رغم رحيل حبيبة الشماع الشهيرة بـ"فتاة أوبر" بعد دخولها في غيبوبة استمرت 21 يومًا إلا أن تفاصيل مأساتها باتت كابوسًا يطارد الفتيات. وللمرة الثانية احتضنت القاهرة الجديدة واقعة مماثلة، تلك المرة البطلة فتاة، استقلت سيارة لدى إحدى شركات التوصيل واتهمته بخطفها في صحراء التجمع ومحاولة الاعتداء عليها جنسيًا مساء السبت الماضي.
لم تكن الواقعة الأولى من حوادث سيارات "النقل الذكي"، فخلال الآونة الأخيرة شهدت العديد من وقائع متشابهة كان فيها الجاني سائق "النقل الذكي، لنرصد في التقرير التالي أبرز جرائم "النقل الذكي":
"فتاة التجمع"
استمعت النيابة لأقوال فتاة التجمع في واقعة اتهامها لسائق أوبر بخطفها في صحراء التجمع ومحاولة الاعتداء عليها جنسيًا مساء السبت الماضي.
قالت الفتاة إنها طلبت سيارة أوبر من هاتف شقيقتها، واستقلت السيارة في التاسعة و56 دقيقة متجهة من منزلها بالتجمع إلى الشيخ زايد.
أضافت أن السائق "ح. ا" طلب منها إلغاء الرحلة على أن ترسل قيمتها إلى محفظته الهاتفية (حيلة لتجنب دفع عمولة الشركة) لكنها رفضت وتشاورت مع شقيقتها التي أيدت رأيها أيضًا.
في العاشرة والثلث، تلقت سالي عوض، شقيقة الضحية، مكالمات من 3 أرقام شخصية طلبوا منها مكانها لنقلها إلى مكان شقيقتها، تقول "هنا تأكدت إن أختي اتخطفت".
بعد حوالي 15 دقيقة تلقت شقيقة الشاكية اتصالًا أخبرها المتصل "أنا لقيت أختك في صحراء التجمع الثالث"، مضيفة أن المارة نقلوا شقيقتها إلى المنزل في العاشرة و36 دقيقة، حين أخبرتها أن السائق هددها بكتر واعتدى عليها وحاول اغتصابها لكنها قاومت.
قالت المجني عليها إنها أمسكت "الكتر" بيدها حتى سال دمها، ودفعت السائق بقدميها، فصرخ فيها "شايفه دمك سايح وبتقاومي"، فردت "مش هتلمسني إلا لو موتني".
نجحت الفتاة في فتح الباب بالاتجاه الآخر وتمكنت من الهرب والاستغاثة بالسيارات المارة حتى أنقذوها.
من جانبها، قالت شركة أوبر إنها اتخذت قرارا بإيقاف حساب السائق المتهم بمحاولة خطف والشروع في اغتصاب المجني عليه، مؤكدة "نعمل عن كثب مع السلطات المحلية لتوفير جميع المعلومات اللازمة لإتمام عملية التحقيق. ونحن عازمون على مواصلة جهودنا للتصدي لكافة أشكال الاعتداء الجنسي والعنف".
وأمرت النيابة بعرض السائق على الطب الشرعي للكشف عن تعاطيه المواد المخدرة من عدمه، كما أمرت بتحريز السلاح المستخدم في الواقعة.
واستدعت النيابة شهود العيان على الواقعة الذين نقلوا الفتاة من صحراء التجمع الثالث إلى منزلها.
قضية حبيبة الشماع
عاقبت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، سائق أوبر "محمود. ه" بالسجن المشدد 15 سنة بقضية وفاة فتاة الشروق، حبيبة الشماع.
ووجهت النيابة العامة للمتهم 3 اتهامات في القضية رقم 1016 لسنة 2024 جنايات الشروق؛ الشروع في خطف المجني عليها "حبيبة الشماع" بطريق الإكراه رغماً عنها إذ أنها وحال استقلالها رفقته سيارة غية توصيلها لوجهتها بغي إقصائها عن العوام وفي سبيل ذلك أغلق نوافذ السيارة مقلتهما، إلا أنه قد أوقف أثر ما ابتغاه لسبب لا دخل لإرادته فيه ألا وهو تمكن المجني عليها من القفز من السيارة زوداً عن حريتها، على نحو مما ورد بالتحقيقات.
كما حاز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً "حشيش" وفي غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وقاد مركبة حال كونه واقعاً تحت تأثير مخدر، فضلا عن تزوير محررات رسمية.
كانت النيابة العامة أحالت المتهم للجنايات بقضية فتاة الشروق حبيبة الشماع التي توفيت 15 مارس الماضي بعدما قفزت من سيارة سائق أوبر خشية تعرضها للخطف.
فتاة أكتوبر
بشكل مفاجئ، ارتابت الفتاة في تصرفات سائق خمسيني لدى إحدى شركات التوصيل. وسرعان ما تأكدت شكوكها لدى محاولة قائد الرحلة التحرش بها فما كان منها إلا أنها أطلقت صرخات استغاثة ودافعت عن شرفها فاضطر السائق لإنزالها.
غادرت الفتاة إلى منزلها وجسدها يرتجف لا تقوى على الوقوف أو تمالك أعصابها التي خارت داخل المركبة، استعانت بصديقها الذي نصب فخًا للسائق وحصل بحيلة على رقم هاتفه من الشركة ليستدرجه إلى كمين.
صديق الطالبة الجامعية أحكم خطته واستدعى مزيدًا من الأصدقاء في انتظار السائق الذي فوجئ بهم يلقون القبض عليه واصطحبوه إلى ديوان قسم شرطة أكتوبر بمديرية أمن الجيزة لينفي اتهامات الفتاة "هي كل واحدة هتركب مع سواق هتقول كان بيتحرش بيا".
تحرر محضر بالواقعة، وتم حجز السائق المشكو في حقه لحين عرضه على النيابة العامة للتحقيق.
وانهت أجهزة الأمن في الجيزة، إجراءات إخلاء سبيل سائق بإحدى شركات النقل الذكي اتهمته طالبة بكلية الطب بإحدى الجامعات الخاصة بالتحرش بها وخلع ملابسه أمامها وملامسة مواطن عفتها، وذلك عقب تصالحهما أمام النيابة العامة بمدينة السادس من أكتوبر.
السائحة المكسيكية
تفحص الأجهزة الأمنية فيديو فتاة أجنبية اتهمت سائق بشركة توصيل بالتحرش بها على غرار فتاة الشروق.
"نادية" سائحة مكسيكية من أصول مصرية وثقت بمقطع فيديو ما وصفته بتحرش السائق بها لافتة إلى أنها فكرت في القفز من السيارة على غرار حبيبة الشماع.
إدارة المساعدات الفنية بوزارة الداخلية تفحص الفيديو للتواصل مع الشاكية وتحديد هوية السائق المشكو في حقه.