د.امير فهمي زخاري المنيا
نبتدى القصه من أولها..
فى عهــد الخديـوي اسماعيل باشــا ، صمم النحّــات الفرنسي ( فريدريك بارتولدي ) نموذجـاً مُصغراً لتمثــال السيــدة التى فى الصــورة ..
وقام بعرضه على الخديو اسماعيــل ليتم وضعه على مدخل قنــاة السويس التى كان سيتم افتتــاحها فى ذلك الوقت .. وعرض عليــه أن يجــري تعديلات عليه ليكــون على شكــل أقرب لـ( فلاحــة مصــرية ) عملاقة ..
وبدأت قصة تمثال الفلاحة حين سافر بارتولدى فى 1869 إلى مصر حاملا معه نموذجا مصغرا عن التمثال بطلب من الخديوى نفسه، فاقترحه عليه بديلا عن مشروع تمثال ديليسبس ليأتى كرمز لحرية الملاحة والصداقة بين الشعوب .
لكن الخديوى فوجئ بالتكاليف وخزينة البلاد خاوية مما كان فيها، ولم يبق مال لدفع ما يزيد على 600 ألف دولار كتكاليف للتمثال وقاعدته وملحقاتها، بسبب ما تم دفعه لحفر القناة وحفل افتتاحها، فصرف النظر عن التمثال، وولى الفرنسى بارتولدى وجهه شطر الولايات المتحدة متساهلا مع الأمريكيين أكثر بكثير مما تساهل مع المصريين..
لذلك ، قامت فرنســا بإهداء التمثــال الى ( الولايات المتحدة الأمريكيـــة ) فى ذكـرى احتفالها المئــوي لإعلان استقــلالها ، بعــد أن غيــَّر النحــات شكــل التمثــال ، وجعلـه بالشكــل الحالي المعــروف ، لينــاسب طبيعــة الولايات المتحدة..
ويتشكل تمثال الحرية من هيئة شابة تحررت من قيود الاستبداد وألقتها عند قدميها، ثم امتشقت بيمناها مشعلا يرمز للحرية، وفى يسراها حملت كتابا نقشوا عليه تاريخ 4 يوليو 1776 للتذكير بيوم إعلان الاستقلال الأمريكى، أما رأسها فى فكر صانع التماثيل الفرنسى، فريديريك أوجست بارتولدى، بتاج برزت منه 7 أسنة يقال إنها ترمز للبحار أو القارات.
هذه هى قصه تمثال الحريه التى تتباهى به أمريكا... وهو فى الحقيقه لأمرأه فلاحه بسيطه من الأقصر....
تحياتى للجميع.
د.امير فهمي زخاري المنيا