انتظرت طويلاً قبل أن أكتب مقالي هذا، لأرى من هي القوى السياسية التي ستجتمع ب"مرسي" فوجدت أنهم كثر كما توقع الإخوان، إذ وجدت حزب البناء والتنمية ، والأصالة الإسلامي، والوسط الإسلامي ذو البزة المدنية ليستر تأسلمه، ووجدت د.أحمد كمال أبو المجد والشيخ عمرو خالد، ومنتصر الزيات محامي الإرهابيين، وإبراهيم المعلم صاحب دار نشر وجريدة الشروق ورئيس اتحاد الناشرين، إلى هنا لم أكن متعجباً كثيراً، فمعظم من أتوا وسبق ذكرهم إسلاميين من المفترض ممالئتهم لمرسي، يعني ممكن يسخنوه أكتر مش بس يساندوه، لكن ما أثلج صدري وجود  أكبر معارض مصري لسياسات الرئيس ألا وهو الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس مجلس الشعب المنحل، لا تندهش يا صديقي، فالكتاتني أكثر من سيعارض الدكتور مرسي، لأنه ببساطة خذله سابقاً حين لم يصدر الإعلان الديكتاتوري ده من زمان ليحصن للكتاتني مجلسه إللي أخده من المرشد كنصيب له، ما تقوليش إنه أصدر قرار بعودته، ده كان قراريمكن الطعن عليه لكنه لم يكن بقوة الإعلان الفرعوني إللي أصدره مرسي لحماية مجلس الشورى الذي يترأسه نسيب الدكتور مرسي، الكتاتني حاتلاقيه شايل من الدكتور مرسي فسيعارضه، ولن يسكت له، ليس هذا فقط من سيعارض مرسي بل هناك المناضل الحواري الدكتور أيمن نور الذي يؤمن أن الحجارة يمكن كسرها بورقة، ويبقى في الجمعية التأسيسية لآخر قطرة دم في المصريين، وثالثهم السيد فهمي هويدي الذي طالما هاجم مرسي وديكتاتوريته، صدقوني أنا مشفق على الرئيس من أولائك الثلاثة ، وأخص بالذكر السيد الكتاتني الذي لن يضن بجهد ليسقط ديكتاتورية الرئيس التي قسمت بين أعضاء الحزب أي بينه وبين العضو الدكتور أحمد فهمي لا لشيء إلا لأنه نسيب الدكتور مرسي، وأكثر ما أدمى قلبي لحال الدكتور مرسي ما وجدته من غياب الدكتور بديع مرشد الجماعة المحظورة الحاكمة، انسحب من الحوار وترك الدكتور مرسي وحده، ويبدو أنه قاطع الحوار معترضاً منضماً لجبهة الإنقاذ الوطني.
 

وعلى ذكر المرشد المحظور للجماعة المحظورة، أذكر لكم المؤتمر الصحفي الذي عقده  للدفاع عن موقف جماعته المتهمة بأنها قتلة الثوار أمام الاتحادية، إذ قال أن كل الشهداء من جماعته فكيف يكونوا قتلتهم؟ ليك حق يا مولاهم، الناصري أبو ضيف الصحفي بجريدة الفجر إنه إخواني، صادق من غير حلفان والدكتور كرم جورجيوس النصراني إخواني، صدقني مصدقك يا راجل يا طيب، سيبك من كونه نصراني يعني هو الدكتور رفيق حبيب ابن القس الإنجيلي كان إيه؟ ما هو نصراني، صحيح الراجل من قعدته في قصر الرئيس كمساعد للرئيس كره السياسة وسابها واعتزلها، واعتزل العمل العام واستقال بعد ما حدث، لكن تلاقيه كرهها وسابها بسبب الظلم الواقع على جماعتكم، وإحساسه أنه متكتف في موقعه ده، ومش عارف يدافع عنكم، ولا يجيب لكم حقكم خاصةً بعد ما وجده من تخاذل من قبل الدكتور مرسي في حماية حشود مؤيديه، يا راجل يا طيب يا جناب المرشد المحظور، كدت أبكي حتى الإغماء حين قلت قولتك الشهيرة التي نفيت بها أنك الحاكم الفعلي لمصر، إذ قلت هو ده حال مكتب من يحكم، يعتدى عليه هكذا؟

وذكروك من حولك أن الأمن لم يتدخل، وأوضحت كيف مزقوا الأوراق الشخصية والرسمية إللي بالمكتب، وقطعوا النباتات، ولم يستوقفني مطلقاً أن هناك أوراق رسمية وأنا إللي أعرف أنكم جماعة غير رسمية أصلاً، فمن أين لكم بأوراق رسمية ؟ليه بقى لم يستوقفني؟

لأني قلت في عقل بالي أنها قد تكون أوراق تخص الدكتور مرسي تتعلق برئاسة الجمهورية نساها عندكم لما كان عندكم في أي من زياراته، ولكنني بكيت على النباتات المقطوعة، خاصةً عندما سألت مستنكراً ومندهشاً يا بديع ما ذنب النباتات؟ ليك حق ما ذنب النباتات؟

وبالمناسبة دي، واضح إن الفلول حاطين نأرهم من ِنأر النباتات، فهما برضه إللي قطعوا الأشجار عند الاتحادية عشان يضربوا بيها الناس، واضح بقى إن الثورة دي مش لإسقاط مرسي يا مولاهم، دي ثورة لإسقاط الثروة النباتية في البلد، وأنا راخر أقول هو ليه الدكتور مرسي مش مهتم بالناس إللي عمالة تصرخ في الشارع، أتاريه لأنه يعرف إن الموضوع ما يخصهوش، ومش معني بيه خالص، وتلاقيه بيعملها نكاية فيك إكمنه مهندس فلزات وعارف إنك بتاع طب بيطري، ويهمك النباتات، إيه بتقول إيه؟ مفيش علاقة بين البيطرة والنباتات، يمكن عارف إن مرشده بيحب النباتات فحب يغيظه، كل شيء وارد، المهم تعازينا يا دكتور بديع في شهدائك من النصارى والناصريين، والكل كليلة، فأنا مصدقك من غير حلفان.

المختصر المفيد لو مُصر تكذب اكذب، كذب مرتب عشان يخش العقل.