكر توما التلميذ العظيم كان إتجاه لإستبدال الإيمان بالعيان أى يري ثم يؤمن.لكن المسيح يوصنا أن نستخدم الإيمان بدلاً من العيان.نؤمن حتى دون أن نرى. يوحنا الحبيب يؤكد صدق كرازة التلاميذ القديسين لأنهم منذ بداية خدمة الرب إختارهم.رأوه و لمسوه 1يو1:1.حتى جعل هذه الآية عنوانا لأول رسائله.ليؤكد أنهم معاً رأوه و لمسوه.إن وضع لفظ لمسوه بعد لفظ رأوه يشير لما فعله توما.
ثم ما المانع من لمس جسد المسيح الرب بعد قيامته؟ ألم تلمسه المريمتان و أمسكتا بقدميه؟ مت28: 9 فهل يسمح للمريمتان و لا يسمح لتلميذه توما الرسول.
نحن إستفدنا من طلب توما الرسول أن يلمس جراحات المسيح.لكي نقول بكل يقين أن المسيح لم يتخلص من جسده الإنساني بعد القيامة.بل ظل بآثار جراحه الشافية لكل شكوك القلب .لولا سؤال توما الرسول ما كان عندنا الكثير لنقوله ضد هرطقة الغنوسية و المانوية و الدوسيتية و كلها نادت بتلاشي جسد المسيح لأنه عندهم منزه عن الجسد.لكن توما لمس الجسد.نعم رأى و لمس كما قال يوحنا الحبيب.
السيد المسيح بنفسه هو الذى طلب من جميع تلاميذه قائلاً (جسونى و أنظروا) فإن الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لى لو24: 39 و أكل معهم بعد القيامة لأن تأكيد ثبات إتحاد جسد المسيح بلاهوته هو السبيل الوحيد لسر الإفخاريستيا.فلولا ثبات الإتحاد ما كانت إفخاريستيا على الإطلاق.لو تلاشى الجسد فلمن ننسب التقدمات على المذبح نلاحظ أن المسيح قال أولا جسونى قبل أنظروا. ذلك ما يعني أنه يريد أن يجسوه حسب كلمته و يرحب بذلك فهو العارف بكل شيء و بما تنوى الهراطقة التشكيك فيه.
إن طلب القديس توما لم يكن خطأَ لأن المسيح إستجاب له.و المسيح لا يستجيب للطلبات الخاطئة.هل يتوقع أحد أن توما يسمع المسيح له المجد قائلاَ له هات إصبعك – هات يدك و ضعها فى جنبى يو20: 27 هات و إلمس فهل يتراجع توما ؟ هل يقدر أن يتراجع في موقف كهذا قدام الرب المهوب؟ فلماذا يريد البعض إنكار أن توما الرسول قد لمس جراحات المسيح؟ أليست هى نفس الجراحات التى أفاقت تلميذى عمواس من غيبوبتهم عن معرفة المسيح بعد قيامته؟حين أخذ خبزا و كسر و ناولهما لو 24: 30 .إنها إفخاريستيا أن نلمس المسيح ألا تلمسه الكهنة هل الكهنة أفضل من توما الرسول؟ألا نلمسه فى أفواهنا حين نأكلهً ؟ماالمشكلة إذن؟
بعد هذا نرى أهمية عظيمة فى لمس المسيح فاللمس مع المسيح إتحاد.ليس كما يلمس البشر بعضهم البعض.لذلك لما لمست المرأة نازفة الدم ثوب المسيح خرجت منه قوة بصورة تلقائية و شفت المرأة.إنها ليست لمسة سطحية بل تغلغل شخصية المسيح داخلنا.كما إنتقلت قوة من المسيح للمرأة نازفة الدم هكذا يحدث مع كل لمسة للمسيح يسوع.نأخذ من المسيح فى كل لمسة نعمة بحسب الإحتياج..فلا نقارن بعد بين لمسة إنسان و لمس المسيح له المجد.إن لمسات المسيح تحيي الموتى و تخلق قلباً جديداً و تمنح قوة و تصحح و تصالح .إننا جميعاً فى شوق للمسات المسيح الشافية.كلنا توما و يا ليتنا نشابه توما الرسول العظيم.