نادر شكرى
طعن أسقف الكنيسة الأشورية .. مازالت تداعيات حادث طعن أسقف كنيسة الراعي الصالح الأشورية المستقلة بسيدنى باستراليا،مستمرة وسط حالة غضب عارمة من أتباع الكنيسة الذين تجمهروا داخل الكنيسة احتجاجا على قيام شاب عربى متطرف، بطعن اسقف الكنيسة مارى ماري عمانوئيل ، داخل كنيسة الراعى الصالح وهى كنيسة مستقلة عن الكنيسة الأشورية الأم التى يرأسها بطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العالم، حيث استقل الاسقف مارى عمانوئيل بالكنيسة الأشورية بسيدنى منذ سنوات ، وهى كنيسة معترف به باستراليا .
ونجحت الشرطة فى القاء القبض على المتطرف وجارى التحقيق معه ، وهو ينتمى للجماعات المتشددة ، وأكد الكاتب الصحفى أشرف حلمى باستراليا ان حالة الاسقف والمصابين مستقرة والشرطة تواصل التحقيق فى هذا الحادث.
• تاريخ الكنيسة الأشورية
وكنيسة المشرق الآشورية الرسولية هي كنيسة مسيحية شرقية تمركزت تاريخيا في بلاد ما بين النهرين. تعتبر الكنيسة الآشورية امتدادا تاريخيا وعقائديا لكنيسة المشرق التي عرفت خطأ بالنسطورية. يرأس الكنيسة حاليا البطريرك آوا روئيل ، البطريرك الثاني والعشرين بعد المائة في سلسلة بطاركة المشرق.
يعيش الآشوريون مبعثرين في أنحاء العالم خصوصاً من بعد المذابح الأخيرة ضدهم والتي جرت في العام 1915 م وراح ضحيتها ما يقارب النصف مليون آشوري والتي اجبرت الآشوريين إلى الابتعاد نحو جبال حكاري. يحاول الآشوريون المحافظة على ايمانهم وثقافتهم ولغتهم تحت رعاية بطريركهم.
وفى الكنيسة الآشورية، يرتدي الكاهن والراهب والأسقف زياً يميزهم عن العلمانيين، كما هي الحال في الكنائس الأخرى. نوضح هنا مدلول بعض القطع من الحلل الرهبانية والكهنوتية، فالراهب يرتدي الإسكيم والرداء والجبة السوداء يشير إلى موته عن العالم، الأسقف يضع صليباً على صدره دون المصلوب لأن المسيح قام من الاموات والزي يكون إما شرقياً أو غربياً مع ازرار وزنار أحمر يرمز إلى دم المسيح.
يبلغ عدد الآشوريين الإجمالي حوالى 6 ملايين نسمة ينتشرون في بلدان عديدة، أكبر عدد منهم موجودون في العراق، إيران، سوريا ولبنان كما نجدهم في أوروبا، شمال اميركا، أستراليا والهند، روسيا ونيوزيلاندا
تؤدي كنيسة المشرق صلواتها وليتورجيتها باللغة الآشورية الكلاسيكية وتعتبر كنيسةٌ ذات طابع اسراري. تؤمن بتعاليم المجامع الثلاث الأولى خصوصاً مجمع نيقية.
كنيسة المشرق الآشورية موجودة في كلٍ من العراق وإيران، سوريا ولبنان، في أوروبا، شمال اميركا، أستراليا والهند، نيوزيلاندا وروسيا.
• بداية نشأة الكنيسة الأشورية
سب التقليد حمل مار بطرس الرسول أحد تلاميذ يسوع، بذور الايمان المسيحي إلى بلاد ما بين النهرين وكرز بالبشارة الجديدة هناك، وتتلمذ على يده أدي وماري واللذان كانا العمودان الأولان في إنشاء كنيسة المشرق الآشورية في القرن الأول الميلادي في بلاد ما بين النهرين.
تُعد كنيسة المشرق الآشورية الرسولية الجاثلقية المقدسة من الكنائس القديمة بعد أورشليم وأنطاكية، يعود منشأها إلى المنتصف الثاني للقرن الأول حيث يذكر تقليد الكنيسة قد بُشرت بالايمان المسيحي
وتركزت الكنيسة في بادئ الامر إلى الجنوب من العاصمة الفارسية القديمة، قسطيفون، في مكان يُدعى بالسريانية كوخي أي الاكواخ. وبقيت كنيسة المشرق الآشورية ثابتة وقوية، تمتد إلى الشرق من اوروشليم حتى تركيا، اورهاى، نصيبين، قيسارية وفي كل الإمبراطورية الفارسية الممتدة إنذاك إلى الهند. وبالرغم اضطهاد الإمبراطورية الرومانية للمسيحية ما قبل عام 313 م حضيت الكنيسة بفترات من التسامح في ارجاء الإمبراطورية البارثية في ظل الملوك البرثنيين.
وقد عاش المسيحيون حتى نهاية القرن الثالث في جماعات يرأسها اساقفة وتربطها العلاقات بأنطاكية. أما بخصوص كنيسة المشرق فسرعان ما أخذ نفوذ أسقف المدائن في الازدياد، حتى اعتبر نفسه المسؤول الأول عن اخوته اساقفة المشرق وتبنى لقب جاثليق ويعنى «العام» أو «الشامل». وقد تبنى زعماء كنيسة المشرق لقب بطريرك الذي هو في الاصل يوناني وكان يمنح لأسقف روما –القسطنطينية –الإسكندرية –أنطاكية وخصوصاً من بعد انعقاد المجمع الخلقدوني سنة 451 م.
في عام 286 م تبنت الإمبراطورية الفارسية الزردشتيه ديناً للدولة فيها. بما انه تم الاعتراف في عام 313 م بالايمان المسيحي رسمياً في الإمبراطورية الرومانية التي كانت عدواً للإمبراطورية الفارسية، بدأت موجة اضطهادات سفكت فيها الدماء وراح ضحيتها الكثير من الشهداء، ولاسيما في الفترة الواقعة في 339-379 م تحت حكم الإمبراطور شابور الثاني " فترة الاضطهاد الاربعيني"، الذي خلف وراءه مئات الالاف من الشهداء عرفوا باسم " شهداء المشرق" من بين الشهداء البطريرك مار شمعون برصباعي 320-341 م. لقب بر صباعي ـ أي ابن الصباغين أو من ال صباغ ـ فيقال إنه أطلق على الأسرة لكونهم يقومون بصبغ الحرير والثياب الملوكية"، مات شهيداً على يد الملك الفارسي بعد أن رفض الخضوع للملك وعبادة النار والشمس، عندها بدأ الشعب يلجأ إلى جبال حكاري بتركيا هرباً من الاضطهادات والفناء.
برغم هذه الفترة الصعبة التي مرت فيها كنيسة المشرق لم يتوقف عطاؤها من قديسين وعلماء تركوا أثراً كبيراً في مضمار العلم والآداب والتراتيل ،
في عام 428 م انتخب نسطوريوس بطريركاً على كرسي القسطنطينية وقال أن مريم العذراء ليست أم الله بل ام المسيح لذا فقد وقع خلاف بينه وبين كيرلس بطريرك الإسكندرية. وبعد عام 634 م دخل العرب البلدان وعاش الآشوريون بسلام مع الحكام المسلمين حتى عام 1258 م، عام هجوم المغول على بغداد بقيادة هولاكو. فساد المنطقة جو من الذعر والسلب والنهب والحرق مما أضطر المسؤولين على نقل كرسي البطريركية إلى الجانب الغربي من بغداد العاصمة.
كما عاش المؤمنون في جبال هكياري بجوار الاكراد تحت سلطة والاتراك حتى الحرب العالمية الأولى، وكان قد مر ثمانون بطريركاً على رئاسة الطائفة حتى ذلك الحين. من بعد وفاة البطريرك شمعون السابع الذي كان يقيم في دير ربان هرمزد وبالتحديد في عام 1551 م حدث انشقاق في الكنيسة واتحدت مجموعة منهم مع روما بشكل خاص كاحتجاج ضد مبدأ الوراثة المحصور في عائلة واحدة الذي أدخل إلى منصب البطريركية منذ نهاية القرن الخامس عشر وهكذا نشأت الكنيسة الكلدانية.