محرر الاقباط متحدون
غداة الاحتفال بعيد الفصح أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في أوكرانيا المطران فيسفالداس كولبوكاس الذي أمضى أحد الفصح في مدينة زابوريزيا التي تتعرض بشكل شبه يومي للهجمات الصاروخية الروسية.
استهل سيادته حديثه لموقعنا لافتا إلى أن قراره هذا ينبع من الرغبة في الصلاة في تلك المدينة مع السكان المتألمين تماماً كما فعل خلال الاحتفال بعيد الميلاد، موضحا أن المؤمنين المحليين لا يملكون اليوم سوى الصلاة، ويشعرون بأنه لا يوجد أحد يستطيع أن ينقذهم من هذه الحرب العبثية. وأوضح أن مدينة زابوريزيا، شأنها شأن مدن أخرى كخرسون وخاركيف باتت اليوم تتلقى كميات أقل من المساعدات الإنسانية. ولفت إلى وجود منظمات خيرية كاثوليكية ناشطة في المدينة إلى جانب الدعم الذي يقدمه البابا فرنسيس شخصياً من خلال الكاردينال كرايفسكي.
تابع الدبلوماسي الفاتيكاني حديثه لافتا إلى أن زيارته إلى زابوريزيا تشكل أيضا مناسبة تسمح له بأن يلمس لمس اليد كيف تصل المساعدات وكيف يتم توزيعها. وقال سيادته: استطعت أن أرى عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، ورأيت في عيون هؤلاء الأشخاص امتناناً كبيراً لأنهم لا يملكون أي شيء، ولأن العديد منهم فقدوا وظائفهم وبالتالي فإن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات آخذ في الازدياد.
ردا على سؤال بشأن الاحتفالات الفصحية، قال سيادته إنه احتفل بالعيد وتمكن من لقاء جماعة الروم الكاثوليك المحلية، وكرس أوقاتاً لرفع الصلاة المشتركة مع الجماعات الكاثوليكية المحلية، موضحا أن عيد الفصح يكتسب أهمية كبيرة جداً بالنسبة لها، كما بالنسبة لجميع المناطق التي تفتقر إلى السلام، لأنه في الحرب يواجه الإنسان خطر الوقوع في اليأس، إزاء الصعوبات الكثيرة، المادية والسيكولوجية.
ولفت المطران كولبوكاس إلى أنه التقى بعدد من المتطوعين القادمين من بلدان أخرى قالوا له إنهم أساؤوا فهم الأزمة في بلادهم نظراً لحملات البروباغاندا التي تقدم صورة مشوهة عن الواقع. وأكدوا أنهم جاؤوا إلى أوكرانيا حيث وجدوا واقعاً مغايراً، ترك أثراً كبيراً في داخلهم وعبروا عن رغبتهم في العودة مجددا إلى أوكرانيا. وعبر سيادته عن أمله بأن يصغي الرب إلى الصلوات على نية السلام التي رُفعت خلال عيد الفصح.
هذا ثم توقف السفير البابوي في كييف عند الاحتفال بقداس العشية الفصحية، مساء السبت، لافتا إلى أن الطقس المتبع يقتضي بدء الاحتفال والأنوار مطفأة، وقال إن تلك الظلمة التي اختبرها المؤمنون تذكر بالحرب، وتساعدنا على أن ندرك أن النور الوحيد الذي يبقى مضاءاً هو نور شمعة الفصح، وهي ترمز إلى يسوع الذي يُشع نورَه في الظلام. وأوضح سيادته أنه عاش لحظات مؤثرة جداً لأنه أدرك أن الحرب اخترعها البشر الذين يبتكرون أسباباً كثيرة لمهاجمة الآخرين دون العودة إلى الله الخالق.
بعدها توقف الدبلوماسي الفاتيكاني عند عبارة "المسيح قام" التي تُردد في عيد الفصح وقال إنها تكتسب أهمية كبرى في المناطق التي تشهد حروباً، كما في تلك التي تنعم بالسلام، لأن حياة الإنسان ستنتهي عاجلاً أم آجلا. فيبقى يسوع وحده يقيننا ورجاءنا لأنه لا يوجد أي رجاء آخر. وهذه الحقيقة تُفهم بوضوح وسط النزاعات والحروب.
في الختام توقف السفير البابوي في كييف عند النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس صباح الأحد، في رسالته التقليدية إلى مدينة روما والعالم داعياً إلى تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا وقال سيادته إن نداء البابا قوبل باهتمام كبير، معبراً عن أمله بأن يتمكن من زيارة الأسرى، وأوضح أن النداء يعني حياة آلاف الأشخاص ويحمل طابعا إنسانيا وشاء البابا أن يوجهه إلى الجميع ودعا أيضا إلى الصلاة على نية المسؤولين كي ينير الرب ضمائرهم.