الحكاية أكبر وأعمق كثيرا من مجرد اتحاد لكرة القدم فوجئ بوزير الرياضة يقوم باختيار مدير فنى جديد للمنتخب الأول ويتعاقد معه دون الرجوع لاتحاد الكرة ورئيسه ومجلس إدارته.. فلم تبدأ هذه الحكاية يوم الإثنين الماضى بالإعلان الرسمى بتولى البلجيكى مارك بريس القيادة الفنية لمنتخب الكاميرون فى حفل غاب عنه أعضاء اتحاد الكرة ورئيسه النجم الكبير صامويل إيتو.
إنما كانت البداية الحقيقية فى ديسمبر 2021 حين تم انتخاب إيتو رئيسا للاتحاد الكاميرونى.. وتفاءل جمهور الكرة الكاميرونى وأسعدهم أن يقود الكرة فى بلادهم أخيرا نجم كروى عالمى سبق أن صفقت له واحترمته أوروبا وإفريقيا والعالم كله.. وقيل وقتها إنه ليس هناك من أحق وأصلح من إيتو لإدارة الكرة الكاميرونية بعد تجربة احتراف ناجحة جدا مع أكبر أندية أوروبا.. وبالتالى هو رئيس يعرف كل قواعد اللعبة وما تحتاج إليه.. لكن لم تمض إلا ستة أشهر فقط وبدأت الأزمات.
أدان القضاء الإسبانى إيتو بعد ثبوت تهربه من الضرائب وتم الحكم عليه بشهر حبس مع إيقاف التنفيذ وغرامة مليون و700 ألف دولار.. ثم أعلن إيتو أنه أصبح سفيرا لواحدة من كبرى شركات المراهنات الكروية فى إفريقيا رغم الكود الأخلاقى للفيفا الذى يمنع كل مسؤولى الكرة من التعامل المباشر أو غير المباشر مع شركات المراهنات.. ثم كانت الأزمة الأكبر حين تم اتهام إيتو بالتواصل مع الحكام لمجاملة أصدقائه المسؤولين عن أندية صغيرة والتلاعب بنتائج بعض المباريات وتسريب تسجيلات صوتية له، بدأ الاتحاد الإفريقى التحقيق فيها.. وبالإضافة لكل ذلك.. كانت نتائج المنتخب التى لم يتوقعها جمهور الكاميرون فى عصر إيتو سواء الخروج من الدور الأول فى مونديال 2022 وأيضا الخروج من دور الـ 16 بالخسارة أمام نيجيريا فى يناير الماضى.. وتقدم بعدها إيتو باستقالته من رئاسة الاتحاد الكاميرونى، وأشار صحفيون إلى أنها لم تكن استقالة حقيقية، إنما مسرحية لامتصاص غضب الناس.. ومن أهم نتائج كل ذلك أن إيتو لم يعد ذلك النجم المحتفى به طول الوقت ولا يجرؤ على انتقاده أو معارضته أحد.
وأيضا فقد إيتو حب الكثيرين واحترامهم له بعدما اكتشفوا أنه نجم حقيقى ورائع فى لعب الكرة وليس إدارتها.. وبالتالى بات من السهل أن يقرر نارسيس مويل كومبى، وزير الرياضة الكاميرونى، اختيار المدير الفنى الجديد دون التشاور مع إيتو كرئيس لاتحاد مفترض أنه المسؤول الأول عن المنتخب.. ورغم أن الوزير برر موقفه بأن الوزارة هى التى تدفع المرتب، وبالتالى من حقها اختيار المدرب ولم يكن الوزير ليجرؤ على قول ذلك لو كان إيتو، رئيس الاتحاد، هو نفسه النجم الكبير السابق.
نقلا عن المصرى اليوم