بقلم منير بشاى
ماذا يختل٠الاعلان الدستورى الجديد الصادر بتاريخ 8 ديسمبر 2012 عن سابقه الذى صدر ÙÙ‰ 21 نوÙمبر والذى تسبب ÙÙ‰ ثورة عارمة ÙÙ‰ كل انØاء مصر؟ المÙروض ان الاعلان الجديد هو مبادرة تØتوى تنازلات لإزالة اسباب الاØتقان لمØاولة الوصول الى تواÙÙ‚ يرضى جميع الاطراÙ- Ùهل Øقق الاعلان الجديد الØوار المنشود ام على العكس تماما هو مجرد مراوغة؟
كان الغضب من الاعلان الدستورى السابق ينصب على نقطتين. أولا: القرارات الديكتاتورية التى أعطت الرئيس مرسى سلطات غير عادية Øولته الى Øاكم مطلق. وثانيا: الاعتراض على عرض الدستور الجديد على الجمهور للاستÙتاء قبل تصØÙŠØ ÙƒÙ„ عيوبه. Ùجاء الاعلان الجديد ليعالج هاتين النقطتين ولكن بكيÙية شكلية لا تنعكس على المضمون. Ùأولا: نص الاعلان الدستورى الجديد على الغاء الاعلان الدستورى القديم ولكنه أبقى على ما ترتب عليه من آثار. هذا يعنى ان كل ما نشكوا منه من قرارات سو٠يبقى معنا الى الأبد دون اعطائنا Øتى ØÙ‚ الطعن Ùيها. وثانيا: أصر الاعلان الجديد على عقد الاستÙتاء ÙÙ‰ موعده معطيا الأمل الكاذب انه ÙÙ‰ Øالة رÙضه سو٠يتم اعادة تشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد.
ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† الاصرار على وضع الدستور للاستÙتاء ÙÙ‰ موعده هو رهان من السلطة على ان الشعب لن يرÙضه. وهو رهان مضمون النتائج خاصة ÙÙ‰ ظل وجود نسبة من الأمية ÙÙ‰ مصر تصل الى Øوالى 40% ÙˆÙÙ‰ وجود نسبة Ùقر تزيد عن نص٠تعداد الشعب المصرى. ومن هنا يجىء سهولة التأثير على البسطاء باستخدام النعرة الدينية وتصوير ان المواÙقة على الدستور هى مواÙقة على الاسلام وأن رÙضه هو رÙض للاسلام. واذا أضÙنا الى ذلك Ù…Øاولات شراء الأصوات عن طريق تقديم الأموال والاØتياجات الغذائية مثل اللØوم والسكر والزيت وغيره، يكون الاØتمال الأكبر هو تمرير هذا الدستور المعيب.
ما الهد٠من وراء هذا؟
Ø§Ù„Ù‡Ø¯Ù ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆÙ‡Ùˆ Ù…Øاولة وق٠الاعتصامات بخداع المتظاهرين وايهامهم ان الØÙ„ ÙÙ‰ الطريق بغرض كسب الوقت لتمكين Øكمهم للوصول الى ما يريدون.
ما العمل؟
1- الاستمرار ÙÙ‰ الاعتصامات الى ان يتم خلع الرئيس مرسى لأنه Ùقد شرعيته لضلوعه ÙÙ‰ ضرب الثوار وإراقة دمهم بواسطة شباب الأخوان. قلب الØقائق بإدعاء ان الثوار هم الخارجون عن الشرعية وأنهم المتسببون ÙÙ‰ العن٠منطق معكوس ومرÙوض. هذا بدليل ان الاعتصامات كانت سلمية طوال الوقت ÙˆØتى يوم الأربعاء 12 ديسمبر، Øيث وصل شباب الأخوان الذين Øاولوا اجلاء المعتصمين من أمام قصر الاتØادية بالقوة وباستعمال Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø±Ø·ÙˆØ´ والمولوتو٠والشوم Ùقتلوا وجرØوا المئات. وامعانا ÙÙ‰ الخداع Øاولوا ان ينتزعوا اعتراÙات تØت التعذيب من المصابين على انهم من الاخوان وأنه قد تمت اصابتهم بواسطة المعتصمين.
2- تشكيل Øكومة انقاذ مدنية ثم كتابة دستور مدنى ÙŠØترم الأديان ويبعدها عن مهاترات المتعصبين. والاصرار على ان مصر دولة مدنية ينÙصل Ùيها الدين عن الØكم..
3- تأكييد ان جماعة الأخوان جمعية Ù…Øظورة منذ اكثر من نص٠قرن مع التØقيق ÙÙ‰ مصادر تمويلها وطبيعة أتصالاتها الخارجية. ÙˆØظر اشتغالها بالعمل السياسى.
4- اعادة التØقيق ÙÙ‰ الجرائم المنسوبة الى قادة الأخوان والتى أودت بهم الى السجون ÙÙ‰ العهد السابق. يجب معرÙØ© Øقيقة جرائمهم التى سجنوا بسببها ومدى ضلوعهم Ùيها أو براءتهم منها. واعادة من يثبت تورطه ÙÙ‰ هذه الجرائم الى السجون. كذلك التØقيق لمعرÙØ© كي٠خرجوا من السجن ومن ÙØªØ Ù„Ù‡Ù… السجون وأخرجهم ومØاكمتهم طبقا للقانون.
5- معاملة أعضاء جماعة الاخوان مثل أعضاء الØزب الوطنى السابق. Ùاذا كان أعضاء الØزب الوطنى Ùلولا سياسيون Ùجماعة الاخوان Ùلول دينيون يجب Øظرهم من ممارسة العمل السياسى بسبب تطرÙهم وخطورتهم على أمن البلاد الى ان يتم اعادة تأهيلهم.
Ù†ØÙ† نتعامل مع جماعة دموية خطيرة. هى مثل السرطان الذى ينتشر ÙÙ‰ جسد هذه الأمة بالكذب والخداع، والوقيعة بين أبناء الوطن. ولعل آخطر Ù…Øاولة للوقيعة ما ØµØ±Ø Ø¨Ù‡ شاطرهم ان المعتصمين كانوا بنسبة 80% أقباط Ùˆ 20% مسلمون. ولست أدرى كي٠توصل لهذا وهل نزل للميدان وعمل اØصائية للموجودين Ùيه؟ وهو شىء لو كان صØÙŠØا لكان مدعاة Ùخر لكل قبطى. ولكنه لا أساس له من الصØØ© لأن الأقباط أقلية عددية يقولون انها Øوالى 5 الى 7% ÙˆÙÙ‰ تقديرنا هى 18%. Ùهل يستطيع هؤلاء Øشد 80% من مجموع أعداد المعتصمين؟ وأكبر دليل على كذب هذا الادعاء انه ÙÙ‰ القائمة المنشورة ÙÙ‰ جريدة المصرى اليوم وعددها 134 اسم لا يوجد بها سوى اسم قبطى واØد.
ولكن لعلنا نستطيع ان نرى نقطة من نور تسطع ÙÙ‰ وسط الظلام لتوØÙ‰ لنا ان ظلام الليل بدأ ينقشع وشمس الØرية تبزغ من بعيد. وبقوة الله وتوÙيقه سيكون مستقبل هذا البلد Ø£Ùضل من ماضيه.
Mounir.bishay@sbcglobal.net