اتبارك ان اقدم لكم هذه التأملات الروحيه لابينا مثلث الطوبى والرحمات قداسه البابا شنوده الثالث .
اعدها وقدمها الكاتب : مجدى سعدالله
كان الرب يعرف ان حادثه الصلب هذه يمكن ان تتعب تلاميذه اذ يجدون معلمهم العظيم المبهر فى معجزاته . محتقرا ويسمر بالمسامير وأخيرا يموت وسط ضروب الاستهزاء .
لم تشغله ذاته هو : لا عمليه القبض عليه . ولا محاكمته وما فيها من شهود زور ومن تهم ملفقه . ولا الاهانات الكثيره التى تصيبه من ضرب ولطم وشتائم . ولا نقله من مكان لآخر ليواجه حنان وقيافا . وبيلا طس وهيرودس . لم يشغله ما سيتحمله من عذابات فى الشوك والجلد والمسامير والصليب .
كان انشغاله بأمرين : كيف يخلص العالم . وكيف يحفظ تلاميذه فى هذه التجربه . كان يريد ان يحفظهم فى تلك الساعات الرهيبه . حتى لا تهتز الكنيسه كلها ان اهتز إيمانهم به . كان يريد ان يثبت ايمان هؤلاء التلاميذ سواء فى احداث ما قبل الصلب . وأثناءه . وبعد الصلب .
قبل الصلب كيف ثبتهم ؟
وهب البصر للمولود اعمى وقبل الصلب بسته ايام . أقام لعاذر من الموت . أراد السيد بهاتين المعجزتين ان يسند ايمان التلاميذ . كما ان كثيرين قد آمنوا به . وماذا ايضا فعل ؟!
اظهر لهم سلطانه اثناء تطهيره للهيكل وذلك فى يوم احد الشعانين . اليوم التالى لمعجزه اقامه لعاذر من الموت . دخل أورشليم كملك والشعب كله يهتف له ويستقبله بأغصان الزيتون وسعف النخل . وفى تلك المناسبه قام بتطهير الهيكل فى قوة وسلطان . وكل هذا رفع معنويات التلاميذ . وماذا ايضا ؟!
وبنفس القوة وبخ جميع القيادات اليهوديه . وبخ الكهنه بمثل الكرامين الاردياء . وقال لهم :
( ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامه تصنع ثماره ) مت 21 : 43
وأبكم الصدوقيين فى موضوع قيامه الأموات . وكذلك الناموسيين . ووبخ الكتبه والفريسيين فى عنف . كان أقوى من الكل . وكل ذلك كان يقوى معنويات التلاميذ ويشعرهم بقوه معلمهم . وماذا ايضا ؟!
لعن شجرة التين غير المثمرة . فيبست فى الحال . كانت هذه الشجره ترمز الى الرياء لوجود مظهر حياه . ورق اخضر . ولكن بلا ثمر . لقد دل بهذا على لاهوته وسلطانه على الطبيعه فبكلمه منه يبست الشجرة . لقد اعطاهم الرب درسا فى الإيمان . وماذا ايضا ؟!
غسل الرب ارجلهم رمزا للنقاوة . وبعد ان غسل ارجلهم . قال لهم ( انتم الان طاهرون ) ثم اعطاهم ايضا الافخارستيا . منحهم جسده ودمه الأقدسين . لكى يمنحهم قوه روحيه . سرا مقدسا للثبات فى الرب . أراد الرب ان يقوى طبيعتهم الضعيفه بطبيعه أقوى وأسمى
وفى نفس الوقت كان يمهد افكارهم لقبول الخبر ( هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم ..... ودمى الذى يسفك عنكم ) لو 22: 19
وهكذا كاشفهم بالحقيقه اذ قال لهم اكثر من مره :
( انه ينبغى ان يذهب الى أورشليم . ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنه والكتبه . فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم لكى يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفى اليوم الثالث يقوم . ) مت 20: 18
وبعد الفصح والعشاء الربانى جلس معهم جلسه طويله . كلمهم فيها بصراحه كامله وعزاهم بكلام كثير . فيه حديث عن القيامه وعن الروح القدس وعمله فيهم وفيه نصائح لهم . لقد ظل اهتمامه بهم حتى اثناء القبض عليه .
الى اللقاء فى تأملات اخرى فى اسبوع الالام