محرر الاقباط متحدون
البابا فرنسيس .. "من أجل ضمان سلام دائم، علينا أن نعود إلى الاعتراف بأنفسنا في الإنسانية المشتركة وأن نضع الأخوة في محور حياة الشعوب" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في اللقاء العالمي حول الأخوة الإنسانية
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في الفاتيكان المشاركين في اللقاء العالمي حول الأخوة الإنسانية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال في كوكب مشتعل، اجتمعتم بنية أن تعيدوا التأكيد على قولكم "لا" للحرب و"نعم" للسلام، وتشهدوا للإنسانية التي توحدنا وتجعلنا نعترف بأننا إخوة، في العطيّة المتبادلة للاختلافات الثقافية الخاصة بنا.
تابع البابا فرنسيس يقول وفي هذا الصدد، تتبادر إلى الذهن كلمات الخطاب الشهير لمارتن لوثر كينغ، عندما قال: "لقد تعلمنا أن نطير مثل الطيور، وأن نسبح مثل الأسماك، لكننا لم نتعلم بعد الفن البسيط للعيش معًا كإخوة". نعم هذا صحيح. ولذا نسأل أنفسنا: كيف يمكننا، أن نعود بشكل ملموس، إلى تنمية فن تعايش يكون إنسانيًّا حقًا؟
أضاف الأب الأقدس يقول أريد أن أستعيد الموقف الرئيسي المقترح في الرسالة العامة Fratelli tutti: الشفقة. في إنجيل لوقا، يخبرنا يسوع عن سامري، إذ حرّكته الشفقة، اقترب من يهودي تركه قطاع الطرق نصف ميت على جانب الطريق. لننظر إلى هذين الرجلين. لقد كانت ثقافاتهما معادية، وكانت قصصهما مختلفة ومتضاربة، لكن أحدهما أصبح أخًا للآخر في اللحظة التي سمح بأن تقوده الشفقة التي يشعر بها تجاهه – يمكننا أن نقول: لقد سمح بأن يجذبه يسوع الحاضر في ذلك الغريب الجريح. وكما يجعل أحد الشعراء القديس فرنسيس الأسيزي يقول في أحد أعماله: "إنَّ الرب يكون حيث يكونوا إخوتك".
تابع الحبر الأعظم يقول في فترة ما بعد الظهر سوف تجتمعون في اثنتي عشرة نقطة في مدينة الفاتيكان وروما، لكي تعبِّروا عن نيتكم في خلق حركة أخوَّة في انطلاق. وفي هذا السياق، فإن "طاولات العمل المستديرة" التي تم إعدادها في الأشهر الأخيرة ستقدم للمجتمع المدني بعض المقترحات، والتي تتمحور حول كرامة الإنسان، من أجل بناء سياسات جيدة، ترتكز على مبدأ الأخوَّة، الذي "يملك شيئًا إيجابيًّا لكي يقدّمه للحرية والمساواة". أنا أقدر هذا الاختيار وأشجعكم على المضي قدمًا في عملكم المتمثل في نشر البذور الصامت. ومنه يمكن أن يولد "ميثاق الإنسان"، الذي يتضمن، إلى جانب الحقوق، السلوكيات والأسباب العملية التي تجعلنا أكثر إنسانية في الحياة. وأدعوكم لكي لا تُحبَطوا، لأن "الحوار المثابر والشجاع لا يشكل خبرًا إعلاميًّا مثل الصدامات والصراعات، ولكنه يساعد العالم سرًا لكي يعيش بشكل أفضل، أكثر بكثير مما قد ندرك".
أضاف الأب الأقدس يقول وأود بشكل خاص أن أشكر مجموعة الحائزين على جائزة نوبل اللامعين الحاضرين، سواء على إعلان الأخوة الإنسانية الذي تمت صياغته في ١٠ حزيران يونيو من العام الماضي، أو على الالتزام الذي تعهدتم به هذا العام في إعادة بناء "قواعد الإنسان"، التي تقوم عليها الخيارات والسلوكيات. أحثكم على المضي قدمًا وعلى تنمية روحانية الأخوة هذه وتعزيز دور الهيئات المتعددة الأطراف من خلال عملكم الدبلوماسي. الحرب هي خداع، وكذلك فكرة الأمن الدولي المبنية على ردع الخوف. من أجل ضمان سلام دائم، علينا أن نعود إلى الاعتراف بأنفسنا في الإنسانية المشتركة وأن نضع الأخوة في محور حياة الشعوب. بهذه الطريقة فقط سنتمكن من تطوير نموذج للتعايش قادر على أن يعطي مستقبلاً للعائلة البشرية. إن السلام السياسي يحتاج إلى سلام القلوب، لكي يلتقي الأشخاص في الثقة بأن الحياة تنتصر دائمًا على جميع أشكال الموت.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزاء، إذ أُحييكم، أفكر في العناق الذي سيقدمه العديد من الشباب هذا المساء، كما في العام الماضي. لننظر إليهم، ولنتعلم منهم، كما يعلّمنا الإنجيل: "إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السماوات". لنجعل جميعًا من هذا العناق التزام حياة وبادرة محبة نبوية. أشكركم على ما تقومون به! أنا قريب منكم وأبارككم من كلِّ قلبي. واسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.