د. ممدوح حليم
مدارس الأحد تقود الكنيسة
منذ الخمسينات من القرن الماضي ، حدث زحف كبير من مدرسي مدارس الأحد إلى الرهبنة ، وبصفة خاصة إلى دير السريان في وادي النطرون.
لقد تعدد أسباب ذلك. لكن من المؤكد ان بعضهم شعر أنه لكي تكون خدمة شخص في الكنيسة أكبر وأوسع وأعمق وأشد تأثيرا فعليه بالرهبنة. كان بعض هؤلاء يدعو إلى تغيير بعض الأحوال الكنسية، ولقد أدركوا ان التغيير لن يتأتى إلا عبر اختراق الرهبنة والوصول إلى المناصب الكنسية العليا ليقوموا بالتغيير بأنفسهم.
ولاشك في أن استقرار الأب متى المسكين في دير السريان وإصداره كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية في الخمسينات ، جذب كثيراً من شباب مدارس الأحد إلى الرهبنة.
كان أول أسقف يتم رسامته من شباب مدارس الأحد هو الأنبا اثناسيوس مطران بني سويف الراحل ، وتمت رسامته في ٩ سبتمبر ١٩٦٢ .
كان البابا كيرلس السادس شديد الاحترام للرهبان (بتوع) مدارس الأحد لاسيما أنهم كانوا من خريجي الجامعة. لقد اقترح القمص صليب سوريال من مدارس الأحد بالجيزة أن يرسم بعضهم مساعدين له بدرجة أسقف عام، وتحقق ذلك حين رسم البابا كيرلس الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والانبا شنودة أسقف التعليم . وكان ذلك في ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢ ، وتمت رسامتهما معا في يوم واحد. أي بعد رسامة الأنبا اثناسيوس بأيام قليلة.
وهكذا قام البابا كيرلس السادس خلال شهر واحد (سبتمبر ١٩٦٢) برسامة ٣ رهبان من أبناء مدارس الأحد أساقفة. ليصبحوا باكورة الأساقفة من أبناء مدارس الأحد.
أما ثاني أسقف من مدارس الأحد لأبروشية ، فكان الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة الراحل ، وتمت رسامته في ٣٠ مارس ١٩٦٣. وهكذا تمت رسامة ٤ من مدارس الأحد أساقفة في غضون ٧ شهور.
وفي مايو عام ١٩٦٧، قام البابا كيرلس السادس برسامة الأنبا غريغوريوس أسقف للبحث العلمي، وكان مسئولا عن مدارس الأحد بعد رحيل مؤسسها حبيب جرجس عام ١٩٥١.
أما ذروة وصول أبناء مدارس الأحد إلى المناصب القيادية في الكنيسة القبطية، فكان برسامة البابا شنوده الثالث كبطريرك للكرازة المرقسية في ١٤ نوفمبر ١٩٧١