عرض: سحر غريب
كتابنا اليوم كتاب ساخر يتعرض للحب من وجهة نظر واحد مخضرم وعاشق للعزوبية والكتاب من مؤلفات دكتور تامر أحمد... وهو طبيب وأعزب بجدارة، فمن المسلمات التي يقتنع بها الكاتب أن العزوبية تاج على رؤوس العزاب لا يراه إلا المتزوجون، فالزواج في نظره شر بكل المقاييس، ورغم اختلافي مع وجهة نظر الكاتب جملةً وتفصيلاً فالزوجة في نظري هي الأساس الذي يقوم عليه بناء أي رجل ناجح في المجتمع، فهي الحافز الجميل والشمعة المضيئة التي تنير حياة الجنس الخشن، لكني كنت أقرأ الكتاب وضحكة صافية تلازمني مع كل فصل من فصوله، بل أنني قمت بإعارته للعديد منغلاف الكتاب المصابات بمرض الاكتئاب حتى يتم الشفاء في القريب العاجل ثم كنت أعيده مرة أخرى إلى مكتبتي لأعيد إعارته مرة أخرى وتعم فائدة الضحك.
يصدر الكتاب عن دار ليلى للنشر والتوزيع عام 2008 ويتكون من ثلاثة عشر فصل في 162 صفحة، يبدأ الكتاب بمقدمة لا بد منها فيدلل على أن للحب تاريخ صلاحية تمامًا مثل البولوبيف.. تاريخ الإنتاج النظرة الأولى... تاريخ انتهاء الصلاحية: يوم الزواج وهو قصير العمر يموت فجأة بدون مقدمات... ولأن الحب حدث استثنائي غير عادي فهو يخالف كل نواميس الطبيعة، فكل شيء يولد صغيرًا ثم يكبر إلا الحب... يولد كبيرًا ثم يذبل ويضمر تدريجيًا حتى ينقرض، ثم يأخذنا الكتاب خطوة خطوة على طريق الحب والزواج ويوضح لنا كيفية الهروب السريع من هذا الفخ المرسوم.

وأول فصول الكتاب بعنوان "نفسى أحب"... فيرى الكاتب أن الحب مكتوب على الجبين ولازم تنتطس فيه العين، فالشاب الذي يقرر ببساطة أن يحب حتى يجد موضوع يتكلم فيه مع أصحابه يواجه عدة مراحل أولها اختيار الحبيبة وتكون غالبًا أي واحدة والسلام، ويبدأ سلسلة عشيقاته ببنت الجيران بغض النظر عن كونها وحشة وشرسة وعنيفة وأسمها الحركي في المنطقة المعلم حنفي ثم تبدأ مرحلة التسمر في الشباك ويتابع مواعيد غسيلهم حتى يعرف مواعيد خروجها في بلكونة بيتهم ثم يتتبع خطواتها كما يفعل المخبرون السريون المفضوحون، وتأتي بعدها مرحلة التقل صنعة وهو طبع ثابت في حواء وعلى المعجب المتيم أن يعرف كيف يتعامل مع تقلها، وتتبع الفتاة مع المعجب الولهان نظرية الحمار والجزرة كلما شعرت أنه مل من تقلها الزائد حنت عليه بجزرة متمثلة في نظرة بناتى بجانب العين وهدفها فقط الاحتفاظ بالعاشق كعضو عامل في نقابة المعجبين بحضرتها حتى يأتي صاحب النصيب الحقيقي ويخطفها.
ثم تأتى مرحلة الصدمة بعد أن تحادثه الفتاة وتعلقه بها تأتي فجأة لتخبره أن هناك من طلب يدها للزواج وتطلب منه الكف عن ملاحقتها، وتعطيه رسالتها المشفرة ومعناها شكرًا على حسن تعاونكم معنا كمعجب خلال السنة الماضية إمضاء حواء.
وهنا يصاب المعجب بمرض الحب ويرى المعلم حنفي ملكة جمال مُتوجة، ويبدأ في رؤية هلاوس بصرية تصور له محبوبته على أنها ست الحسن والجمال، ويرى البعض أن الحب مرض خطير أو متلازمة أمراض تصيب العقل والقلب والعين له علامات وأعراض تمامًا مثل الحصبة إلا أن الحصبة لها علاج.
ثم يعطي الكاتب لقرائه الأعزاء روشتة لعلاج مرض الحب حاجة ببلاش كدة، من أهم ما جاء بها أن الوقاية من الحب هي التشخيص المبكر فلا تنتظر حتى تقع الفاس فوق نافوخك واسأل استشير، أعرف أنك هاتلبس عروستك بجميع عيوبها المرئية والمخفية فأنت لن تغير من محبوبتك فأبحث ونقب بالميكرسكوب عن عيوبها وستكتشف الحفرة التي توشك على السقوط داخلها فَشَر المدب، ثالث خطوة هي أن تستمع جيدًا لآراء ونصائح من حولك ولو أخبرك أن الصورة هباب بعيد عنك يجب عليك أن تستمع له ولا تنظر له على أنه عزول حقود.

ثم يأتي الفصل الثانى وهو بعنوان "عريس يا بوي" ويتناول فيه الكاتب الشروط التعجيزية التي تضعها البنت حتى تتزوج بفارس أحلامها من شكل أحمد عز ومال يسد عين الشمس وجاه وكلها أحلام غير منطقية بالمرة، حتى تمر الأيام ويشح عرسانها وتوشك أن تبور فتبدأ في تقديم التنازلات واحدة واحدة ثم ترضى بأول من يطرق بابها لإدراكها بأن الخرفان كلها شبه بعض، ويعدد الكاتب طرق اصطياد العريس سواء بارتداء ملابس تحول البنت العادية إلى مُزّة صاروخ أرض بحر جو أو وضع أفخاخ مناسبة لاصطياد الضحية اللي على مزاجها.

ثم يأتي فصل "حزب العزاب" ويعطينا فيه الكاتب بعض الحقائق الزوجية ومنها.. سوف يصدر قانون جديد يحتم على المأذون سؤال العريس "نفسك في أيه قبل ما تتجوز؟!!".
البومة لا تنعق في بيت الأعزب والعصفور لا يغرد في بيت المتزوج.. لو كان الجواز بيسعد ماكانش العريس لبس أسود... صرصار على الحيط ولا عروسة في البيت.
 من يوم ما اتجوزتها وهي لاوية بوزها.
 "الجواز نص الدين" تمام لأنه أكبر ابتلاء من ربنا فاصبر واحتسب ولك الجنة.
 "خدى لك راجل بالنهار أجير وبالليل غفير" يا عالم يا ظلمة أين منظمة حقوق الانسان؟!!
"الجواز سترة" طبعًا فحين يفشل الزواج وتنفصل عن زوجها وتهبش الشقة والنفقة والمؤخر ستعيش مستورة طول حياتها وتتغير المقولة إلى "الطلاق سترة".

ثم نمر على فصل يحمل عنوان "الخطوبة" ويتطرق فيه الكاتب إلى حب التملك الذي يسيطر على الطرفين، فكل منهما يريد أن يثبت للآخر أنه الأقوى ويحاول فرض رأيه عليه فتجعل الفتاة خطيبها يقلع عن التدخين رغم أن أهله وأصدقائه ومعارفه حتى مرات البواب قد حاولوا من قبل إقناعه بالإقلاع عن التدخين ولكن يبدو أن قوة الأقناع موهبة، ولو كان غير مدخن تخليه يدخن، ويحذر الكاتب القراء من الانسياق الأعمى وراء رغبات المحبوبة حتى لو خاصمتك أيامًا كنوع من الابتزاز العاطفي فلا تكترث ولتكن راجل بقلب راجل واعطانا مثل شبابي طحن يقول "سيب البنت تحبك. حب البنت تسيبك".
 
ثم أدخلنا الكاتب إلى فصل بعنوان "في طريق الزواج" ويتكلم فيه باستفاضة عن الأشغال الزوجية الشاقة التي تتضمن المرور على كوكب الصنايعية القبيح الذي يجب أن يعدي عليه أي عريس مقبل على الزواج، والذي يشمل النقاشين والنجارين والكهربائية وغيرهم من ماسحي جيوب الشاب المقبل على الجواز، ويدخل بك الكاتب داخل منطقة غرامات أخرى وهي إيجار القاعة يا معلم وأسعارها التي تجعل الرأس يشتعل شيبًا، ثم ندخل إلى فصل "الفرح" ويقدم لنا فيه الكاتب سيناريو لفرح من أفراح الزمان دا بزفته برقصاته بورده بأكله المرطرط ونأورة معازيمه.
ويدخل الكاتب في المفيد بفصل يحمل عنوان "بعد الزواج" ويتناول فيه التحولات التي تنال من العروسة بعد الزواج فهي ستتضخم وتتورم وتنكش شعرها ويزيد وزنها وتتحول من وردة مفتحة إلى كرنباية، ويتحول طعم القبلات من طعم يماثل الشهد والعسل في أول الزواج إلى طبق "مش بدوده" بعد فترة وبعد مرور فترة أطول يصبح للقبلات نفس تأثير حقنة العضل، أما قبلات الحماة لزوج ابنتها في أي مناسبة فهي قبلات سامة مميتة وناقلة لكل أنواع الطحالب والبكتيريا وفي بعض الأحيان يحتاج الزوج بعدها إلى واحد وعشرين حقنة في البطن.... ولم ينسى الكاتب الزوجة ليبكيها على حالها فأخذ يصفها وهي تعمل كالطاحونة في بيتها لزوجها الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب... ثم قدم الكاتب لنا دراسة جدوى تبين أن الزواج تجربة فاشلة بكل المقاييس وأن الرجال نوعين لا ثالث لهما أعزب ومُعذب.

وفى آخر فصول الكتاب وهو بعنوان "قالوا عن الزواج" والذي قام فيه الكاتب بتجميع عدد من الأقوال تعكس النظرة العالمية نحو الزواج ومنها:
أطول أنواع الحب عمرًا هو الطعام.
ستصبح الدنيا أجمل لو أن نصفها الحلو ذهب إلى غير رجعة.
هناك طريقة واحدة فقط لتحتفظ بحب حبيبتك إلى الأبد، لا تتزوجها.
لا أشجع زواج الرجل في الأربعين، فلست من أنصار الزواج المبكر.

وهكذا عزيزى القارئ ينتهي كتاب عرض اليوم ونصيحة مني خذه مادة فكاهية لذيذة ولا تتقيد بما ورد فيه.