ياسر أيوب
سخر كثيرون من غرام الشاعر والكاتب الفلسطينى الكبير محمود درويش بكرة القدم '>كرة القدم ومتابعة مبارياتها وحكاياتها حتى فى أكثر أوقات فلسطين حزنًا وقسوة.. وردَّ عليهم درويش واصفًا كرة القدم '>كرة القدم بأنها فرصة استثنائية ومؤقتة لأن يجتمع الفلسطينيون والوطن المُفتت حول شىء ما بعيدًا عن حرب وغضب ودم ودموع وظلم وحزن وعدم استسلام للموت.. وأن كرة القدم '>كرة القدم تستطيع أن تهب الحياة لشارع حسبناه مات من الخوف ومن الملل أيضًا.. وبعد رحيل درويش فى 2008.. توالت مواقف ووقائع كثيرة أثبتت صحة وواقعية ما قاله العاشق الفلسطينى الكبير.. آخرها ما جرى أمس الأول فى مدينة مانشستر الإنجليزية قبل ساعتين من بدء مباراة مهمة بين مانشستر يونايتد وليفربول.. فقد وقف متظاهرون أمام الباب الرئيسى لملعب أولد ترافورد يرفعون لافتات ويرددون هتافات التضامن مع غزة.
ورغم أنها لم تكن مظاهرة كبرى إلا أنها كانت كافية، كما سبق أن قال درويش، للتدليل على أن كرة القدم '>كرة القدم فى العالم لاتزال الساحة الأهم والأقوى الرافضة لإسرائيل ولم يمت فيها صوت فلسطين ولم يشعر فيها الناس بالملل من الهتاف ضد الظلم والدم ورفض ما يجرى فى غزة.. فلم يكن ما جرى فى مدينة مانشستر حدثًا مفاجئًا واستثنائيًا.. إنما يتكرر ذلك فى كثير من مدن العالم وملاعبه، وأصبح هناك نجوم كرة كثيرون يرفضون ما يجرى فى غزة وينحازون لحق نسائها وأطفالها فى غذاء وعلاج وسلام وأمان.. ورفع المتظاهرون أمس الأول فى مدينة مانشستر صور النجم الفرنسى الكبير والقديم إريك كانتونا، أحد أكثر المؤيدين لفلسطين والرافضين لما يجرى فى غزة.
وطالب المتظاهرون أيضًا بموقف واضح وصارم للفيفا ضد إسرائيل بعدما زاد ضحاياها من نساء غزة وأطفالها.. وكان الأمير الأردنى على بن الحسين، رئيس اتحاد الأردن لكرة القدم، واتحاد غرب آسيا، والنائب السابق لرئيس الفيفا، قد بدأ فى فبراير الماضى حملة دولية داعية لمعاقبة إسرائيل كرويًا.. وأرسل الأمير الأردنى رسالة مطولة إلى 211 اتحادًا كرويًا محليًا هم أعضاء الفيفا يشرح فيها ما تقوم به إسرئيل وضرورة معاقبتها أسوه بما قام به الفيفا سابقًا مع وقائع مماثلة.
وبالتأكيد لن يحدث أى عقاب، وقد بادر ثيودور ثيودوريديس، سكرتير عام الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، بالتأكيد على أن إسرائيل ليست روسيا، ولن يعاقب الاتحاد الأوروبى إسرائيل التى يتبع اتحادها الكروى الاتحاد الأوروبى.. والأغرب من ذلك كان تعليق نيف جولدشتين، رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلى، الذى طالب الفيفا والاتحاد الأوروبى بعدم الخلط بين السياسة وكرة القدم، وأن إسرائيل كدولة تريد السلام للعالم كله، وأن إسرائيل الكروية لا تستحق أى عقاب وتواصل مشوارها فى تصفيات أمم أوروبا المقبلة.
نقلا المصرى اليوم